يخطأ من يظن إن امريكا والغرب بصفة عامة مستائون من أحداث العنف والقتل والتدمير والإرهاب التى تحدث في الدول العربية لأن الحقيقة تؤكد أنهم يعملون على إستغلال هذه الأفعال الدنيئة فى دول المنطقة تحت دعاوى ثورات الشعوب مثلما هو حادث فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن وما كانوا يريدونه لنا فى مصر كوسيلة إستراتيجية للهيمنة على العالم العربى عن طريق تقسيم هذه الدول وإسقاط أى روح للقومية العربية التي ظهرت في فترة الخمسينات من القرن الماضى وإفراغ العروبة من مضمونها الفكري والسياسي والاقتصادي وتصفية ما تبقى من من موروثات لاتزال موجودة ومنها التضامن العربي والعمل والتعاون العربي المشترك والسوق العربية المشتركة وغيرها من الرؤى القومية. وتؤكد كل الشواهد والمعلومات أن إسرائيل والولايات المتحدة يشنان حربا مشتركة على المنطقة من خلال دعمهما لإقامة ما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية وتعاونهما الوثيق مع التنظيم الدولى للإخوان الذى أفشلت مصر خططه بدعم الجيش لثورة الثلاثين من يونيو التى تمكنت من إفشال هذه المخططات والخلاص من حكم جماعة الإخوان التى كانت تسعى لتفكيك الدولة المصرية برعاية امريكية وإدخال مصر فى أتون حرب أهلية كما إعترفت بذلك وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون فى كتابها الأخير ولكن حتى بعد فشل هذا المخطط لم تتوقف أمريكا وإسرائيل عن تآمرهما على المنطقة العربية بل واصلتا التفكير فى مخطط بديل بدعمهما المستتر لعصابة داعش التى ترفع راية الإسلام المتطرف وتعزيزها بمليارات الدولارات ومدها بدعم لوجيستي ومخابراتي كامل وهو ما سهل على هؤلاء الخونة المارقين تنفيذ مخططهم فى العراق فى الوقت الذى تتظاهر فيه واشنطن بأنها تحارب الإرهاب وهى فى الحقيقة تعلم كل ما يدور فى دول المنطقة بمراقبتها لجميع الإتصالات التي تجري بدولها أى أنهم كانوا على علم بخطط وتحركات داعش مسبقا قبل أن نفيق فنرى نفر قليل من هذا التنظيم يسيطرون على مدن ومحافظات بكاملها شمال غربى العراق. ويبدو أن الدول الغربية تحاول إخفاء تحركاتها السرية فى الدول العربية وإظهارعدم التدخل في الشأن الداخلى الخاص لهذه الدول بشكل علنى لكنها فى الحقيقة تعبث فى شئونها بشكل إستخباراتى من خلال أصابع عملائهم فى الداخل الذين يتسترون بعبائة جمعيات ترفع رايات حقوق الإنسان تحت دعاوى الثورة الشعبية ضد الديكتاتورية والفساد وذلك للقضاء على قوة هذه الشعوب لمصلحة دولة وحيدة هى إسرائيل. وتشير كل الدلائل إلى أن ما حدث ويحدث للعالم العربي الذى يواجه خطرا كبيرا عنوانه الإرهاب ليس من قبيل الصدفة بل هو نتيجة مخطط استعماري صهيوني حتى تتمتع إسرائيل بالأمان في المنطقة وذلك من خلال إيجاد داعش بهدف شق الصف الإسلامي وإشغال المسلمين وإعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط من جديد من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير لأن وحدة كلمة العرب تعنى العداء لإسرائيل. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.