هل استطاع الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم تقليم أظافر الرخ المسمي بامتحانات الثانوية العامة الذي كان ينشر الرعب في البيوت هل تم القضاء علي مراكز القوي داخل الوزارة هل أعيد الانضباط إلي العملية التعليمية? والإجابة هي نعم الجميع يعلم أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ولقد خطاها الرجل بقلب جسور ان هناك أهدافا عديدة خاصة بتقنين الحصول علي المراحل التالية من الكادر فلا يجب أن يتحول إلي هبة بلا مقابل هو الامتناع تماماً عن الدروس الخصوصية وأن يتطور التدريب الذي صار ورقيا شخصيا لا يؤتي ثماره المرجوة وأن تؤدي المعامل المطورة الموجودة فعلاً في المدارس دورها وأن يتم فتح غرفات مناهل المغرفة أمام التلاميذ وأن يتم تطوير المناهج تسبقه حالة إصلاح ما هو قائم وأن تؤدي المكتبات المدرسية دورها ويتم تزويدها بأحدث الكتب وأن يتم تفعيل مجالس الامناء في المدارس والإدارات والمديريات وأن يتم تفعيل المشاركة الشعبية في العملية التعليمية وأن يتم تطوير طرق الامتحانات لتختبر الابداع بدلاً من الذاكرة وان يتم تخفيف كثافة الفصول وأن يتم منح الإداريين حقوقهم فهم جزء من العملية التعليمية وألا يرتبط الترقي إلي الوظائف الأعلي بالأقدمية وأن نجد طريقة مثلي لنظام التغذية وأن نسد أبواب التسرب من التعليم وأن يتم التركيز علي مدارس مبارك كول، لا ينبغي أن يغيب عن ادراكنا لحظة واحدة ان للتعليم رسالة حتمية تتمثل في صياغة العقل المصري مدركين حقيقة أن التعليم هو مسألة أمن قومي وأن ركب التقدم الإنساني لاهث الخطوات ليس في قاموسه لغة الانتظار ولا الاستماع إلي قصائد الفخر حول ما كان وأن تقدم الأمم مرهون بتطوير التعليم ووضع الامكانات للبحث العلمي وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد احتلت المرتبة الثانية ذات يوم وقد سبقتها اليابان فانطلقت صيحة تهز أرجاءها .أمة في خطر. وصاح علماؤها لقد هزمنا اليابان في الحرب ولكنهم الآن يهزموننا في المعمل حشدت الولاياتالمتحدة علماءها فوضعوا خطتهم ونفذوها كي تعود لها الريادة وقد عادت كنا نتميز غيظا وطريق بلادنا نحو التمييز قد صار محفوفا بالمحاذير.. معلم نمطي مع أنهم تلاميذ هذا الجيل الذي يعمل رسالة التنوير إلي كل بلاد الغرب تدريب لا يرقي إلي تحقيق التطوير المنشود مناهج لاتواكب التطور التكنولوجي الذي صار يحقق طفرات في كل يوم مجموعات تقوية مدرسية انحرفت عن تحقيق أهدافها فتحولت من اختيار إلي اجبار وشيئاً فشيئاً صارت دروساً خصوصية تستخدم أدوات المؤسسة التعليمية بل صارت تمارس أثناء اليوم الدارسي معامل مطورة اغلقت غطاها التراب وصارت ملاذا آمنا للعناكب تنسج فيها خيوطها.. حواسب معظمها قد صارت للفرجة يمنع فيها صاحب العهدة التلاميذ من لمسها أو الاقتراب منها وفي ظل عدم وجود أمناء معامل متخصصين أو اسناد عهدة الحواسب لغير ذوي الشأن صار تدريسها شفهيا كغيرها من المواد قائم علي الحفظ وفي ظل كل ما مضي صار ولي الأمر المهموم بتدبير لقمة العيش لأفراد أسرته مطالبا بتدبير متطلبات الدروس الخصوصية التي تتخذ من مجموعات التقوية غطاء شرعياً.. وفي غمرة اللهاث المحموم نحو تحقيق دخل مادي لمواجهة متطلبات الحياة لم يستطع الكادر الذي تم منحه بلا شروط أن يحقق غايته بل انه فتح شهية أصحاب الضمائر الغائبة فخرج بعضهم خارج جدران المؤسسة التعليمية يزاحم الحوذي والسنان والجزار في سوق الغلبة فيها لمن يملك.. راح المعلم يعرض بضاعته المزجاة وقد شروها بثمن بخس دراهم معدودات في الريف وفي المناطق الشعبية أما عند علية القوم فقد شروها بأموال كثيرة وشيئاً فشيئاً انحسر دور المدرسة حتي جاء الدكتور حسين كامل بهاء الدين الذي ترك كرسي الوزارة الوثير وراح يطوف أرجاء الوادي والدلتا متابعاً للأداء معالجاً لمرضي التلاميذ.. مهتما بكل شاردة وواردة تطرحها وسائل الاعلام أو تنشرها الصحف حول وزارته.. وفي عهده افتتحت مدينة مبارك التي ألقت حجرا ضخما في المياه الآسنة.. سعي الرجل حثيثا لكسر شوكة أباطرة الدروس الخصوصية وتحقيق العدالة في توزيع المعلمين التي جعلت مناطق الحضر تعج بهم بينما تعاني المناطق النائية عجزا صارخا.. لكن الرجل الوقور كان يقف وحيدا وقد كشرت ذئاب الدروس الخصوصية عن أنيابها ولم يستطع الرجل أن يعيد توزيع المعلمين أو يحقق الانضباط بنقل رءوس الأباطرة بعيداً عن مناطق نفوذهم.. لكنها الحقيقة التي يدركها الجميع أنه قد سجل اسمه في سجل التميز ومضت سنوات عجاف تولي فيها الأكاديميون أمر أهم وزارات مصر وهي التربية والتعليم أمثال أحمد موسي ويسري الجمل لكن مراكز القوي داخل الوزارة كانت تحول دون الآمال المرجوة.. مراكز القوي اغترفت المال الحرام من ميزانية الوزارة التي صارت بالمليارات ومن أموال أخري تقدمها جهات دولية عديدة لتطوير التعليم حتي جاء الدكتور أحمد زكي بدر وزيراً سياسياً يستطيع أن يحدد هدفه وأن يستخدم وسائله.. راهن كثير منا علي قدرته علي الإصلاح وتحقيق طفرة التميز المرجوة.. في الأسبوع الماضي قصدت الوزارة قادماً من قريتي القاصية بكفر الشيخ لمساعدة أحد المعاقين في حصول ابنته علي فرصة عمل في إحدي مدارس التربية الخاصة وهي فتاة مجتهدة حاصلة علي مؤهل عال ودبلومة في التربية ودبلومة في علم النفس وشهادة CIDL وتدرس في مرحلة الماجستير مثال طيب للكفاح والمثابرة فدخلت مبني الوزارة الذي لم ادخله منذ عام 2004 منذ أن تم تكريمي وبعض المعلمين الذين فازوا في مسابقة ثقافية قدمنا خلالها ابحاثا مهمة في موضوعات تربوية فلما قصدت مكتب مدير العلاقات العامة ومسئول الإعلام وهو اللواء عبدالمنعم معوض الذي وجدت فيه دماثة الخلق والسعي الدءوب لخدمة الناس وكان من حسن الطالع أن كان في ضيافته اللواء أحمد عبدالمنعم وكيل أول الوزارة لشئون مكتب الوزير وهو رجل مهذب تأنس إليه.. وجدت في كليهما رحابة الصدر والقدرة علي تحقيق الألفة والبساطة الشديدة أدركنا أنه مادام هؤلاء الرجال وأمثالهم حول الوزير فنحن نقول له دكتور أحمد زكي بدر شكراً فقد أحسنت اختيار رجالك هتف بداخلي من يقول: حقا.. الكرم شيء هين وجه طلق.. ولسان لين