بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    بلينكن: طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية يعقد اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس    "شكرا ياسين البحيري" مجلس إدارة الزمالك يشيد بتصرف لاعب نهضة بركان    ملف رياضة مصراوي.. إصابة أحمد حمدي بالصليبي.. فوز الزمالك على الأهلي.. والموت يفجع رئيس الترجي    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    الزمالك: الكاف المسؤول عن تنظيم نهائي الكونفدرالية    جوميز يكشف احتياجات الزمالك في الميركاتو الصيفي    جوميز: لم أشك في قدرة الزمالك بالتتويج بالكونفدرالية.. وعبد الله السعيد مثل بيرلو    19 صورة ترصد لحظة خروج جثامين ضحايا معدية "أبوغالب" من المشرحة    «أقدار مرتبة».. أول تعليق من عباس أبو الحسن بعد حادث دهس سيدتين    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    التسجيل سند للمطلقات.. الخطوات والأوراق المطلوبة    شارك صحافة من وإلى المواطن    خبير في الشأن الإيراني يوضح أبرز المرشحين لخلافه إبراهيم رئيسي (فيديو)    كواليس اجتماع الكاف مع الأهلي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا لوضع ضوابط خاصة    رويترز: الحكومة الأيرلندية ستعلن اليوم الأربعاء اعترافها بدولة فلسطين    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 22 مايو 2024    عاجل - نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة الجيزة.. رابط نتيجة الصف الثالث الإعدادي الترم الثاني Natiga.Giza    قناة السويس تتجمل ليلاً بمشاهد رائعة في بورسعيد.. فيديو    سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    «لقطة اليوم».. إمام مسجد يضع المياه والطعام لحيوانات الشارع في الحر الشديد (فيديو)    «من الجبل الأسود» تارا عماد تحقق حلم والدتها بعد وفاتها.. ماذا هو؟    محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تطوير شارع صلاح سالم وحديقة الخالدين    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    5 أسباب تؤدي إلى الإصابة بالربو.. تعرف عليهم    عمر مرموش يجرى جراحة ناجحة فى يده اليسرى    بعبوة صدمية.. «القسام» توقع قتلى من جنود الاحتلال في تل الزعتر    كاميرات مطار القاهرة تكذب أجنبي ادعى استبدال أمواله    أمن قنا يسيطر على حريق قطار ولا يوجد إصابات    فيديو.. يوسف الحسيني يتحدث عن فِكر الإخوان للتعامل مع حادث معدية أبو غالب: بيعملوا ملطمة    هل وفاة الرئيس الإيراني حادث مدبر؟.. مصطفى الفقي يجيب    الخارجية القطرية تدعو للوقف الفوري لما يجري في غزة    الهلال الأحمر الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الشهداء في جنين إلى 8 وإصابة 21 آخرين    حظك اليوم برج الميزان الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. لا تتردد    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    محمد حجازي ل"الشاهد": إسرائيل كانت تترقب "7 أكتوبر" لتنفيذ رؤيتها المتطرفة    ضد الزوج ولا حماية للزوجة؟ جدل حول وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق ب"كلمة أخيرة"    أحمد عبد الرحمن أفضل لاعب فى مباراة الجونة وطلائع الجيش    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    قبل قدوم عيد الأضحى.. أبرز 11 فتوى عن الأضحية    أول فوج وصل وهذه الفئات محظورة من فريضة الحج 1445    مواصفات سيارة BMW X1.. تجمع بين التقنية الحديثة والفخامة    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    بعد ضبطه ب«55 ألف دولار».. إخلاء سبيل مصمم الأزياء إسلام سعد    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    حدث بالفن | فنانة مشهورة تتعرض لحادث سير وتعليق فدوى مواهب على أزمة "الهوت شورت"    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    الأعلى لشئون الإسلام وقيادات الإعلام يتوافقون على ضوابط تصوير الجنازات    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد سير العمل والخدمات الطبية بمستشفى الحسينية    هل وصل متحور كورونا الجديد FLiRT لمصر؟ المصل واللقاح تجيب (فيديو)    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    وزير الأوقاف: انضمام 12 قارئا لإذاعة القرآن لدعم الأصوات الشابة    «ختامها مسك».. طلاب الشهادة الإعدادية في البحيرة يؤدون امتحان اللغة الإنجليزية دون مشاكل أو تسريبات    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المفتون" فؤاد قنديل.. الأدب زادي الروحي ومعيني الأول علي إحتمال الحياة
نشر في المسائية يوم 21 - 12 - 2013

رعاية المواهب الشابة يصب فى النهاية فى مصلحة ومستقبل مصر وهذا ما يعنينى بالدرجه الاولى
الكتابة الأدبية مزيج عبقري من الفكر واللغة والخيال والتشكيل الفني مصاغا بروح الكاتب
الأدب العربي بلغ درجة من النضج تؤهله كي يحتل مكانة مرموقة بين الآداب العالمية
مجد مصر فى الأصل ثقافى فالنقوش الفرعونية ما زالت تبهر العالم
حوار – عبد النبى النديم
عقود قضاها مع الكلمات يتجول بين بستان الادب والفكر يقطف منها ما لذ وطاب من الافكار ويغلفها باسلوبه الادبى الفريد الذى يمس وجدان القارئ فى عبارات تصعد بقارئها فوق السحاب .. ويتناول الواقع الذى يعيشه البسطاء من بنوا وطنه .. فهو روائي وقاص من نوع خاص كما قال عنه النقاد التى كشفت مقالاتهم النقدية ان كتاباته التي غامرت مع الواقعية السحرية وحلقت مع الفانتازيا وتوارت خلف الرمزية وعالمه الروائي والقصصي مغلف بلغة شعرية رفيعة قادرة علي التصوير والتجسيد تسهم في رسم الشخصيات المحتشدة بالحياة الحافلة بالتناقض المفضي إلي السخرية .. سخرية لا تدين بقدر ما تعمق الاحساس بفداحة ذلك التناقض وطرافته
انه الروائى والاديب المبدع فؤاد قنديل تجولنا داخل بستانه نحاول القاء نظرة على ابداعه وفتح مخزن اسراره
= " المفتون " سيرة ذاتية ام سيرة روائية للاديب والكاتب فؤاد قنديل ؟
= المفتون سيرة روائية لانها مكتوبة على شكل رواية بكل اركان ومقومات الرواية بمعنى فيها تقديم وتاخير للاحداث وتنقل بين الازمان وتحتوى على اسلوب ادبى وكذلك تتوقف عند المناطق الدرامية بالحياة وبهذا لا تكون سيرة ذاتية .. بمعنى طرح كل الاحداث بشكل تراتوبى من البداية الى النهاية وهذه هى الطريقة التى يستخدمها معظم من يكتبون السير لكن السيرة الروائية تكاد تترك السيرة الذاتية الى السيرة الروائية لتصبح عملا جذابا .. وفيها يحول الكاتب سيرته الادبية الى عمل ينفع ان يكون عملا ادبيا فى المقام الاول او عمل سينمائى كما ان المفتون سيرة انتقائية تتوقف عند المحطات الساخنة وليست مجرد حصر او ذكر للمواقف ولا تستثنى مواقف او نقاط الضعف حاولت ان اكون فيها جريئا وجسورا واعترف فيها باخطائى ونزواتى الامر الذى تسبب لى فى الكثير من المشاكل العائلية
= لماذا اسم " المفتون " فما مغزي هذا العنوان؟
= اخترت هذا العنوان لأنه يصورني بشكل دقيق في تلك الفترة من الخمسينيات والستينيات لأنني منذ عام 1954 فتنت بشخصية عبدالناصر ثم فتنت بالكتب وبعدها بالسينما ثم بالمرأة وفي مقدمتهن أمي التي اكتشفت من خلالها العالم
= بعض الشخصيات التى وردت فى المفتون من الشخصيات العامة تناولتها مباشرة لماذا لم تتطرق الى المعادل الموضوعى ؟
=بالفعل هى شخصيات حقيقة بمعنى ان لقائى بالزعيم جمال عبد الناصر وحسين الشافعى حقيقى والمواقف التى تعرضت لها حقيقة لان الصدق هو البطل الحقيقى للسير فالمفتون على جزئيين الاول بعنان المفتون والجزء الثانى بعنوان نساء والغام وفيه ما حدث بينى وبين السادات وكذلك هروبى من السجن فى سبتمبر عام 1981 مع اكثر من 2500 شخصية مصرية تم القبض عليهم قبل حادث المنصة بفترة قصيرة وكل هذا ذكرته فى المفتون والجزء الثالث لم ابدأ فى كتابته حتى الان
= رعاية المواهب الشابة الشغل الشاغل للاديب فؤاد قنديل طوال حياته فكيف تنتقى الادباء ممن يستحقون رعايتك حتى يضعوا اقدامهم على اول درجات السلم فى حياتهم الابداعية ؟
= اولا .. ليس لى أى فضل على الادباء الشباب الذين اصبحوا علامات الان فى الحياة الادبية المصرية والعربية الا اننى ولدت قبلهم فقط كما ولد قبلى نجيب محفوظ ويوسف ادريس ويوسف السباعى وزكى نجيب محمود ... الخ كبار وعظماء الرواد فى الادب
ثانيا .. انا اؤمن تماما وبقين راسخ بان هذه الاجيال الجديدة حقها ان ترعاها الاجيال السابقة عليها فهذا حق وليس منه من احد
ثالثا .. ان رعاية المواهب الشابة يصب فى النهاية فى مصلحة ومستقبل مصر وهذا ما يعنينى بالدرجه الاولى
رابعا .. انا لا استطيع ان اتجاهل القبيلة التى انتمى اليها وهى قبيلة الادب والادباء ويهمنى بالدرجة الاولى ان تكون فى ازدهار دائم من خلال تواصل الاجيال المتعاقبة عليها كما تلقينا الرعاية ممن سبقونا من كبار الادباء
= ذكرت فى اكثر من موضع ما دار بينك وبين بيرم التونسى وصلاح جاهين .. فهل هذه المواقف كانت نقطة انطلاق ام نقطة تحول لحياتك الادبية الحافلة ؟
نقطة تحول .. من كتابة الشعر الفصيح والعامى الى القصة والرواية بعد ان نبهونى اليها .. ولم اعبر بالشعر عما يدور بداخلى بالشكل الذى يرضينى خاصة اننى احب ان اعبر عن مشاعر البسطاء وعامة الشعب فلم اجد مأربى فى الشعر واستطعت ان اعبر عن تفاصيل حياة البسطاء وعن مشاعرهم وعن امالهم واحلامهم والشعر لم يعطنى هذه الفرصة ووجدت ضالتى فى الرواية والقصة القصيرة وشجعنى فى هذا التحول شيخ النقاد الدكتور محمد مندور وبارك انتقالى الى صفوف الادباء مثل يحى حقى ويوسف ادريس ويوسف السباعى وغيرهم .. وبالفعل وجدت ضالتى وعلمت ان هذا اتجاهى واكد ذلك العديد من الجوائز التى حصلت عليها وبعد اندماجى فى الرواية والقصة تركت رسالة الماجستير فى الفلسفة من اجل عيون الادب وكرست حياتى لمحراب الرواية والقصة
= ما معنى الكتابة الادبية من وجهة نظركم .. وما هى الحالة التى تكون عليها لحظة الابداع ؟
الكتابة الأدبية في الأصل مزيج عبقري من الفكر واللغة والخيال والتشكيل الفني مصاغا بروح الكاتب, ولكل كاتب روح ونفس. وتلك الكتابة تبدأ بمحاولة التعبير عن الذات غير المتكيفة مع العالم, ولا تبدأ بأي موضوع عام لا ينشغل به العقل والوجدان مهما كان الموضوع العام مقدسا لأن ذلك ضد طبيعة الأدب.. المصداقية هي الرحم الحقيقي لكل إبداع جميل, وهذه المصداقية التي اقتضت احتضان الفكرة بكل حميمية هي القادرة علي أن ترفدها وتدعمها باللغة والتشكيل وشتي الأدوات الفنية. أما تكلف الكتابة فيسد الطريق علي الوهج والخيال, ويفقد الكاتب القدرة علي التحليق والابتكار ويحرمه من الإلهام. وإبداع العمل الفني طوال مراحل كتابته وإنضاجه ومراجعته يظل عملا شبه سري مثل حمل الأنثي, بمعني أن الجنين لا يجب أن يري النور, وبعد أن يضع الكاتب تلك البلورة ويتأملها ويصقلها ويطمئن علي كمالها من وجهة نظره, يري أن الناس يتعين أن تشاركه فيما فكر وأحس وتخيل. والذواقة من الجماهير عادة ينتظرون من الأدب جمالا ومتعة, بل لذة كما سماها رولان بارت.. فغاية الأدب ليس إصلاح المختل ولا تعليم الجاهل ولا هداية الحاكم أو رد الآثم, ولكن غايته تقديم المتع الأدبية والجمالية والتأثير الوديع والهادئ في نفس المتلقين الذين قد لا يحسون بهذا التأثير إلا بعد سنوات وسنوات, وأجمل النصوص الأدبية ما كان صالحا للعودة إليه وتأمله مرة بعد مرة, وجمال الأدب ليس مصدرا لسعادة القراء فقط وأحسب أن الكثيرين من القراء يدركون أن الكاتب كائن خاص له وهجه وجنونه الجميل وأفضل ما فيه ثماره من الفكر والخيال, ولأجل هذه الثمار فهو محل التقدير والتبجيل والاحترام, وكلما كان الكاتب عاشقا للبشر والحياة كان كائنا رائعا, وهو كما قال ديوجين يحمل مصباحا ليضيء مدينة مظلمة أو يبحث عن الحقيقة في شوارعها المعتمةعلي مر الأجيال ولكنه منبع لفرح الكاتب وبهجته
= هل تراجعت اهمية ومساهمات الادب فى العصر الحالى ؟
= لم تتراجع أهمية الأدب في أي مكان في العالم لأن الأدب والفن الرفيع مسئولان عن بناء الانسان وجدانيا وفكريا أما باقي المجالات فتبني الانسان من الخارج والفرق واضح وتراجع أهمية الأدب إذا حدث لا يكون إلا اذا كثر المسئولون الذين لا يميلون إليه ولا يقدرون قيمته وأثره الفريد في مسيرة التقدم، وتاريخ الأدب ومفكروه يشهدون بأن الأمم تنهض إذا كان قادتها قد أقبلوا علي الأدب الملهم ولو في مرحلة من أعمارهم والأدب زادي الروحي ومعيني الأول علي احتمال الحياة وسلاحي الذي به أحارب اليأس وأعمالي الأدبية هي بذوري التي أحاول غرسها من أجل توسيع مساحات الجمال والحب والأمل
= وما الذي ينقص ازدهار الادب و الثقافية الان ؟
= ينقصها اهتمام الإعلام بالأدب والتشجيع عليه في المدارس وانتاج افلام ومسلسلات عن الروايات والقصص واصدار مجلة نقدية وتوصيل الكتب إلي القراء في المدن الصغيرة فضلا عن ضرورة تذليل العقبات أمام ترجمة الأدب المصري إلي اللغات العالمية لأن الأدب العربي بلغ درجة من النضج تؤهله كي يحتل مكانة مرموقة بين الآداب العالمية مثل أدب امريكا اللاتينية لكن لن يحدث هذا طالما ليس هناك مشروع دائم وقوي لترجمة الانتاج الأدبي المصري
= هل انت مع سحب الجوائز من المبدعين بعد موقف يوسف سعدى ؟
الابداع له حرية وايضا له مسئولية فنحن نطالب بالحرية الكاملة للكاتب وعليه هو فى المقابل ان يكون موضع المسئولية لاهل بلده وان يكونوا دائما نصب عينية ويحافظ على القيم والاخلاق وعندما يخرج عن السياق لا يكون الحساب بالسجن او سحب الجوائز او الهجوم عليه لكن بالنقدوالمناقشة وبالندوات والحجه بالحجه حتى القضاء نفسة لايحكم بالمصادرة او الحبس او التغريم للكاتب ولمن من الاحالة الى لجان مختصة وخبراء فى الادب حتى لايحكم علية القاضى بفكرة الخاص او ثقافته كمايجب ان يتصرف القاضى مع الكاتب كما يتم التعامل مع صاحب عمارة منهارة وهناك غش فى مواد البناء فهو يحيلها الى الخبراء ويحيل لاحالات القتل الى الطب الشرعى للوقوف على الحقائق وفى الفن والادب يجب الرجوع الى الادباء والفانانين
= طريق طويل مع الادب والابداع ... رضاء ام مزيد ؟
= انا راضى عما قمت به خلال حياتى الادبية والابداعية بنسبة كبيرة ولكنى لا اشبع من الادب ولا الف سنه ولا اتخيل نفسى خارج اطار الادب وقراءة الكتب ولقائى بالادباء خاصة الشباب منهم لان الشباب هم مستقبل مصر الحقيقى فى كافة المجالات ليس الادب فقط
= دور الثقافة والادب كيف كان تاثيرة على الثورات المصرية ؟
= مجد مصر فى الاصل ثقافى فالنقوش الفرعونية ما زالت تبهر العالم وبردية الفلاح الفصيح تدرس فى جامعات عالمية كمخطوطة ادبية ويمكن ان يكون لمصر مكانتها العالمية فى الثقافة فلما لايوجد اديب عالمى فى حجم نجيب محفوظ او او فنان تشكيليى مبدع فهذا مجدنا الحقيقى
= لماذا اختفت التجمعات الادبية والثقافية .. وتهمش دور المقاهى الثقافية ؟
= هناك عدة امور اثرت على المقاهى الادبية والثقافية اولا هى لم تنتهى تماما وما زال بقاياها موجود ولكن لم تعد بالازدهار الكامل لان هناك فكرة اخرى حلت محلها وبشكل افضل وهى نوادى الادب والتى تتبع الثقافة الجماهيرية فبدلا من اربعين او خمسين مقهى ادبى هناك 400 نادى ادب منتشرين بين ربوع الوطن والدولة ترعى ذلك من الالف الى الياء .. ولكن لابد ان يكون هناك عملية فرز للادباء والاعمال الابداعية وان يتم الانتقاء من خلال كبار الادباء والنقاد .. ولكن العقبة الان ان النقاد لم يجدوا الان منابر لتوصيل ارائهم وافكارهم ورؤيتهم عن الاعمال الابداعية الجديدة لان الصحافة اغلقت ابوابها ضد الادب والصالونات التى كانت معمل تفريخ للادباء انتهت واصبحت الصفحات الادبية خبرية لا تمت للادب والابداع والنقد بصلة لان القائمين على الصحف الان غير معنين بالادب .
= هل مواقع التواصل الاجتماعى حلت محل المقاهى والندوات الثقافية ؟
= بالفعل اتجه الكثير من الادباء لتكوين جروبات على مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وتوتير الذى قضى على مشكلة الجغرافيا تماما للتواصل بين الادباء فى محافظات مصر المختلفة فالندوات اصبحت تدور على صفحات الفيس بوك والمناقشات والنقد للاعمال الابداعية وهذا اصبح بديلا جيدا وجديدا للتواصل بين الادباء بل اصبح الفيس بوك تواصل مع الادباء فى مختلف ربوع الوطن العربى واصبحت هناك اعمال مجمعه بين الادباء العرب وطرحها فى الاسواق او حتى نشرها من خلال الكتب الاليكترونية
= لماذا لايوجد النجم الساطع الان كما كان فى الماضى فى مجالات الادب المختلفة .؟
= عندما كان الكتاب قله فى الماضى امثال نجيب محفوظ ويوسف ادريس والسباعى وزكى نجيب محمود وغيرهم كانوا مثل الفاكهه بابداعاتهم واخذت السنيما اعمالهم وحولتها الى اعمال عظيمة سجلت فى تاريخ السينما العربية .. ولكن الوضع اختلف الان فالكاتب يكافح الان من اجل ان يصبح كاتب فقط لان السنيما اصبحت صناعة ولا تفكر فى الاعمال الابداعية الا فيما ندر ,, لذلك ظهر كتاب للسنيما فقط فالنجومية فى الادب ارتبط بالسنيما والكاتب لا يظهر نجمة الا من خلال السنيما .. فالنجومية تخلت عن الكاتب عندما تخلت عنه السنيما .. عندما تسأل السنيما عن الكتاب فيظهر نجمة على السطح ولكن البديل الان عن السنيما هى الوسائل التكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعى
= هل لاحظتم ظهور بعض انصاف الادباء واشباههم واختفائهم سريعا خلال الفترة الماضية ؟
= دعنا ننظر اولا الى السبب فى ظهورهم فالصدقات بين شباب المبدعين والصحفيين هى السبب فقد يكون اول اعمال ادبية للشاب يتناولها الصحفى على انها من علامات الادب المصر الحديث ويصبح هذا الاديب من كبار الكتاب فكان التركيز على العلاقات اكثر بكثير على ماهية العمل الابداعى فهذه المجاملات خطرا داهما وآفه على الاعمال الادبية من رفع للاعمال القليلة القيمة على اعمال قد تكون جيده لاخرين نتيجة جهل بعض الاعلاميين فى عدم قدرتهم فى التفرقة بين الغث والثمين فالاستعداد للعمل الادبى ياخذ من الكاتب وقتا كبيرا فى القراءة والالمام بوضوع قصته او روايته فمثلا عندما شرعت فى كتابة رواية عن حرب اكتوبر ظللت ثلاث سنوات اقرا عن الحرب واوزر سيناء واذهب الى الشئون المعنوية بالقوات المسلحة والجلوس مع قدماء المحاربين وقراءة الكتب عن انواع الاسلحة وخطط الحرب وغيره الكثير من المعلومات التى تخص الحرب لانى اردت ان اقدم رواية متكاملة لا بد ان يكون لدى الاديب الاستعداد
= وماذا عن كتابتكم النقدية والدراسات ؟
= كتبت عن بعض الادباء الذين ظلموا ولم ياخذوا حقهم مثل الدكتور محمد مندور شيخ النقاد على الرغم انه اهم ناقد فى العالم العربى وتلاميذه منتشرون من المغرب الى الخليج لم يكتب عنه الا القليل جدا وكذلك كتبت عن نجيب محفوظ عندما فاز بجائزة نوبل كان الشائع فى الشارع المصرى انه صاحب الافلام فى السنيما فنجيب محفوظ اخذ جائزة نوبل لانه كاتب كبير ليس لان اعماله اصبحت افلام سينمائية وكذلك كتاب عن احسان عبد القدوس عاشق الحريه وروح مصر الشاعرة صلاح جاهين
= كتبت عن ادب الرحلة فى التراث هل هذا النوع من الادب لم ياخذ حقه اعلاميا ؟
= ادب الرحلة من التراث العربى وهذا النوع من الادب مظلوم فالقدماء العرب قدموا للعالم خدمات جليلة وكبيرة من خلال ادب الرحاله ولكنه غير مشهور ونادرا ما تجد اديبا او كاتبا يتناول هذا النوع من الادب فالكتب فى ادب الرحلة مازالت مخطوطات حتى الان فى مكتبات العالم الشهيرة والعالم لم يهتم بها ويجب ان يتم النظر فى هذة المخطوطات ويعاد نشرها
= " كلب بنى غامق " مجموعة قصصية ترجمتها هل يختلف اسلوب تناولك للترجمة عن اسلوبك الابداعى ؟
الاحساس بالطبع مختلف فارق كبير الاكل البيتى والاكل الدليفرى فابداعك ينبع من داخلك ولكن الترجمة مجرد ناقل للادب ولم اكثر فى هذا المجال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.