سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هى دى مصر: إفريقية المكان.. أسيوية الهوى.. أوروبية الجنس.. حدود ربانية ..وآيات قرآنية ..حافظت عليها من الضياع ولكن .. الاستحمار نقطة سوداء فى تاريخ الشخصية المصرية.. خلفت أجيالا بلا هوية
الناس ماشية في الشارع بتكلم نفسها، وبتقول فين المصري بتاع زمان.. فين الرجولة والنخوة..؟! فين الشهامة وابن البلد الحقيقي؟! الناس ماشية كاشفة راسها وبتدعي علي كل الأنظمة الفاسدة التي قضت علي معظم صفات المصري ابن البلد وجعلت منه مسخة بهتانة لا تعرف أولها من أخرها..؟! الناس بتقول كلام كتير.. كتير علي كل ايد شريرة نهبت البلد وخلطت الأمور وضيعت الأخلاق وأفسدت في الأرض كل فساد حتي ضاعت القيم وتخلخلت العادات والتقاليد فتاه الشعب وظن الكثير أن هذه هي الحياة! أنا مش عارف الناس جري لها إيه..؟! معقولة المصريين مش عارفين قيمتهم ولا قيمة الميزة التي اصطفاها الله لهم في موقعهم وأراضيهم وحياتهم وتاريخهم العميق..؟! ايه الفوضي والهرتلة وقلة القيمة والتسيب اللي المصريين عايشين فيه ده وفكرين ان دي الحياة؟! ياجماعة الخير أنتم عايشين مع أهل الكهف.. مالكم تايهين -مشردين - بتكرهوا بعض.. وبتكرهوا اليوم اللي اتولدتم فيه..؟! اتقوا الله في مصر..! ليه نازلين تقطيع في هدوم بعض.. ده بخلاف »الزنب« والضرب في الضهر وعلي القفا ومع ذلك الكل مبتسم وبيضحك وكمان بيحتفلوا بعيد الحب وكأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في أعينهم..! تقول ايه؟! شعب مش عارف قيمته ولا عارف هو ابن مين؟! ولا أجداده عملوا ايه..؟! ولا ربنا حبا هذا الشعب بموقع استراتيجي يصعب أن تجده علي وجه الخريطة الأرضية به كل الإمكانيات والوسائل التي تخلق جنة الله علي الأرض!! نقول ايه؟! نعم نقول وبالفم المليان واللي مش عارف نعرفه.. كفايه بقي ترحيل لمشاكلنا ونقول دي حاجات فارغة ماتستاهلش حتي ضاع الشعب وفقد القدرة علي التميز بين الجميل والقبيح؟! يا أهل المحروسة.. يا أهل الكنانة.. يا أهل الأرض التي سمع فيها صوت الآلة من فوق جبل الطور.. ياأهل المحبة والعظمة الذين استقبلتم وحضنتم السيد المسيح في المهد.. ياأهل العزة والكرامة الذي تزوج منكم النبي محمد صلي الله عليه وسلم انتم خير أمة أخرجت للأرض وانتم لا تعلمون! حتي ملامح الموقع الجغرافي »لمصر« من أهم السمات والخصائص الأساسية البارزة أو الكامنة في الشخصية المصرية وملامح الموقع تعد من أخطر مفاتيح تلك الشخصية..! مصر ياسادة ياكرام تجمع في آن واحد بين قلب افريقيا وقلب العالم.. فكانت صيفا بلا سحاب وشتاء بلا صقيع مثلما هي أصلا حياة بلا مطر! فمصر هي البلد الوحيد الذي تلتقي فيه قارتان.. افريقيا وآسيا وتقترب من أوروبا! وهي الأرض الوحيدة التي يجتمع فيها البحر المتوسط والأحمر.. الأول قلب البحار وبحر الأنهار.. والثاني بحر بلا أنهار وموقعه كالنهر بين البحار..! مصر التي نعرفها مجمع اليابس ومفرق البحار.. أرض الزاوية في العالم القديم.. قلب الأرض ومتوسط الدنيا كما وصفها المقريزي! فهي البلد المباركة الذي يلتقي فيه النيل بالمتوسط الأول بالطول والثاني بالعرض.. الأول بعد رحلة سحيقة شاهقة.. مفعمة بالأخطار والمخاطر وبالعقبات والسدود.. الجيولوجية والطبوغرافية والمناخية والنباتية.. كل واحدة من هذه العوامل كفيلة بأن تشتت النيل وتجهضه وتقطع عليه الطريق.. ولكن بالقدرة الالهية ولمصير محتوم يجتازها جميعا بالحاح ثم بنجاح لتحتضنه »مصر« وترحب به ويذكر في القرآن بعناية الرحمن. فنهر النيل أوسط أنهار الدنيا موقعا وأطولها وأعظمها والبحر المتوسط سيد بحار أهل الأرض وأعرقها انه لقاء الاكفاء.. أي ان نهر النيل أبوالأنهار والبحر المتوسط أبوالبحار.. أي ان النيل مهد الفلاحة والمتوسط مهد الملاحة.. انهما نهر الحضارة وبحر التاريخ.. بهذا اللقاء ومع التحام القارتين وتقارب البحرين فكأنما كل أصابع الطبيعة تشير إلي مصر المحروسة بإذن الله.. وكأن خطة علوية عظمي قد رتبها »الجغرافي الأعظم« المولي سبحانه وتعالي لتجعل من مصر قطبا جغرافيا أعظم في العالم.. وفعلا تحقق الوعد الجغرافي تاريخيا فكانت حضارة مصر النيل الفرعونية.. الحضار الأولي في التاريخ الرائدة المشتعلة فكانت ملحمة جغرافية ترجمت إلي ملحمة حضارية من خلق النيل المعلم والفلاح المصري الملهم.. فأنها ثمرة الزواج الموفق السعيد بين أبو الأنهار وأم الدنيا..! فمصر التي لا يعرفها سكانها لها السبق الحضاري حيث ايدت هذه الحضارة استمرارية نادرة فعمرت بصلابة آلاف السنين ولكن للأسف الشديد من السبق إلي التخلف بايدي سكانها ولكن مازالت مصر سباقة إلي البحث الحضاري! هذه الجوهرة المكنونة وسط الصحراء الشاسعة التي حباها الله لتحمي هذه الدولة العظيمة كان مستحيلا ان تعيش مصر في حضارتها في عزلة منطوية علي نفسها فكانت دائما مصدراً للأشعاع الحضاري والإنساني حتي تعلمت منها الدنيا كلها.. فهذه البلد الجميل مع نداء النهر ولقاء البحر وفراغ الصحراء خرجت مصر إلي العالم الواسع بالتصدير الحضاري والتبادل التجاري وأصبحت متوسطة الدنيا قبلة العالم ملتقي الشرق والغرب مجمع الجنوب والشمال..! ولكن يتساءل البعض هل مصر بحكم موقعها في عزلة جغرافية حقا..؟ مصر بحكم انها بلد بلا أمطار وشعب بلا جيران فهي في عزلة من طرف واحد.. عزلة من الداخل إلا أن العالم كله يأتي إليها..!! صحيح ان مصر كثافة بلا هجرة فكانت دائما تصدر الحضارة ولا تصدر الرجال فهي منطقة دخول لا خروج.. والحقيقة المؤكدة ان مصر يكاد يأتي اليها كل شيء التجارة.. الهجرات.. الغزوات.. الاستعمار ولو دققنا أكثر نلاحظ حتي الطبيعة أتت اليها فالنيل هو الذي أتى اليها وكذلك الرياح.. فمصر كانت في عزلة بلا اعتزال من أول أمة في التاريخ إلي أول دولة في التاريخ فهي إمبراطورية دفاعية غالبا وفي العصور الإسلامية أصبحت مصر تلقائيا قلعة الدفاع عن المنطقة وعن العروبة والإسلام، فمصر التي عاشت آلاف السنين من السيادة العالمية والاقليمية.. عاشت عصورا مظلمة من التبعية والاستعمار وهي ابشع نقطة سوداء في الشخصية المصرية الآن لأنها خلقت عادات وتقاليد وأخلاقيات واردة ليست في الشعب المصري الأصيل.. ولكن رغم ذلك مازال المصريون يلملمون اشلاءهم عودة للجذور والأصول! من ينظر إلي مصر بعين الحقيقة يستشعر أن لها قدمين قدم في البحر بحكم وجود نهر يخترقها وقدم في البحر بسواحلها.. فهي بجسدها النحيل تبدو مخلوقا أقل من القوي ولكن برسالتها التاريخية تحمل رأسا أكثر من ضخم.. فهي أصغر من ان تفرض نفسها علي العالم كقوة كبيرة.. ولكنها أيضا أكبر من ان تخضع لضغوط العالم لتنكمش علي نفسها كقوة صغيرة.. أعجز من أن تلفظ العدو ولكنها أبدا لم تركع لأحد في أحلج الظروف! أبعاد أربعة لمصر أبعاد اقليمية أربعة تجسم وتختزل توجهها الجغرافي بدقة وحساسية.. بعد ان قاريان.. الافريقي والاسيوي.. وبعد أن اقليميان.. النيل والمتوسط الابعاد الأولي تجعلها افريقايية.. ولكن الثانية يجعلها أوروافريقية أيضا. »فمصر« افريقية بأرضها ومائها.. إلا انها قوقازية أوروبية بجنسها ودمائها والمصريون بهذا المعني أيضا اشباه أوروبيين.. هي قطعة من افريقيا ولكنها بضعة من أوروبا غير انها آسيوية التوجيه والتاريخ والتأثير والمصير اي ان مصر نصف أوروبية ثلث آسيوية سدس افريقية وفي داخلها تبدو أوروبا عند الإسكندرية واسيا عند القاهرة وافريقيا عند أسوان. والمتابع الجيد لحركة التاريخ والجغرافيا يلاحظ ان مصر لا تشعر فيما بينها بدوار جغرافي قط وأنما تظل في التحليل الأخير وفي نواتها الدفينة هي مصر العربية فقط وبدون ازدواجية.. فهي فرعونية بالجد ولكنها عربية بالأب.. غير ان الجد والأب من أصل مشترك.. فعلاقات القرابة والسنين والنسب المتبادل يسبق الإسلام بمئات السنين بل بآلاف السنين! خير تصغير وتكبير فمصر منذ ان آلت إليها زعامة العالم العربي، أصبحت خير تصغير وتكبير له.. خير تصغير.. لانها الوحيدة تقريبا التي تتمثل فيها معظم العناصر الجنسية والجاليات الوطنية من جميع الأقطار العربية تقريبا وتحقق بذلك نموذجا وأمل الوحدة العربية، وان لم تكن حقا تجسيدا للوحدة عمليا قبل عصر الوحدة والقومية الحديثة.. وخير تكبير.. لانها بالحجم والموقع هي الرأس والقلب وضابط الايقاع.. انها بالنسبة للعالم العربي كالقاهرة بالنسبة لمصر نفسها.. .. انها مرآة العالم العربي لا ظله مرآة مكبرة بالتحديد فيها يستطيع ان يري العالم العربي صورته المستقبلية.. وكما تم تعريب مصر مع دخول الإسلام تم تمصير العرب في عصر البترول وذلك من خلال بزوغ الوجود المصري في ربوع الوطن العربي الكبير! والواقع يشير إلي ان مصير العرب مصري حضاريا كما ان مصير مصر عربي سياسيا.. فالعرب بغير مصر يفقدون هيبتهم وقوتهم.. ومصر لا مستقبل عالمي لها خارج العرب.. فمصر محكوم عليها بالعروبة وبالزعامة فهي لا تستطيع ان تنسحب من عروبتها أو تنطوي علي نفسها بعيدا عن عروبتها حتي ولو أرادت.. فإن مصير مصر ومكانها يحدد بمكانتها في العالم العربي وهي التي سيتوقف عليها الآن كيفية الوقوف أمام صراع الوجود الذي يتعرض له الوطن العربي! عامل تفريق حقا صدق جمال حمدان عندما كتب في أربعة أجزاء كبري عن الشخصية المصرية والعربية وحينما تنبأ ان البترول العربي سيخلق نمطا جديدا بين الأمة العربية وسيكون عامل تفريق وتمزيق للعرب ضد وجودهم والدليل علي ذلك ما تتعرض له الأمة العربية الآن من عدوان أمريكي غربي صهيوني ومحاولة تقسيم الوطن العربي إلي دويلات هذا في الوقت الذي يحاول البعض تضئيل حجم مصر بين العرب ولكن هؤلاء لا يعرفون ان مصر كائن يتمدد بطبيعته وموارده الإنتاجية والموقع الاستراتيجي وقناة السويس والرقعة الزراعية.. حتي عدد السكان.. الخ فليس أمام مصر اليوم لدحر الأعداء والخونة من فرصة ذهبية لاستعادة كامل دورها.. ان تقف بكل بسالة وقوة وشجاعة مع الأمة العربية التي علي اعتاب الفناء والضياع من الوجود.. تماما مثلما فعلت مع الصلبيين والمغول في العصور الوسطي..! ولن تصبح مصر قط دولة حرة قوية عزيزة أبية يسكنها شعب كريم عظيم متطور إلا بعد ان تصفي كل الجيوب والميليشيات والخونة من الأنظمة والمرتزقة الذين يهاجمون الوطن العربي ويريدون النيل منه وتشريد شعوبه فهؤلاء المرتزقة هم أنفسهم الذين كانوا يحملون رايات الصليبيين ويتخفون تحتها باسم السيد المسيح والمسيح بريء منهم كذلك اليوم هؤلاء يحملون رايات إسلامية والنبي محمد بريء منهم..! فعند وقوف مصر في وجه أعداء الأمة العربية هنا فقط ستنتقم مصر من كل سلبيات التاريخ وعار حاضرها وبالتالي تعود الأخت الشقيقة الكبري التي دائما ما تحمي أخوتها عند الخطر! وإذا ما تقاعست نحو واجبها القومي العربي فستظل دولة مغلوبة مكسورة راكعة في حالة انعدام وزن سياسي تتذبذب بين الانحدار والانزلاق التاريخي وسوف تكون دولة كما يصفها البعض شاخت وأصبحت من مخلفات التاريخ تترنح وتنزاح بالتدريج خارج التاريخ..! وفي حالة تضامنها ووقوفها بقوة للم الشمل العربي فإن مصر ستعود وبقوة لترهب أعداء الأمة العربية وتعود المياه إلي مجاريها ويبتعد شبح التقسيم والفناء الذي أحرق أنظمة عربية ودمر بعض شعوبنا بالمناسبة في نهاية حديثي لكل مواطن عربي وخاصة المواطن المصري.. والله العظيم الدمعة فرت من عيني وانا أبحث خلال السنوات الماضية وخاصة أيام وجود آفة الإخوان عن بلد عربي تقف لتحمي المصريين من غدر الإخوان ولكن شاءت عناية الله أن تخرج الشخصية المصرية وتتناسي كل شيء وتعود من جديد لتحمي وتحافظ علي مصر وكانت الدول العربية السند والداعم والمحرك للعالم لحماية الشعب المصري.. فهذه هي العروبة المعجونة بالمصرية أعادت الروح لقلب العربي في غفلة من الزمان..!