عندما يكون هناك جو سائد في العمل ينم عن الرضا فإن هذا يؤدي إلي الاتقان ويشعر العامل بالثقة والفخر والمجتمع بالأمان والثقة الرضا أم القوة الروحية لا ادري أي المصطلحات أدلّ علي ما اقصد. إنما قصدت ما ورد في عبارة شهيرة" لكلارنس فلين":لا يقترب الفشل من بيئة قوامها عشق العمل. فاعمل ما تحب واستثمر في عملك أصولك المادية والمعنوية فهذا نوع من الاستثمار يحقق أعلي العوائد. ويقول"فريدريك هيجل" :من المؤكد انه لم يقع في هذه الدنيا أي حدث عظيم دون ان يكون وراءه حماس عظيم. إنها طاقة الامتنان والسعادة والتوازن في الحياة الوظيفية، تلك الطاقة التي تسهم في صحة نفسية مستقرة تطلق العنان لصاحبها للاستمتاع بالوظيفة، باعتبارها منجم خبرات بحلوها ومرها دون طوق تشنجات الظنون والتحليلات والسلبيات وانعكاسات مزاج المسئولين أو الزملاء أو العملاء. انه الرضا الوظيفي ذلك الشعور بالاكتمال والإنجاز النابع من العمل، دون حاجة لانتظار حوافز خارجية من نقود أو اجازات أو مناصب جديدة الخ. الرضا عن الوظيفة علي كل المستويات - الفرد - العمل - المؤسسة وكل ما يتعلق بها.في بحث مفهوم الرضا معان كثيرة فمنهم من يطرحه بمعني الوفاء أو الإخلاص أو التفاني أو الانتماء والولاء والتبني ويفسر من تعامل مع مفهوم الرضا بأن المفردات السابقة ما هي إلا بذور وأبعاد الرضا وليست تعنيه تماما إنما ننتجه ونتطور منه. مفهوم الرضا الوظيفي انه تجميع الظروف النفسية والبيئية المحيطة بالفرد والتي تشكل بوتقة تتجمع فيها علاقة الموظف بزملائه ورؤسائه وتتوافق مع شخصيته ليطلق عبارة أنا سعيد في عملي. وللرضا الوظيفي مظاهر عديدة أبرزها التعاون بين الفرد وزملائه في العمل ونمو العلاقات الشخصية الوظيفية وارتفاع الانتماء للعمل ولمجموعة العمل كذلك ارتفاع الإنتاجية للفرد وفريق العمل وتصبح هناك مبادرات فردية للموظف وتبرز لديه المسارعة لخدمة المؤسسة ونشاط واستعداد دائم وتحفز مستمر للتدريب والتغيير.كذلك الواقعية والتفاؤل الدائم والشعور بالأمن والاستقرار الوظيفي ومقابله فإن مظاهر عدم وجود الرضا الوظيفي في العمل هي نقيض النقاط السابقة تماما من ظهور سوء التكيف والإحباط وسواد الشكوي والضجر والملل والاستياء والشعور بالروتين. ولكن يبرز هنا سؤال يعلق الجرس في مكانه وهو من المسئول عن تكوين روح الرضا للفرد في العمل? فأنت الذي تصنع واقع عملك إما ان يكون برضا أو سخط فزميلك في العمل له واقع أيضا وقد يكون مختلفا عن واقعك في العمل أو بالأصح وضعك الوظيفي إما ان يكون سجنا لك فيحد من تفكيرك وسلوكياتك وأفعالك وإما ان يكون مجالا لإثراء نفسك وسلوكياتك ويزيد من فرصة نجاحك. يقول "جي هولان" مقولة خالدة في هذا المجال ولقد أوردها تراثنا الخالد قبلا مفادها (يرزق الله كل طائر رزقه، بيد انه لا يقذف بذلك الرزق إلي أعشاش الطيور) فنحن لا نجانب الصواب ان القينا باللوم في بعض مظاهر عدم الرضا الوظيفي علي قيادة المؤسسة أو البيئة الاجتماعية للعمل أو حتي الظروف المادية أو التكنولوجية للعمل أو المستوي الروتيني الاجتماعي المتدني للوظيفة ولكننا لا نملك إلا الاعتراف بأن الوظيفة واقع نحن فيه فكيف نراه بعين الرضا والسعادة وما أهمية هذه النظرة الايجابية. والرضا الوظيفي امر هام للعمل والعامل والمجتمع كيف ذلك عندما يكون هناك جو سائد في العمل ينم عن الرضا فإن هذا يؤدي إلي الاتقان ويشعر العامل بالثقة والفخر والمجتمع بالامان والثقة فيقبل الجميع علي السلعة او الخدمة الوطنية وتؤدي هذه العوامل إلي رفع شأن المجتمع . اما حدوث عكس هذا فإنه يؤدي إلي اثار سلبية تضر الجميع. وفي بلادنا نري ظاهرة الاضرابات وهي بلاشك ظاهرة صحية سواء للافراد او الدولة . ولكن لكي تؤدي هذه الظاهرة هدفها فيجب علي من يقوم بالاضراب ان يعي النقاط الاتية: - هل الاضراب يضر بمصالح المجتمع? - هل الإضراب يحقق مصالح المضربين ام يضر بهم حاليا ومستقبلا? - ما الهدف من الإضراب? كما ان علي الجهات المسئولة الاتي: - نشر ثقافة الاضرابات فإن هذا يؤدي إلي حل نسبة كبيرة من الاضرابات. - التعامل مع الإضرابات بجدية وعقد الاجتماعات الجدية للحل في حدود المتاح. - العلم بأن الإضراب هو للتعبير عن حالة معينة فلابد علي الادارة من ملاحظة هذه الحالة ويكون لديها من الخبرة والعلم ما يؤهلها للتعامل مع هذه الحالة. وعلي الجميع الافراد ومعدي الإضرابات والجهات المسئولة الوعي بالاتي: - ان الافراد في الدولة هم رعايا مخلصون وان يتم التعامل معهم علي هذا الاساس. - ان علي الافراد واجبات والجهات المسئولة ايضا واجبات لابد من ادائها. - انه علي للأفراد حقوق وللدول حقوق. - انه لايجب ان يهان المواطن وان تحترم آدميته وحقوقه. - انه يجب ان تصان اموال واملاك الدولة ومراعاة حقوقها. - يجب ان يعلم الجميع ان العلاقة بين المواطن والدولة ليست علاقة خاسر وفائز بل هي علاقة ان الجميع رابح. - التخريب لايؤدي الا إلي ضرر الجميع. علي الجميع ان يدرك اننا جميعا في نفس القارب وفي نفس الاتجاه.