مشاركة نايل سينما في الإنتاج تثير التساؤلات حول عدم مشاركة بقية قنوات الشبكة في الإنتاج ! انهيار صناعة السينما يحتم منح الأولوية لقنوات نايل دراما وسبورت للإنتاج والمباشر وشراء المباريات هل هناك رغبة جادة من جانب انس الفقي وزير الاعلام للنهوض بقنوات ماسبيرو وكياناتة؟.. وهل يسعي وزير الاعلام بالفعل لأن تتحول قنوات ماسبيرو علي الاقل من قنوات مستهلكة لخزائن اتحاد الاذاعة والتليفزيون الي قنوات منتجة قادرة علي تحقيق الارباح؟.. وهل تم عمل دراسة واقعية ومنطقية لتحقيق عملية النهوض هذه او تلك التي يطلق عليها التطوير؟ كل المؤشرات تؤكد ان لدي الفقي رغبة حقيقية وجادة في ان تنهض قنوات ماسبيرو وقنواته لتكون قادرة علي المنافسة.. ولكن ورغم ان خطة اعادة الهيكلة والتخطيط لها غير معلنة ويتم تنفيذها علي مراحل الا ان عملية التقييم هذه وان كانت دلالتها الاولي تشير الي ان هناك كثيراً من النقاط التي لم يتم التصديق عليها لتنفيذها الا ان هذا يدعونا لان نتوقف امام كثير من الاشكاليات المرتبطة بهذا التطوير. ما تم اعلانه حتي الان رغم انه لم يتم تنفيذه يفيد بأن شركة صوت القاهرة سيتم تقسيمها والظاهر هو وجود شركة مستقلة للإعلانات والتسويق ولم يتم تحديد من يتولي رئاستها اضافة الي مشروع شبكة NTN والحقيقة الثابتة ان ايا من الكيانين لايعني انشاء ماهو جديد حيث انه مجرد تقسيم حيث أن شبكة NTN سيتم استقطاعها من قطاع القنوات المتخصصة.. اي ان مايحدث مجرد تقسيم وليس انشاء ما هو جديد. ولان شبكة NTN هي الاكثر ظهورا علي الساحة من خلال اللوجو الخاص بها فإننا في هذا العدد نتوقف امامها.. وسبب هذا التوقف يعود الي ان هناك بالفعل خطوات ادارية بدأ الشروع في تنفيذها لتشكيل الهيكل الوظيفي والاداري بها رغم ان مجلس الامناء في اجتماعه الاخير لم يتطرق لها من قريب او بعيد وهو مالم يلتفت له احد. اولي الخطوات الخاصة بالشركة ومن خلال بعض المسئولين عن الشركة اشار الي ان قناة نايل سينما ستشارك في الانتاج السينمائي بحيث يتم عرض الافلام التي ستشارك فيها علي القناة حصريا امتثالا بتجارب الفضائيات الخاصة مثل روتانا وبالطبع مسئولية اختيار الافلام التي سيتم المشاركة في انتاجها ستكون لمن يشرف علي القناة.. وهي بالفعل خطوة جادة وجريئة دون النظر للنتائج التي وقعت علي القنوات التي كانت تنتج افلاما مثل روتانا ودون التطرق لتوقفها عن المشاركة في الانتاج او حدوث خسائر بها.. وسبب جدية الخطوة هنا يعود الي نقطة لاتزال مبهمة وهي عما اذا كانت الموارد الحالية لقناة نايل سينما ستكون مستقلة عن الشبكة ام لا وهل سيتم تشكيل هيكل اداري يشرف علي عملية الانتاج بداخلها ام من الخارج. اذا اخذنا قنوات روتانا سينما كمثال سنجد ان ميزانيتها كانت مستقلة بالنسبة لها بل ان هناك ادارة متخصصة لها ونفس الحال ينطبق علي القنوات المتخصصة في عرض المسلسلات والتي تشارك في الانتاج مثل قنوات ART حكايات وقناة الحياة مسلسلات وميلودي دراما. ما نقصده هنا هو ان الامور في هذا الشأن وداخل شبكة NTN يجب ان تعمم ولاتقتصر علي قناة دون اخري ولايتم استقطاع ميزانيات بقية القنوات من اجل قناة واحدة.. وبالتالي فالسؤال هل سيكون لكل قناة من قنوات NTN المتخصصة استقلاليتها المالية والادارية وهل القائمون علي كل قناة من هذه القنوات لديه الخبرة التي تؤهله للقيام بدوره بحيث تعود المكاسب اليها وتتحمل نتيجة الخسائر؟ نايل سينما من الممكن ان تدخل سوق الانتاج السينمائي ومن الخطة الجديدة.. ولكن الا يجب ان ينطبق نفس الامر علي قناة نايل دراما.. خصوصا وان الدراما هي فرس رهان هذا العصر بدليل تنازل نجوم السينما عن عرشهم السينمائي واتجاههم الي المسلسلات الدرامية الاضمن ربحا والاكثر اجرا والاقل تعرضا للانتقادات ويتساوي فيها الصغير بالكبير من حيث عدد حلقات العرض وربما عدد القنوات التي ستعرض عليها.. ومن هذا المنطلق فإنه من الضروري بل من الاولي ان يتم منح قناة نايل دراما ايضا الاستقلالية في خوض عملية انتاج مسلسلات تعرض حصريا علي قناتيها سواء عن طريق الانتاج بالمشاركة او الانتاج المباشر ومن خلال التعامل مباشرة مع عناصر العملية الانتاجية سواء الشركات او الممثلين وخلافه وان يتم عمل هيكل اداري مستقل بها وتتحدد لها ميزانية مستقلة. الامر نفسه من الضروري تطبيقه علي قناة نايل كوميدي مع الاخذ في الاعتبار المقارنة بما تقوم به قناة موجة كوميدي التي تنتج لنفسها سواء البرامج او السيت كوم او المسلسلات التي دخلت فيها مؤخرا وان يتحدد لها ميزانية مستقلة وهيكل اداري دون الاستقطاع من موارد الاتحاد. بالطبع عند القنوات الثلاث تحديدا يثور السؤال وهو ماذا عن قطاع الانتاج ومدينة الانتاج الاعلامي وشركة صوت القاهرة؟.. وهذا السؤال من السابق للاوان فرضه الان لان يبدو من الصورة انه سيتم حشرهم بطريقة او بأخري وهو ما يهدد الاستقلالية التي نتحدث عنها. الأمر الضروري ان يتم تطبيقه علي قناة نايل سبورت والتعامل معها وفق المقارنة بالقنوات الخاصة ايضا التي تعمل باستقلالية تامة فقنوات الجزيرة الرياضية ليست لها علاقة بالجزيرة الاخبارية والوثائقية والامر نفسه كان ينطبق علي قنوات ART الرياضية.. فقناة نايل سبورت وفق نفس المنطق من الضروري ان تكون مستقلة وان تقوم هي بنفسها في خوض سباق شراء المباريات سواء الدوري المحلي او غيره من دوريات وفي تغطية مختلف البطولات والالعاب وان يكون المكسب لها والخسارة عليها.. فالناظر الي قنوات مثل قنوات مودرن سيجد ان قناة مودرن سبورت 1 مستقلة عن مودرن سبورت 2 وعن مودرن سبورت مصر التي اغلقت ابوابها ونفس التجربة كانت قائمة من قبل من خلال قناة دريم سبورت التي لم تمكث كثيرا وخرجت من السباق الفضائي. لاشك ان قناة لايف ايضا يجب ان يتم تطبيق الامر نفسه عليها بأن تكون ميزانيتها وادارتها مستقلتين وان يكون لها كيان انتاج برامجي مستقل وان تتحمل الخسائر او ان تفوز بالارباح. المعادلة من الضروري ان تتم بهذا الشكل اذا كانت هناك رغبة حقيقية في التطوير الشامل والكامل لان رأس مال الشبكة اذا كان 500 مليون جنيه عند انشائها فليس من المنطق ان يكون هناك سوء توزيع او ان يتم الاهتمام بقناة علي حساب اخري وفي هذه الحالة وعند الاصرار عليها فيجب ان يكون هناك عدة تساؤلات عريضة.. منها ايهما اكثر توقعا بتحقيق الارباح.. المباريات الكروية نايل سبورت ام المسلسلات .نايل دراما. ام البرامج نايل لايف ام الافلام نايل سينما ام البرامج الفكاهية والترفيهية نايل كوميدي بالطبع من ترجح كفته في حالة الاصرار علي عدم الاستقلالية الجماعية يجب ان يتم تدعيمه هو اولا من نفس ميزانية الشبكة وفي حالة استقلال كل قناة والقيام بالانتاج لنفسها فالسؤال هو هل القيادات الموجودة في كل قناة حاليا قادرة علي القيام بهذه المهمة ولها من الخبرات ما يؤهلها لاداء هذا الدور.. اما السؤال الاخطر فهو هل سيتم اغلاق القناة التي قد تتعرض لاقدر الله للافلاس؟ واخيرا هل تمت دراسات النماذج السابقة والمتمثلة في القنوات الخاصة المتخصصة والحالة التي وصلت اليها؟ هذه المنطقة يجب ان تحظي بدراسة شاملة ومتكاملة وان تكون الصورة المتعلقة بها واضحة خصوصا في ظل تجاهل وجود قطاع بحجم قطاع الانتاج الذي بات في حكم المؤكد دمجه مع شركة صوت القاهرة التي ستستقل هي ايضا وفق ماهو مخطط لها ووفق تصريحات خوضها الانتاج السينمائي والدرامي والبرامجي وهي منطقة ايضا تحمل كثيرا من الغموض حيث ان الشائع ان الشركة ستقوم بالانتاج السينمائي والذي يتردد ان ماستقوم بإنتاجه ايضا سيتم حصريا علي قناة نايل سينما حصريا دون الحديث عن التسويق من عدمه. منذ ثلاثة اسابيع اشارت .المسائية. لمنطقة الانتاج السينمائي دون ذكر تفاصيل ونعيد الاشارة من جديدة الي ضرورة التركيز علي الشركات التي ستشارك في الانتاج ومراجعة مؤشر انتاجها خلال السنوات الماضية بما يضمن الا يتم ضخ المال العام لإنعاش خزائن شركات فشلت في الصمود في السوق السينمائي. استقلال كل قناة مطلوب ويجب ان يكون واضحا دون الادعاء بضرورة عمل تجارب اولا لان من يقود من المفترض انه من الخبراء ومشاركة كل قناة في تحديد ما تنتجه وما يعرض عليها يجب ان يكون متوازنا بين جميع قنوات شبكة NTN عند انطلاقها حتي لايقال ان هناك مهاماً معينة يتم تفصيلها علي مقاس مجموعة محددة. كثير من ملفات تطوير ماسبيرو تحتاج الي اعادة دراسة والصبر عليها والنظر لها من جميع الزوايا والجوانب.. وتحتاج الي كشف الصورة بشكل كامل وواضح خصوصا واننا نتحدث عن مال عام!! اما ما يجب الانتباه له فيتمثل في ضرورة المساواة بين كل قناة. من قنوات شبكة NTN حتي لايشعر العاملون فيها بالفروق الطبقية فيظهر الاداء علي الشاشة وتكون النتائج سلبية.. خصوصا وان هناك من يؤكد ان تغيير رؤساء قنواتها سيتم لصالح مجموعة بعينها دون النظر لخبراتها السابقة!! ليس عيبا ان تتم اعادة النظر في بعض الخطط لان الاعادة دائما افادة!! هشام زكريا