قال الله تعالى :" اذكرونى اذكركم". الذكر اعظم فعل لآنه يتولد عنه ذكر الله العلى القدير للعبد الفقير المحتاج لرحمه الله سبحانه و تعالى. واذا كان الذكر متصلا فهذا يعنى ان العبد يكون فى معيه الله و معيه الله تعنى انوار و رحمات و درجات و علوم و رفعه و مع الذكر يرق العبد ويصبح عبدا رحانيا وتغشى قلبه انوار علويه تبث العلوم اللادنيه ويصبح من عباد الرحمن" الذين يسيرون على الارض هونا و اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما..." وهذا لأن ذوقهم اصبح سماويا واصبحت ارواحهم معلقه بالسماء عاشقه -عابده لرب الملك والملكوت لاتبغى سواه و لا تنشغل بغيره تشرب من انهار المعرفه و العلم والعشق تسعى للقرب فقط من بارىء الاكوان الحنان المنان. قال الله تعلى :"انا جليس من ذكرنى" و الجلوس هو الاحاطه الألهيه للعبد بالرحمه و العنايه و الرعايه و يفيض عليه من نعمه اللا محدوده والاهم هو ان ملك الملوك العلى القدير عنه راض. ومن فضل الله سبحانه انه يذكرهم فى ملاء خير من ملئهم . قال رب العزه"من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ومن ذكرنى فى ملاء ذكرته فى ملآء خير من ملئه." وذكر الله سبحانه وتعالى للعبد فى نفسه المقدسه هو منتهى الرفعه و السموفليس بعد الله شىء وهذا الذكر الالهى للعبد الذاكر هو اكثر من الجنه ذاتها لأن هذا القرب غبطه لا حد لها . ان العبد فى حاله الذكر هذه يكون مع ربه.... انه مع الرب المحبوب. هذا هو المطلوب و الرغوب. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " عن يمين الرحمن – و كلتا يديه يمين- رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداءيغشى بياض وجوههم نظر الناظرين يغبطهم النبيون و الشهداء بمقعدهم و قربهم من الله عز وجل ......" انهم الذاكرون الله. وقال تعالى " و الزاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفره و اجرا عظيما." الحقيقه هى ان القلوب تصداء قال المصطفى عليه الصلاه و السلام " ان القوب تصدأ كما يصداء الحديد وان جلائها ذكر الله." وان المعاصى و الذنوب لها تأثيرمباشر على القلب وبصيرته فكلما ارتكب العبد ذنبا نكتت نكته فى قلبه و هذا ما يسمى الران وقد قال الله تعالى ": كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون" وهذا الران يغلق باطن الانسان تماما فلا يرسل و لا يستقبل و بالتالى يقع فريسه سهله للشيطان الملعون فيدفعه فى اى طريق شاء. و الحل بسيط وسهل فأذا صدق العبد النيه و كف عن التعمد فى ارتكاب المعاصى و الذنوب و لا يستسغر ذنب و لايحب المعصيه و يصر عليها فأن فعل ذلك و تبعه بذكر الله مع الاخلاص و المداومه على ذكر الذى هو علامه حبه لله يبحانه و تعالى. فالله لا يرفض عبدا جاء اليه مشهرا حبه له و لرسوله الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم "ياايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا" فهذا هو طريق السعاده.