اخيرا سيتحقق حلم تفعيل القوة العربية المشتركة للوطن العربى وذلك يأتى فى فترة هى الاصعب لوطننا العربى في ظل ظروف معقدة تعيشها معظم الدول العربية. واجتمع وزراء خارجية العرب فى مصر مع نهاية الاسبوع الماضى واقروا بضرورة تكوين القوة العربية المشتركة قبل انعقاد القمة العربية التى استضافتها مصر يوم السبت الماضى . ودعت مصر ورئيسيها منذ ما يقرب من شهرين إلى تشكيلها لمواجهة التحديات والتهديدات التى يواجهها العرب، كما طالب الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر بتشكيلها لمواجهة الإرهاب، فيما دعا البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى ترسيخ قيم "حب الحياة" لمواجهة نشر "ثقافة الموت" من قبل الجماعات المتطرفة خصوصا بعد قتل المدنين المصريين غدرا على يد جماعة داعش الارهابية بليبيا . وكان كل هذا قبل الاحداث الاخيرة التى فرضت نفسها على الوطن العربى وكانت ساحتها اليمن الشقيق. واتفق القادة العربى خلال قمتهم ال 26 أكثر من أى وقت مضى على إنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة اذ ستضطلع بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديدا للأمن القومي بما فيها تهديدات التنظيمات الارهابية. والتدخل فى مناطق الملتهبة إقليميا،وحماية شرعية البلاد العربية وتكون رادع لاى قوى اقليمية اخرى تهدد الكيان العربى وإنشاء تلك القوة كان هدفا منذ وقت طويل استعصى على الدول العربية على مدى سبع عقود كاملة منذ أن وقعت الدول العربية على اتفاقية الدفاع المشترك التى لم تفعل فعليا خلال السنوات الطويلة الماضية الا فى مواقف قليلة واليوم الإقليم العربي بكامله في مرمى التهديد. تهديد إرهابي، في العراقوسوريا ، وعلى أبواب الأردن والسعودية، واختراق إيراني في سوريا واليمن ومن قبل للبحرين، وتهديد خطِرٌ وجودي، لمصر من الشرق حيث تنشط قوى متطرفة في سيناء، ومن الغرب حيت تنتشر قوى متطرفة ومليشيات مسلحة على طول الحدود المصرية الليبية. التهديد اليوم في قلب العالم العربي، حيث لا يمكن مواجهته، والتصدي له عن بعد. كما أن طبيعته أصبحت مختلفة، فهو أشبه بالمرض السرطاني الذي تستحيل معه المعالجة بالمسكنات والمهدئات. وعندما تتداعى الدول العربية التي تستشعر هذا التهديد لتشكيل قوة عربية مشتركة، فإنها تدرك أن المواجهة مع قوى الشر أصبحت واجباٌ عليها، ، وباتت المواجهة تتطلب "ناتو عربي" يحقق الأمن المستدام للمنطقة، ويحميها من أطماع الآخرين. وجاء قرار تفعيل القوة العربية المشتركة من جديد مع بدء السعودية وحلفائها حملة من الضربات الجوية فى اليمن ضد المتمردين الشيعة الذين استولوا على أغلب البلاد وأجبروا رئيسها على الهرب. وكما اكد المحلليين الاستراتيجيين العالميين إلى أن الحملة فى اليمن مثلت اختبارا هاما لسياسة التعاون من قبل الخليج ومصر، فالأزمة اليمنية ومخاوف الخليج من أن المتمردين وكلاء لإيران كان أحد الدوافع لتحركهم نحو تشكيلها ، وهذا القرار من شانه أن يبسط الإجراءات العسكرية كالتى اتخذتها مصر والسعودية فى ليبيا واليمن، ويسمح بتنفيذ التحركات المستقبلية بأجماع من الجامعة العربية.والاهم انه سيكون لها صفة الاستمرارية بالتنسيق الدائم مع الدول المشتركة فيها طوعا حيث ان قرار الاشتراك فيها متروك لكل دولة كما سيكون لها قيادة ومركز قيادة والية دائمة للعمل .والاهم من ذلك ما خرج اليه كل المحللون السياسيون العرب الذين اجتمعوا على امر هام وانا اتفق معه وهو ان الذين توهموا أن الجامعة العربية طواها النسيان، أو أنها ترهلت ولم يْعدْ لها ما تفعله غير صياغة الشعارات والبيانات التقليدية.كان من الماضى فالعالم كله رأى ان الجامعة العربية التأمت في قمة شرم الشيخ بعد ان وجدت جميع الدول العربية انها باتت تعيش فى خطر وان المرحلة الحالية هى الاخطر والادق فى تاريخ الوطن العربى خصوصا ان هناك دول عربية تشهد تهديداً جدياً لوجودها ومستقبلها مثل فلسطينوالعراق وليبيا وسوريا واليمن وتهديدات ارهابية لمصر والاردن وتونس والسعودية فانتفضت الجامعة ، وتبنت بدفع مصري - سعودي – واضح إنشاء قوة عربية مشتركة، ، هدفها الاساسى صيانة الأمن العربى خصوصا إزاء التطورات في الدول العربية من جراء العمليات الإرهابية التى أصبحت تهدد الأمن القومي العربي كله ، وتعزز الأمن القومي العربي لمكافحة الإرهاب، وتتخذ جميع التدابير التي تتيح صيانة الأمن العربي واستقرار الدول العربية.وحقا كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى كلمته امام القمة العربية ال 26 موجها حديثه الى الامة العربية بأنها في أحلك الظروف التي لم يسبق أن استشعرت تهديدا لهويتها العربية كالذي تواجهه اليوم، مشيرا إلى تهديدات الإرهاب والتطرف التي تواجه العالم العربي وتستهدف كسر شوكته.وأن الأمة العربية تعلق آمالا كبيرة على اجتماع القمة العربية لمواجهة كل هذه التحديات وإن مصر تساند وبقوة المشروع الذي رفعه وزراء الخارجية العرب لتوحيد الجهود لمواجهة التهديدات، من خلال إيجاد أدوات للعمل العسكري المشترك.دون انتقاص من سيادة أي دولة مع الالتزام بميثاق الأممالمتحدة دون أي تدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة". واضاف وبحق أن مستقبل هذه الأمة مرهون بما يتخذه الزعماء العرب من قرارات لتحمل المسؤولية تجاه الشعوب العربية".و انشاء القوة العربية المشتركة بالاضافة الى قرارات هامة اخرى فى القمة العربية يؤكد انتفاضة العرب وتوحدهم لمصالح عربية مشتركة بعد ان اصبح الخطر والتهديدات واحدة وستكون قمة شرم الشيخ بداية تعاون مثمر وحقيقى بين الدول العربية ونواة لتعاون اقتصادى قادم وسوق عربية مشتركة فى المستقبل وتحيا الامة العربية. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.