هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الوحيد في قرية يرزا بمنطقة الأغوار الشمالية شرق مدينة طوباس الواقعة شمال الضفة الغربية بزعم تشييده بدون ترخيص، رغم تأكيد السكان أنه مبني منذ عام 1967 بأوراق رسمية. وقد اقتحمت قوات كبيرة للاحتلال مدعومة بجرافات، القرية في ساعات الصباح الأولي وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة وهدمت المسجد بعد قيام الأهالي ببناء غرفتين إضافيتين لتوسعته بعدما ضاق بأعداد المصلين المتزايدة وفق ما أفاد أحمد أسعد مسؤول ملف الاستيطان في طوباس. وأكد أسعد أن لدي أهالي القرية أوراق "طابو" رسمية تثبت أن البناء مقام منذ عام 1967، وأن ما جري هو"توسعة حتي يستطيع المسجد الوحيد في القرية استيعاب عدد السكان الذين يؤدون الصلاة فيه". من جانبه أشار رئيس المجلس القروي في "يرزا" مخلص مساعيد إلي أن جيش الاحتلال يضيق بشكل كبير علي السكان، عبر تحويل القرية إلي منطقة تدريب عسكري، بهدف طردهم أوإجبارهم علي الرحيل عن القرية. ولفت النظر إلي أن سلطات الاحتلال، وزعت عشرات الإخطارات لهدم مساكن في قرية يرزا في وقت سابق، كما أنها هدمت مؤخرا عشرات المساكن في منطقة الأغوار الشمالية وخاصة في منطقة الفارسية، وشردت سكانها في العراء. ونقل عن محافظ طوباس والأغوار الشمالية مروان الطوباسي قوله إن أكثر من 120 جنديا وثماني آليات عسكرية بينها جرافات اقتحمت القرية فجر اليوم وقامت بعمليات الهدم التي طالت مسجد القرية الوحيد إضافة إلي ستة "بركسات" وهي مبان من الصفيح تستخدم كمساكن للمواطنين وحظائر للأغنام أيضا. وأدان الطوباسي عمليات الاعتداء علي المواطنين ومساكنهم ووسائل عيشهم في الأغوار الفلسطينية، رافضا ذرائع الاحتلال بأن الهدم يأتي لكون هذه الأماكن غير مرخصة. وأشار إلي أن هذا يأتي ضمن عمليات الهدم التي تتعرض لها مناطق الأغوار الفلسطينية منذ سنوات عدة، مبينا أن وتيرتها اشتدت خلال الفترة القليلة الماضية في سياق المحاولات الإسرائيلية المحمومة لتهويد منطقة الأغوار، حيث هدموا من وقت قريب أكثر من 130 مسكنا في منطقة الأغوار الجنوبية وأخري بالمناطق الشمالية، إضافة لعشرات الإنذارات بالإخلاء والهدم. ورأي الطوباسي في ذلك مؤشرا خطير علي نوايا الإسرائيليين لإطباق السيطرة علي منطقة الأغوار لمنع أي احتمال لقيام الدولة الفلسطينية في المناطق التي احتلت عام 1967، وإبقاء السيطرة ليس فقط الأمنية وإنما أيضا الاقتصادية علي منطقة الأغوار والتي يفترض أن تكون هي الحدود بين الدولة الفلسطينية المستقلة والأردن في أي حل مستقبلي. وكانت قوات الاحتلال قد دهمت قرية أبوالعجاج في الأغوار الوسطي الأربعاء الماضي وهدمت عددا من المساكن الخاصة بالمواطنين وحظائر للأغنام، الأمر الذي اعتبره الفلسطينيون تصعيدا غير مسبوق في تهويد مناطق الأغوار تحت ذرائع وحجج واهية. حسب محافظ طوباس- ولا يستطيع الفلسطينيون سوي استخدام 13% فقط ولأغراض زراعية فقط من مساحتها ككل.