البلطجة ارتبطت بالمال في المعركة الانتخابية ..وفصل المنشقين ليس في صالح الوفد الصور التي نشرت بالصحف.. وتناولتها الفضائيات.. تؤكد أنه كانت هناك أعمال بلطجة وعنف في المعركة الانتخابية للحصول علي عضوية وحصانة مجلس الشعب.. سواء في الجولة الأولي أو جولة الإعادة. البلطجة حدثت وجرائم العنف ارتكبها بعض أنصار المرشحين.. في مختلف التيارات السياسية.. سواء كانوا وطني أو معارضة.. فالبلطجة لم تكن مقصورة علي مرشحي أو أنصار حزب معين.. ولكنها ارتبطت بمرشحين يستخدمون سلاح المال في الانتخابات واستئجار بلطجية لإرهاب المنافسين. الحزب الوطني حصد أغلبية المقاعد.. فكان نصيبه في الجولتين 419 نائباً.. بينما حصد المستقلون حوالي 70 مقعدا والأحزاب الأخري 15 مقعداً.. هي أحزاب الوفد والتجمع والغد والجيل والسلام الديمقراطي والعدالة الاجتماعية.. وأحد المقاعد ذهب إلي الجماعة المحظورة التي يمثلها مجدي عاشور الذي خاض المعركة في جولة الإعادة.. رغم إعلان المحظورة مقاطعة الانتخابات. من قرأ أو تابع المشاهد علي الساحة السياسية في مختلف الدوائر بالقاهرة والمحافظات.. أدرك أن الغلبة والفوز الساحق سيكون للحزب الوطني.. لأنه جهز نفسه وكوادره مبكراً.. واستفاد من أخطاء انتخابات 2005 التي فازت فيها المحظورة ب 88 مقعداً.. فقد كان هناك إصرار من جانب الحزب الوطني علي تلافي الأخطاء وإعلان التحدي مبكراً.. بينما أضاع نواب المحظورة جهودهم في مهاترات وخناقات.. واشتباكات تحت قبة البرلمان مع الحكومة.. بلا جدوي.. أو طرح حلول موضوعية للمشاكل التي يعاني منها المواطن. أما الأحزاب الأخري.. فإنها لم تجهز نفسها لخوض المعركة الانتخابية.. واستمرت في هشاشتها.. ولم تتفاعل أو تتواصل مع الناس.. باستثناء حزب الوفد الذي حاول تعديل شكله وثوبه.. في انتخاباته الداخلية التي اتت بالدكتور السيد البدوي رئيساً للحزب والذي لم يستطع أن يوحد جهود الحزب.. وحدث انشقاق في بنيانه.. ولم يسعفه الوقت في لم الشمل أو التجهيز للمعركة الانتخابية بالقدر الذي يسمح لمرشحيه بتحقيق النتائج المأمولة.. وهو ما حدث بالفعل في الجولة الأولي للانتخابات.. مما دفعه لإعلان الانسحاب الذي لم يلتزم به مرشحون احسوا بأن لديهم فرصة في النجاح والفوز في جولة الإعادة.. مثل الاشموني ومحمد المالكي وغيرهما. قادة الوفد هددوا بفصل المنشقين الذين استمروا في الانتخابات ولكن هذا الاتجاه ليس في صالح الحزب.. لأن وجود نواب يمثلون الوفد تحت قبة البرلمان يقوي الحزب ويدعمه أمام الناس.. بالتعبير عن رأي الحزب في القضايا المهمة التي تتعلق بمصالح المواطنين والوطن.. كما أن هؤلاء النواب يمثلون جسورا بين الحزب وجماهير دوائرهم.. وفي نفس الوقت يجب ألا يتخلي الوفد عن دوره البرلماني.. لأن هذا الاتجاه يمثل هروبا من المعركة.. ويضعف موقفه وتأثيره في الحياة السياسية.. وهو ما لا يتمناه أي مواطن.