الإجرام.. المدرسي!! مايحدث داخل المدارس انعكاس لحالة العنف داخل المجتمع تحقيق علاء الدين حافظ حادثة الاغتصاب الاخيرة التي تعرض لها تلميذ احدي مدارس مصر الجديدة ليست كما يري البعض بمثابة ناقوس خطر يهدد العملية التعليمية.. ولكنها انذار بأن المدارس تحولت عن دورها في تخريج طلاب قادرين علي اعادة رسم مستقبل البلاد لتخرج اجيالاً جديدة .وش اجرام. لكننا لم نستشعر هذا الخطر لاننا اشبه بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال، فالحوادث الفردية والجماعية داخل المدارس تحولت الي ظاهرة عامة من شأنها ان تأتي علي الاخضر واليابس داخل العملية التعليمية. لكننا ننتظر كالعادة وقوع حادثة حتي تقوم الدنيا ثم بمرور الوقت تهدأ الامور وتعود ريما لعادتها القديمة.. للاسف الشديد .رد. الفعل لن يحل ازمة لان الحلول تكمن في ايجاد الوسائل التي من شأنها التصدي للحادثة قبل ان تقع لاسيما وان حادثة مصر الجديدة رغم بشاعتها الا انها تؤكد بما لايدع مجالا للشك ان الاجرام المدرسي انتقل من الاحياء الشعبية الي الاحياء الراقية.. اذن شماعة الفقر او البيئة المحيطة بالطالب التي غالبا ما كان يعلق عليها عنف الطلاب داخل المدارس ليس لها محل من الاعراب، ولابد من منطقة الاسباب حتي يتسني الوصول للحلول. سبق حادثة مصر الجديدة العديد من الحوادث الاخري التي كانت كفيلة بإقالة حكومة وليست مجرد فصل طالب.. منها علي سبيل المثال وليس الحصر قيام طالب بقتل زميله خارج اسوار المدرسة بعدة طعنات في الرقبة امام المارة وبعدها بدقائق جاءت عائلة الضحية واقتحمت المدرسة وقامت بقتل .القاتل. داخل الحرم المدرسي، وحادثة اخري تم خلالها تمزيق طالب بالاسلحة البيضاء بسبب تحرشه بإحدي الطالبات، وقيام تلميذ ابتدائي بالاسكندرية بقتل زميله بالمرحلة الاعدادية بسبب الخلاف علي لعبة داخل مقهي الانترنت، حيث طلب تلميذ الابتدائي من زميله التوقف عن اللعب وتركه يكمل اللعب بدلا منه، فرفض الاخير فقام تلميذ الابتدائي بطعنه بمطواة كانت بحوزته، وفي اليوم نفسه شهدت مدرسة عبدالله النقراشي الاعدادية بقنا حادثا آخر حيث طعن تلميذ مدرسا بسكين بعد قيام المدرس بطرده من الفصل فقام التلميذ بإخراج آلة حادة من الشنطة المدرسية وانهال بها ضربا علي رأس المدرس، وفي مدرسة اجهور الثانوية بالقليوبية طعن ثلاثة تلاميذ زميلهم بكتر عدة طعنات خلال التزاحم علي دخول دورة المياه. حلول للأزمة وفي هذا الصدد ارجعت دراسة صادرة عن المركز المصري للحق في التعليم اسباب العنف المدرسي الي الاعتماد علي التلقين كوسيلة واحدة لتوصيل المعلومة ولجوء المدرسين للعقاب البدني واساءة المعاملة للسيطرة علي الطلاب وضعف الرقابة الحكومية علي التعليم فضلا عن الكثافة العالية داخل الفصول وعدم وجود انشطة مدرسية بسبب عمل المدارس اكثر من فترة في اليوم الواحد، فضلا عن ضعف رواتب المعلمين مما يجعلهم يمارسون العنف ضد الطلاب. انعكاس للعنف الاسباب التي سردها التقرير لاتختلف عن الاسباب التي ساقها عدد من الخبراء واساتذة علم الاجتماع حيث اكدت الدكتورة سامية الساعاتي خبيرة علم الاجتماع ان ما يحدث في المدارس من عنف انعكاس لحالة العنف التي اصابت اوجه الحياة المختلفة سواء داخل الشارع او داخل المنزل، لان ذلك بمثابة دوائر كل دائرة تنعكس علي الآخري فالطالب الذي يشاهد العنف الدموي داخل الشارع أو يري والده يعتدي بالضرب علي والدته لابد ان ينعكس ذلك علي حياته المدرسية لان العنف عبارة عن تفريغ شحنات متصلة بالكبت والاحباط تجاه الآخرين.. ومن الملاحظ ان المجتمع المصري يعاني من حالة يأس شديدة سواء داخل المجتمع او داخل الاسرة، مؤكدة ان مايحدث رغم بشاعته الا انه اقل من المتوقع لان ثقافة العنف المنتشرة هي الاقرب الي روح المراهقين، ومن هنا تتطلب معالجة الظاهرة عدة امور اهمها تحقيق الامن النفسي والاجتماعي للاسر من اجل تلبية احتياجات ابنائها والتمسك بثقافة التسامح بالاعمال وتطبيق القوانين علي جميع فئات المجتمع والاخذ بثقافة الثواب والعقاب. ولفتت الدكتورة سامية الساعاتي الي ضرورة عودة الانضباط للمدارس عن طريق تفعيل الدور التربوي لهيكل التدريس لان التربية تسبق التعليم في المدارس. ويضيف الدكتور كمال مغيث باحث بمركز البحوث التربوية ان انتشار ظاهرة العنف في المدارس سببه ان المجتمع يمر بظروف اقتصادية وسياسية صعبة مما احدث نوعاً من العنف داخل النفس، وبالتالي فإن الشخص يضطر للجوء للعنف للتعبير عن مشاكله وهو ما ينعكس علي الطلاب داخل العملية التعليمية خاصة ان المدارس باتت ملعباً امام الطالب لاستخدام جميع انواع الاسلحة البيضاء.