أكدوا أنها جريمة مكتملة الأركان .. الأثريون: عمليات ترميم "زوسر" مخالفة للقانون والمواصفات الأثرية !! الشركات الأجنبية تسترخي علي "مخدات" سقارة والوزير يهدد بفسخ التعاقد !! "البيزنس" يحول "سقارة" لمسخ أثري ويخرج "زوسر" من غرفة الإنعاش !! تدخل "اليونسكو" بات ضروريا لحماية "الهرم المدرج" من الانهيار ؟!! ولائم المشروعات حولت هرم "زوسر" بقدرة قادر إلي هرم "حواس" ؟! تحقيق محمد طاهر أهرمات معرضة للانهيارات .. انهيارات في هرم خفرع من الناحية الغربية .. انهيارات في قبة الفسقية بقصر محمد علي .. انهيارات في الهرم المنحنى في دهشور .. أبو الهول في طريقه للسقوط .. أعمدة معبد الكرنك في أمان الله .. الزلزال القادم سيكشف زيف ترميمات السرابيوم !! .. لقد كثر الحديث في الأيام الأخيرة الماضية حول كارثة تصيب هرم زوسر المدرج بسقارة ووجود شبهات فساد في ترميم مشروع الهرم مما أدي إلي تصعيد جديد لأزمة ترميم "هرم سقارة" بين الشركة المنفذة ووزارة الآثار، حيث اعتبر د. محمد إبراهيم، وزير الآثار، الخطاب المرسل من شركة "الشوربجي" المنفذة لمشروع ترميم الهرم بوقف العمل وسحب طاقمها بأنه "تهديد واضح وصريح"، مؤكداً أنه سيتخذ إجراءات صارمة ضد الشركة إذا نفذت تهديدها، وقد تصل الإجراءات إلى فسخ التعاقد !! وكانت منظمة "اليونسكو" قد خاطبت وزارة الآثار للاستفسار عما تردد من مخاطر وتهديدات يتعرض لها هرم سقارة حاليًا، وطلبت المنظمة من الوزارة توضيح الأمر. ورغم ما يتعرض له هرم "زوسر" حاليا وخاصة سقف البئر وتداعيات ظاهرة تساقط الكتل الحجرية التي تهدد الهرم المدرج بالانهيار بعد التدخل غير المدروس في عمليات الترميم الأخيرة والتي أعطت ملامح جديدة للهرم حتى أن أحد الأثريين أكدد أن الأجانب العاملين في البعثات في سقارة أطلقوا عليه "نيو بيرميد" بسب تغير ملامح الهرم وزيادة أبعاده!! إلا أن د. محمد إبراهيم وزير الدولة للآثار يخرج علينا في كل مرة بتصريحاته الوردية التي يؤكد فيها أن أعمال الترميم الجارية للهرم تتم وفقا للاشتراطات والمواصفات العالمية لترميم الآثار، تحت إشراف المهندسين والمرممين بوزارة الدولة لشئون الآثار، مشيرا إلى أن الهرم آمن، والعمل يسير وفقا لأعلى مستويات الدقة في العمل الهندسي بشهادة جميع المسئولين، ومنظمة اليونسكو التي أرسلت منذ "شهور قليلة" !! خبيرا أثريا للاطمئنان على سير العمل، وكانت انطباعاتها رائعة عن خطوات ترميم الهرم، وأعدت تقريرا أكدت فيه ذلك !! وأوضح الوزير في بيان صحفي صادر عن الوزارة أن الشركة القائمة على تنفيذ عمليات ترميم الهرم متخصصة في عملها، وتستخدم أحدث التقنيات المتفق عليها من جميع الجهات العلمية والدولية !! وهو ما جعل عمر الحضري رئيس لجنة السياحة والآثار باتحاد شباب الثورة يعلن اعتزامه تقديم مذكرة لمنظمة اليونسكو للتدخل لحماية وإنقاذ الهرم سقارة المدرج من أيدي العابثين بالتاريخ والآثار. "المسائية الأسبوعي" في إطار حملتها ضد الفساد في الآثار قامت باستطلاع آراء عدد من خبراء الآثار والمتخصصين في مجال الترميم للتأكد من مدى هذه الكارثة وتأثيرها على أقدم اثر في التاريخ وحول هضبة سقارة والمشاكل التي تعرض لها هرم زوسر المدرج جراء عمليات الترميم الخاطئة كان هذا التحقيق .. نور الدين عبد الصمد مدير عام التوثيق الأثري بقطاع المتاحف يشير إلي أن هرم سقارة المدرج أقدم بناء حجري في تاريخ البشرية - من أهم المواقع الأثرية العالمية المسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو - يأتي إليه السياح خصيصاً من كل حدب وصوب لمشاهدته وسط مظاهر ممزوجة بالدهشة والإعجاب في آن واحد - شيد هرم زوسر المدرج منذ نحو 4800 عام- قاوم الهرم تقلبات الزمن واحتفظ ببنيانه الخارجي والداخلي سليماً على الرغم من كثرة تعقيداته المعمارية من إضافات جانبية وممرات داخلية طويلة لا يعرف على وجه الدقة كم يبلغ أطوال هذه الممرات بل والغرض من إنشائها - إعجاز تلو إعجاز تركه لنا الأقدمون فماذا فعلنا به ؟؟ منذ أيام قليلة بدأت حملات داخلية وخارجية تتحدث وتتناقش حول عملية ترميم هرم زوسر المدرج والتي بدأت منذ عام 2006 ولم تنته إلى يومنا هذا على الرغم من أن العقد الموقع في 2006 كان ينص على الانتهاء من عملية الترميم في غضون عامين فقط، وبدأت أعمال التلاعب - كما هو متبع في كل مشروعات الآثار - بزيادة المبلغ المتفق عليه في العقد تحت بند الأعمال الإضافية التي فاقت أضعاف مضاعفة العملية التي تم توقيع العقد بناءاً عليها في عام 2006 وتم منح القانون أجازة مفتوحة وبدأت أوجه الصرف تتشعب خاصة بعد دخول شركة انجليزية - سنتك - إلى منتدى ولائم قطاع المشروعات في وزارة الآثار فقامت الشركة بتركيب عدد 11 مخدة هوائية أعلى سقف البئر الذي يتوسط الهرم المدرج من الداخل بلغ تكلفة المخدة الواحدة ربع مليون جنية - يا بلاش !!! علماً بأن هذه المخدات سوف يتم استخدامها عدة أشهر ثم يتم نقلها إلى مخازن الآثار !!! - علامات استفهام عديدة تدور حول عملية ترميم الهرم المدرج فهناك من يردد أن الشركة القائمة بالمشروع يملك حواس أكثر من 51 % من أسهمها والأسهم الباقية يتقاسمها مجموعة من التابعين لأيمن عبد المنعم السكرتير السابق للوزير الفنان فاروق حسنى !!! وسؤال رفض جميع المسئولين بالآثار الرد عليه وهو كم بلغت تكاليف ترميم الهرم المدرج منذ 2006 حتى اليوم ؟؟؟ العقد كان متفقاً عليه بان لا يزيد المبلغ الكلى عن 11 مليون جنية ويتردد الآن وبقوة أن التكلفة الإجمالية قد تعدت المائتى مليون جنية !! وهى جريمة كاملة الأركان لمخالفتها لقانون المناقصات والمزايدات وقد تم سجن العديد من أركان النظام السابق بسبب مخالفتهم لهذا القانون- الترميمات بجسم الهرم من الخارج أضافت سمة ومسحة جديدة للبناء وأصبح لدينا هرما جديدا من إنتاج أسرة حواس وليس أسرة الملك زوسر !!!وهذا الفعل يجعلنا عرضة لأزمة دولية تسيء لمصر بسبب أعمال البيزنس في الآثار لمخالفة قواعد الترميم المتفق عليها دوليا خاصة في منظمتي الأيكوموس والأيكروم التابعتين لليونسكو. ويحذر د. عبد الفتاح البنا الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة من خطورة توقف أعمال ترميم وإنقاذ هرم سقارة، وقال أن الهرم ماض إلي الزوال في حال استمرار حالة اللامبالاة وعدم الاكتراث بقيمته الأثرية كأقدم عمل معماري متكامل مبني من الحجر الجيري، مشيرا إلي أن عدم اتخاذ الإجراءات السريعة والفعالة لإنقاذ الهرم يعد من قبيل الخيانة الوطنية. وكان م. ميشيل فريد المدير التنفيذي لمشروع إنقاذ هرم سقارة قد اعترف مؤخرا بانهيار أجزاء من الهرم مرجعا ذلك إلي عدم كفاية الأموال المرصودة لترميمه !! ملقيا بالتهمة علي التمويل وأنه أصبح عقبة لاستكمال مشروع إنقاذ سقارة، مؤكدا أنه تم دعم الهرم بتدعيم مؤقت منتقدا بطء العمل بالمشروع الذي يعتبر هو المسئول عن الشركة التي تقوم بترميمه وليس لها سابقة أعمال كما يقول د. البنا. وللوقوف على حقيقة الأمر دون مبالغة أو إثارة في سقارة يوضح البنا أنه بالنسبة للسقالات إن كانت سقالات لحمل الأفراد والمؤن فإن تصميمها في حد ذاته جريمة لأنها ترتكز على جسم الهرم اللي المفروض انه مر عليه قرابة 4700 عام وواضح عليه الوهن، وقد تكون هذه الصلبات أحد أسباب انهيار الكتل الصخرية في الكور أو بئر الدفن. أما بالنسبة للمشاكل الفنية في الهرم نفسه والتي لم يدركها الاستشاري أو الشركة المنفذة مما يعطي إيحاء بأن العمل ككل وضع في يد ليست بأمينة، ونحن هنا لا نتجنى على أحد فمنذ يومين خرج نداء على احدي الفضائيات بأن الهرم في طريقه للانهيار. ميشيل فريد مهندس الشركة المنفذة وأحد خبراء الترميم يدافع عن نفسه موضحا أن ما قيل من الخبراء والأثريين مجرد أكاذيب، واعتقد أن ناشرها ليس إلا أحد الذين يحاولون فرض الإتاوات على الشركة وتم استبعادهم من المشروع، وتتلخص الأكاذيب في النقاط التالية أولا: لم تسقط أي حجارة من سقف بئر الدفن بالهرم منذ أكثر من عام ونصف !! ثانيا: لم يتم إسناد المشروع بالأمر المباشر، بل في مناقصة محدودة وكانت شركة "الشوربجي" أقل الأسعار !! خبير الترميم غريب سنبل يري أن ما يقوله ميشيل يمثل اعتراف بجرم كبير قامت به الشركة المنفذة لأعمال الترميم مشيرا إلي أن ميشيل فريد هو مهندس الشركة وبالتالي يكون مشارك في هذه الجريمة وهو تغيير معالم الهرم وهذا ضد كل ما أقرته المواثيق الدولية التي تحدثت عن كيفيه تناول الآثار بالترميم متسائلا: كيف يكون الحال في حاله تغير أبعاد الهرم مثل ما فعل المرممون بهرم زوسر مؤكدا أن ما حدث للهرم قبل وبعد الترميم جريمة ارتكبت في حق احد أقدم أهرامات مصر. الأثري سالم أبو سليم يري أن الموضوع ليست مدى وطنيه أي من المسئولين، إنما هو كيف يكون الترميم صحيحا من الناحيتين الاثريه والفنية لأعمال الترميم، ويكون السؤال الصحيح هو متى تعرض الهرم للانهيار؟؟ هل قبل أعمال الترميم أم خلالها ؟؟ وهل ما يحدث من ترميم للهرم الآن يتوافق مع المعايير العالمية لترميم الآثار أم أن ما استجد على مواصفاته الاثريه الحقيقية تعديلات تجعله مسخا وليس أثرا ؟! ويطالب سليم أبو سالم بضرورة تشكيل لجنه من أساتذة كليات الآثار من الأثريين والترميم الأثري ومن كليه الهندسة في الأعمال المدنية وميكانيكا التربة ومن مكتب محاسبي قانوني، لمراجعه مفردات أعمال ترميم هرم سقارة لتوضيح حقيقة كيف كانت حاله الهرم قبل أعمال الترميم وما تم خلال مراحل الترميم وعما إذا كانت الأعمال تمت وفقا للقواعد العالمية المتعارف عليها في أعمال ترميم الآثار متناهية القدم والقديمة من عدمه، إلى جانب التكاليف المالية التي تم إنفاقها على أعمال الترميم المستمرة من عام 2006 وحتى الآن مع مراجعه التاريخ المهني وسابقه أعمال الشركة المنفذة قبل عام 2006 في ترميم الآثار. وكانت "المسائية" أول الصحف التي حذرت من خطورة انهيار هرم سقارة منذ عدة أعوام في بداية حملتها ضد الفساد في الآثار، حيث أكدت "المسائية" آنذاك وتحت عنوان " .. تنبؤات بانهيار الهرم المدرج " أن هناك مشكلات تهدد الهرم المدرج "سقارة" لسقوط بعض أحجاره مما جعل عدد من العلماء يتنبأ باقتراب انهياره، إلا أن نداء "المسائية" الذي أطلقته منذ 5 سنوات وبالتحديد في العدد رقم 595 الصادر بتاريخ 24 ديسمبر عام 2007لم يستجب له المجلس الأعلى للآثار إلا مؤخرا، رغم تحذيرات "المسائية" من تنبؤات عدد من العلماء باقتراب انهيار الهرم المدرج نتيجة لتوقف أعمال الترميم به حيث توقفت الشركة المنفذة لمشروع ترميمه عن عملها، بعد وقف صرف مستحقاتها المالية آنذاك.