حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهدى عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان فى أخطر حوار ل " المسائية" الإخوان المسلمون هم مفجرو ثورة 25 يناير.. ومفيش حاجة أسمها شباب الثورة!!
نشر في المسائية يوم 03 - 03 - 2012

نحن جماعة عالمية أقدم من كل الشرعيات.. واللى مش عاجبه يخبط دماغه فى الحيط
المتطاولون على العسكر أصحاب أجندات مشبوهة.. وعليهم أن يراجعوا أنفسهم
بناء الوطن لا يتم بالصراخ وقذف الطوب وحرق المؤسسات
فلوس الإخوان من جيوبهم .. وليس من حق أحد أن يسألنا عن مصادر التمويل
المجلس العسكري ليس كخة.. ولابد أن نشكره لأنه تحمل المسئولية في ظروف صعبة
الظروف التى تمر بها البلاد ظروف غير عادية.. اضطرابات..
ومشاحنات غاضبة فى كل مكان.. حالة سخط عامة على كل شىء .. انتخابات
برلمانية سيطر فيها الإخوان المسلمون على الأغلبية .. ورئيس حكومة قادم
كل المؤشرات تؤكد أنه سيكون إخوانياً ورئيساً جديداً للدولة سينتخب
قريباً ولابد أن يكون ممهوراً بختم النسر للجماعة. المشهد العام يؤكد إن
الإخوان المسلمين تغلغلوا فى كل مناحى الحياة وأن دفة الأمور صارت
بأيديهم.. من هذا المنطلق كان لزاماً علينا إجراء حوار مع محمد مهدى عاكف
المرشد العام السابق للإخوان.. لما يعرفه الرجل من سبراغوار الجماعة
ودهاليزها .. و.. ونواياها أيضاً نحو المستقبل .. وكيفية إدارتهم لشئون
البلاد خلال المرحلة المقبلة. وجاء الحوار كاشفاً عن أسرار خطيرة ..
واعترافات مثيرة.. وتحدث عاكف بكل صراحة .. ودون أى قيود أو اغلال..
ضارباً عرض الحائط بالثورة والثوار.. مؤكداً انهم من فجر ثورة 25 يناير
وليس شباباً مؤيداً للمجلس العسكرى رغم اخطائه رافضاً أى كلام عن شرعية
الجماعة ومصادر تمويلها. سطور الحوار التالى تكشف المزيد من الحقائق
الساخنة.. و.. والمفاجئة أيضاً
كيف تقرأون المشهد العام فى تلك اللحظة
الراهنة ونحن على مشارف انتخابات الرئاسة .. خاصة أن البلاد تموج بأجواء
غاضبة ساخطة على كل شىء؟!
المشهد العام فى مصر عظيم رغم الفقاعات التى
تظهر بغير منطق وبغير عقل .. فالثورة المصرية قامت فى 25 يناير 2011
واستمرت 18 يوماً وكان الشعب المصرى كله بأخلاقه وقيمته وعظمته وتاريخه
هو من صنع هذه الثورة ثم صارت مصر بعد ذلك فى طريق عظيم من الحرية
والمجد.. فقد انتخب الشعب نقابات مهنية .. ورؤساء جامعات ومجلسى شعب
وشورى وظهر أكثر من 50 حزباً و100 إئتلاف فضلاً عن اسقاط برلمان مزور
واسقاط نظام مبارك الديكتاتور وحل جهاز أمن الدولة الفاسد كل هذا كان
نتاجاً فورياً للثورة المصرية. لذا فالمشهد عظيم وما تراه من أجواء غاضبة
ساخطة أؤكد لك انها مجرد فقاعات سوف تزول.. فمؤسسات الدولة مازالت قائمة
وموجودة رغم ما بها من فساد ولها عذرها فى ذلك لأن السوس ظل ينخر فيها
ثلاثين عاماً لكن علينا اصلاحها وكل مواطن مخلص ومنصف لهذه البلد عليه ان
يضاعف عمله وانتاجه من أجل نهضة مصر اقتصادياً وتعليمياً وصحياً فكل
مؤسسات الدولة تحتاج لاصلاح بما فيها المجلس العسكرى ذاته وهذا الاصلاح
لا يتم إلا بالعمل الجاد والعقول الكبيرة المفكرة أما العقول العابثة
التى لا تفهم معنى الحياة ومعنى مؤسسات الدولة فتلك لابد من التصدى لها..
وكل من يزعم أنه صاحب رأى وفكر فمرحباً به لكن بالاسلوب الحضارى والراقى
خاصة بعد ان شكل الشعب مؤسساته بالانتخاب الحر المباشر فهناك طرق شرعية
وقانونية يجب أن يقدم الرأى من خلالها فهناك برلمان منتخب وأحزاب شرعية.
أما غير ذلك فهو عبث لا قيمة له والمصريون يعملون على نهضة بلادهم كل فى
مكانه .. وأقول لهؤلاء الذين يجلسون فى مكاتبهم ولهم أجنداتهم الخاصة
التى لم تتغير لا قبل الثورة ولا بعدها.. قفوا فى مكانكم فلن يسمح أحد
لكم بتخريب الوطن.. فهؤلاء لا غاية لهم سوى مناهضة كل ما هو شريف وكل ما
هو إسلامى والشعب سوف يرد عليهم بالعمل الجاد والإنتاج الحقيقى الذى
يساهم فى ازدهار الوطن.. أما الفلول الذين يزعمون أنهم نخبة أو مفكرون
فسوف نتركهم يقولون ما يشاءون ويفكرون كيفما يشاءون لان الوطن باق فوق
الجميع.
ألا ترى اننا نفتقد إلى قيادة موثوق بها وإلى زعيم يلملم شمل
الوطن المترهل.. ألا ترى أن الدولة تحولت إلى شيع وأحزاب وملل وان الجميع
يتصارع على جثة مصر .. ألا ترى أن كافة الأطراف فقدت البوصلة؟! من لا
يحترم مؤسسات الدولة فهو فاقد لبوصلته فالشعب شكل مؤسساته ولا رجعة فى
ذلك لذا عليهم ان يراجعوا أنفسهم فإذا كانت غايتهم انقاذ الوطن فعليهم ان
يحترموا مؤسساته ويمارسوا العمل الجاد كما ان اصلاح المؤسسات الفاسدة لا
يكون بالكلام ولا بالاعتصام ولا بحدف الطوب لكن بالعمل الذى يساهم فى
نهضة الاقتصاد. أما هؤلاء الذين فقدوا بوصلتهم فهم قلة وعليهم ألا
يتحدثوا على أنهم أصحاب البلد وحدهم فأصحاب البلد الحقيقيون هم من خرجوا
فى الانتخابات والذين وصل عددهم إلى أكثر من 30 مليون مواطن أما هؤلاء
الفقاعات فلابد أن يكفوا عن الصياح. فمن حق أى إنسان ان يدلى برأيه ولكن
فى حدود احترام الغاية الكبرى وهى نهضة مصر.. فقل ما شئت واعتصم ماشئت
واضرب عن العمل إذا كنت ترى أن فى ذلك مصلحتك لكن لابد ان تغلب مصلحة
الوطن أولاً فاحترام رأى الشعب ومؤسساته هى الأولى بالرعاية.
لقد تعثرالحوار المطمئن بين كافة الأطراف خاصة بين شباب الثورة من جانب وبين
المجلس العسكري والتيارات الإسلامية من جانب آخر. وحدث شبه تفاهم واتفاق
ضمنى بين العسكر والإسلاميين ضد الثوار ومطالبهم.. أليس هذا جزءاً أصيلاً
من الأزمة الراهنة؟!
أولاً ليس هناك أى اتفاقات أو صفقات مع المجلس
العسكرى كما يزعم البعض ولكن قد نلتقى على أشياء لا يختلف عليها اثنان
وهى مصلحة مصر العليا .. أما من يروجون إلى وجود أزمة فليست هناك أزمات
إلا عند أصحاب العقول الضيقة وهؤلاء هم من تعثر الحوار معهم لأنهم لن
يتنازلوا عن أجنداتهم مهما كلفهم الأمر... أما المجلس العسكرى فهو الجيش
ولابد أن نشكر الجيش لأمرين أولهما أنه شارك فى الثورة وحماها منذ اليوم
الأول لها وثانيها انه حافظ على مؤسسات الدولة رغم فسادها ولكن يمكن
اصلاحها وتطهيرها خاصة بعد أن حافظ عليها من الانهيار والسقوط. واعترف
بأن المجلس العسكرى كانت له أخطاء كبيرة إما لعدم درايته بشئون السياسة
وإدارة الدولة وإما لأشياء نحن لا نعرفها.. لكنه اخطأ خطأ عابراً لأنه لم
يقل كلمة عن المتورطين فى أحداث البالون ولا مجلس الوزراء ولا محمد محمود
ولم يكشف عن الفاعل الحقيقى لهذه المجازر فتلك أخطاء كبرى يتحملها المجلس
العسكرى ومع ذلك لابد من أجل مصلحة مصر العليا ان يظل المجلس العسكري
محترماً مقدراً ليس بأشخاصه ولكن لأنه يمثل الآن كيان الدولة الذى لابد
أن نحافظ عليه وأى إنسان مهما كان لا يجوز ولا يحق له ان يتطاول على
المجلس العسكرى فاحترامه واجب خاصة انه كثيراًِ ما يستمع لأصحاب الرأى
والفكر ويستجيب لهم ويقدر رأى الحكماء فى هذا الوطن وغايته فى النهاية هو
خدمة مصر.. أما الذين يتطاولون عليه اقول لهم راجعوا أجنداتكم ومن أين
جئتم.
وما تقييمك لمطالب شباب الثورة التى لا تتوقف عند حد معين فلم
يردعها سقف.. والطموح الجارف للثوار يرتطم دائماً بصخور صلبة على
الواقع.. فلم تتحقق أهدافهم؟!
مفيش حاجة اسمها شباب الثورة.. فمن هم
هؤلاء؟! هل المائة أو المائتان ائتلاف؟! قل لى أنت من هم؟َ عموماً
سأجيبك أنا.. ليس هناك شباب قام بثورة لكن هناك شعب قام بثورة .. لذا فلا
تقول لى شباب.. فهذا كلام لا معنى له حتى الإخوان ليس لديهم شباب فهذه
مسميات لا وجود لها فالشعب هو الذي ثار وكإخوان مسلمين ضمن هذا الشعب
العظيم وساهمنا فى نجاح وحماية تلك الثورة المجيدة .. والذي يحمى الثورة
هو الذى يفهم معناها وغايتها ويدرك معنى الدولة وقيمة مؤسساتها.. فالشعب
قام بثورته وانجز انجازات بمجرد أن تذوق طعم الحرية وانتج مؤسسات منتخبة
تمثله لذا فلا يجوز لأى أحد مهما كان ان يدعى لنفسه شيئاً بعد هذه
النتائج وعلى كل من يريد ان يعبث باستقرار مصر فعليه أن يبحث لنفسه عن
دور آخر.. وأى ائتلاف أو تجمع خارج عن هذه المنظومة فلا يمثل سوى نفسه
فقط ولا يمثل مصر.
لكن الشباب هم من اطلقوا شرارة الثورة وليس الشعب
هذا غير صحيح فمثلا أنا شاركت فى اطلاق شرارة الثورة.. فهل أنا شاب
أنا رجل عجوز.. فنحن الإخوان الذين اطلقنا تلك الشرارة.. ألم نضع قبل
الثورة 7 مبادئ وأخذنا عليها مليون توقيع من الشعب المصرى فمن الذى فعل
ذلك هل الشباب أم الشعب كله بشيوخه ورجاله ونسائه وشبابه أيضاً؟! فجهاد
الإخوان على مدى 80 عاماً هو الذى صنع هذه الثورة المجيدة منها 60 عاماً
منذ عهد جمال عبدالناصر وحتى الآن ونحن نقاوم ونكافح الفساد والاستبداد
الذى استشرى فى البلاد طوال هذه العقود هذا الكفاح هو المفجر الحقيقى
لهذه الثورة.. فمن الذى كان يخرج فى الشوارع يتظاهر ويعتصم ضد الظلم وضد
التعدى على الطغاة وضد العدوان على غزة هو الشعب وعلى رأسهم الإخوان
المسلمون.. أنه جهاد طويل »يابنى« .. فهل تعلم أنه أثناء رئاستى لجماعة
الإخوان كان يوجد أكثر من 6 آلاف معتقل فى سجون مبارك لذا فليس لأحد أن
يزعم انه كان سبب فى اسقاط هذا النظام الفاشى فإذا كان هناك سبباً فالسبب
هو التاريخ الطويل من الجهاد والكفاح قاده الإخوان وأيده الشعب.. فليس من
حق أى صنف أو تيار أو رجل أو امرأة ان يحتكر لنفسه الحق فى البطولة
وإطلاق شرارة ثورة انفجرت نتيجة ظلم واستبداد عانى منه الشعب كله ليس
الشباب فقط على مدار 30 سنة.
وما تقييمك لفترة حكم المجلس العسكرى خلال
تلك المرحلة الانتقالية.. هل ترى المجلس ظالم أم مظلوم؟ أم انه ورث تركة
مثقلة بالهموم والكوارث؟!
المجلس العسكرى جزاه الله كل خير ان تحمل هذا
العبء الثقيل لإدارة شئون البلاد فى تلك الظروف الصعبة وهو نفسه قال انه
لم يكن يتوقع ان يكون الفساد فى مصر على هذا المستوى وبهذه الصورة
المخيفة والمزعجة وهناك فرق بين من يحكم وبين من يمشى فى الشارع..
وبصراحة المجلس العسكرى ورث تركة مثقلة »وكتر خيره« أنه قبل هذه المهمة
الثقيلة وتصدى لإدارة شئون البلاد وهى فى حالة شبه انهيار كامل للاقتصاد
وللأمن وللأخلاق أيضا داخلياً .. علاوة على الضغوط الخارجية التى تمارس
من اتباع النظام السابق. لذا عندما يمسك العسكر ببوصلة البلاد ويحاولون
ادارتها على قدر طاقتهم تارة يخطئون وتارة يصيبون فهذا جيد.. فمن يعرف
قدر المسئولية وثقلها لا يتحدث الا بعقل ومنطق ويقدم النصيحة بقدر
المستطاع فى حدود الممكن وعندما اخطأ العسكر واجهناهم باخطائهم واستجابوا
ثم صوبوا المسار.. وعندما ثار الشعب فى 18 نوفمبر الماضى وطلب اسقاط
وثيقة السلمى وتحديد موعد لتسليم السلطة استجاب أيضا لصوت الجماهير
الهادرة.. فماذا تريدون اذاً من العسكر؟! هل نعينهم حتى تمر هذه
الفترة بمنطق وعقل ام ندخل فى دوامة نزاعات وصراعات؟ لقد انتج العسكر لنا
مجلسى شعب وشورى من خلال انتخابات تعد باعتراف الجميع من أنزه الانتخابات
خرج فيها أكثر من 30 مليون ناخب وهذا لم يحدث من قبل ابداً.. هل نشكر
المجلس العسكرى ام نقول له »انت مجلس كخه«.. حتى الدستور سيتم وضعه تحت
سمع وبصر الشعب كله فلا داعى ان نحمله فوق طاقته خاصةوانه أعلن مراراً
وتكراراً أنه ليس له اطماع فى السلطة وليست لديه رغبة فى الحكم.
ذكرت ان هناك انهياراً فى كافة قطاعات الدولة.. فكيف يمكن لنا ان نلملم جراحنا
ونخرج من هذا المأزق الخطير الذى يهدد الدولة؟!
نعم هناك انهيارات
متلاحقة وعلينا ان نسعى حقاً للملمة الجراح والحلول تكمن فى ان نراعى
ضميرنا وان كل فرد فى موقع عمله يتحمل مسئوليته كاملة ومجلس الشعب يتحمل
مسئوليته والحكومة تتحمل مسئوليتها ورئيس البلاد القادم يتحمل مسئوليته
وكل مواطن يؤدى واجبه على اكمل وجه فقبل ان نطالب بحقوقنا لابد ان نؤدى
واجبنا.
هناك من يزعم ان الخلاف الذى وقع بين الثوار والمجلس العسكرى هو
الذى فتح الباب لتدفق الاخوان وحصد الثمار والفوز فى الانتخابات
البرلمانية.. بمعنى آخر انكم تصطادون فى المياه العكرة؟!
من يقولون هذا
الكلام انما يقولون ما ليس من الواقع فى شىء فالاخوان المسلمون عندما
نجحوا فى الانتخابات كان ذلك لأنهم نزلوا فى الشارع وتعاملوا مع
المواطنين عن قرب منذ 80 عاماً وليس الآن فقط فنحن لم نبن مجداً على
الرمال كما قال عبدالرحمن باشا عزام فى احدى محاضراته حيث قال »لقد بنيت
مجداً على الرمال لأنى تعاملت مع الملوك والرؤساء» فرد الإمام حسن البنا
قائلاً : «لقد بنيت مجد عميق الجذور وارف الظلال لأننى تعاملت مع الشعوب»
والاخوان يسيرون على هذا النهج فى التعامل مع الشعوب بحب وثقة وهذا هو
سر نجاحنا أما سر فشل الاخرين لأنهم يجلسون فى بيوتهم وقصورهم أما الكلام
العبثى بأننا نجحنا على جثة الخلاف بين العسكر وشباب الثورة فلا صحة له
فيختلف من يريد ان يختلف وليتصالح من يريد ان يتصالح فلا شأن لنا بذلك
أما الاخوان فيعملون من اجل الوطن وقد اتضحت رؤيتنا وغايتنا فنصرنا الله.
ولكن زحف التيار الإسلامى على السلطة وسيطرته عليها أمر لم يعجب
الكثيرون ويرون انه احتكار جديد اشبه باحتكار الحزب الوطنى المنحل؟!
لسنا
معنيين بمن يعجبه زحف الاخوان نحو السلطة من عدمه فهؤلاء قلة يجلسون فى
مكاتبهم وكانوا يظنون انهم سوف يستطيعون ان يحولوا دفة الأمور لصالحهم
بما لهم من مال ونفوذ اعلامى ضخم توهموا انهم سوف يسيطرون على الناس لكن
التجربة اثبتت انهم لا شىء.. ثم ان الاخوان لن يكونوا ابداً حزباً وطنىاً
جديداً.
وما رأيكم اذا كانت العديد من القوى السياسية ترى انه من مصلحة
الوطن ان يتقاسم الاخوان السلطة مع الجميع حتى لا تسقط البلاد فى براثن
نزاع وصراع لن يتوقف؟!
الاخوان لا يطمعون فى السيطرة على السلطة وحدهم
فأنظر ماذا قال حزب الحرية والعدالة فى هذا الشأن وماذا قلت انا منذ 8
سنوات بأنه لا يستطيع ان يحكم مصر فصيل وحده انما يحكم مصر كل فصائل
الأمة وهذا الكلام سار حتى يومنا هذا وما حدث فى مجلس الشعب خير دليل على
ذلك واستطاع الدكتور سعد الكتاتنى جزاه الله كل خير ان يحتوى كل التيارات
تحت القبة وذلك خير دليل على ان الاخوان لا يريدون الانفراد بالسلطة ولا
يرغبون فى ذلك ولقد اعلنا ذلك مراراً وتكراراً ومن يقول عكس ذلك فهو خارج
المنطومة.
المجلس العسكرى يسلم السلطة للاخوان مجبراً وليس مخيراً خوفاً
من ان تسقط البلاد فى أقوى حرب أهلية لا مخرج منها.. تلك التصريحات على
لسان الاستاذ محمد حسنين هيكل.. فما ردكم؟!
دعك من محمد حسنين هيكل ومن
مزاعمه الباطلة وقال ساخراً «سيبك منه» فهل نسى هيكل انه رجل جمال
عبدالناصر وكم صفق لاستبداده وفساده.. فمن يكون هيكل هذا الذى صفق
للفساد.. فاذا كان قمة من قمم الصحافة لكن هذا لا يعنى ان كل ما يقوله
صحيح.. فالمجلس العسكرى لم ولن يسلم السلطة مجبراً انما هو يدير فترة
انتقالية ويعنى انه سوف يتركها فى وقت ما ولن يحدث ابداً ان تسقط البلاد
فى حرب اهلية كما يزعم البعض وعلينا ان ندرك ان الشعب لن يضحك عليه احد
فلابد وان نطمئن لان الشعب هو صاحب السلطان ولا يجرؤ احد ان يجره الى ما
لا يريد لانه شعب واعٍ ويثبت عظمته فى كل وقت لذا فان الاخوان عندما
تسلموا السلطة انما يتسلموها من الشعب هذا الشعب الذى ثار ضد الفساد
وابهر العالم كله فى انتخابات تاريخية. لذا فلا يجوز لأحد ان يتحدث عن
المجلس العسكرى والاخوان المسلمين بهذا الاسلوب الرخيص لأنهم يحبون مصر
ويعملون لمصلحتها.
صعود نجم السلفيين كثانى قوة فى الشارع بعد الاخوان
كان مفاجئاً للجميع.. كيف اذا ان تحكم على قدرتهم على ادارة شئون البلاد
بجوار الجماعة من عدمه خاصة ان الاخوان معجونون سياسة اما السلفيون فلا؟!
نعم لقد فوجئنا بصعود نجم السلفيين كثانى قوة فى الشارع بعد الاخوان كنا
نعلم ان لهم تواجد لكن بهذه الصورة لم يكن متوقعاً وعلى أية حال فمرحباً
بهم لان التجربة اثبتت ان كثيراً منهم على مستوى واسع من الفهم والوعى
والخلق الرفيع ثم انهم جاءوا باختيار الشعب وذلك يؤكد انهم متجذرون فى
الشارع وعلينا ان ننتظر اداءهم السياسى فى الشارع وعموماً انا استبشر بهم
خيراً لأن بهم شخصيات ناضجة قادرة على إدارة العمل السياسى ولا داعى لاى
تخوفات منهم.
وماذا عن الوضع الاقتصادى المؤلم.. فأرقام العجز مخيفة
وتآكل الاحتياطى النقدى مفزغ.. هل ثمة مشروع اخوانى للخروج من المأزق
الراهن؟
يسأل فى ذلك حزب الحرية والعدالة فهو الذى يمارس الان الدور
السياسى ولكنى كمواطن أرى مستقبل مصر الاقتصادى رائعاً ومشرقاً وعندى
معلومات مؤكدة من كبار رجال الأعمال وأصحاب المشروعات مصريين وغير مصريين
بأنهم سوف يضخون أموال ضخمة لانعاش الاقتصاد المتردى وهؤلاء لهم رؤية
ثاقبة وقادرون على إحداث تطور مثمر نحو هذا الأمر ولكن ننتظر فقط حتى
تستقر الأوضاع وننتخب رئيس جمهورية جديداً ونعين حكومة ائتلافية.
نعيش الآن مرحلة انتقالية تتسم بالارتجالية.. وكل القوى اخطأت فى تقدير
الحسابات بما فيهم الاخوان.. وربما السبب فى هذا الترهل الذى تعيشه
البلاد يرجع الى ان بريق السلطة خطف الأنظار.. وان كل التيارات لم تهتم
ببناء الدولة بقدر ما اهتمت بسرعة خطف الغنيمة والاستحواذ على السلطة فما
رأيكم؟!
نعم هناك قلق لدى المواطن العادى وهذا ناجم عن الأصوات العالية
التى تؤجج الانشقاق بين الناس لكن الواقع يؤكد انه ليس هناك ما يستدعى
القلق وعلى الشعب ان يطمئن على مستقبله فهناك إناس جادون فى العمل من اجل
نهضة مصر وهم على اتم استعداد لتحمل المسئولية كاملة فى أى وقت أما كل
هذه الاشاعات فهى لا تحرك ساكناً فى الصادقين من أبناء هذه الأمة لخدمة
وطنهم أما البلبلة وهذه الروح اليائسة فلا داعى لها. أما من يقول ان
الاخوان انشغلوا ببريق السلطة عن بناء الدولة واننا نلهث وراء الحكم
فلابد ان يعى الجميع ان الحكم ليس مغنماً الآن وان تحمل المسئولية أصبح
عبئاً ثقيلاً لما تمر به البلاد من حالة انهيار وتردٍ وتراجع فى المستوى
الاقتصادى والاخلاقى.
على أية حال نحن الآن امام برلمان بدون دستور..
وامام رئيس سوف ينتخب بدون دستور.. وأمام دستور سوف يوضع على عجل وكأنه
مقال فى جريدة ومسلسل الأخطاء مستمر.. أليس هذا يقودنا الى انهيار حقيقى
للدولة؟!
فليطمئن الجميع حول هذا الموضوع فلن ننتخب رئيساً جديداً لمصر
الا بعد ان يتم وضع الدستور وسوف تشكل لجنة تأسيسية خلال أيام لوضع هذا
الدستور قبل الانتخابات الرئاسية وسوف يتقدم المرشحون على منصب الرئيس
بأوراقهم في 10 مارس وتبدأ اللجنة فى عملها فى نهاية شهر مارس وطوال شهر
ابريل ثم يتم اعلان الدستور الجديد والموافقة عليه بعدها تجرى الانتخابات
وعلى نهاية شهر يونيه يكون لدينا دستور ثم رئيس منتخب.
لكن هذا تهريج واسفاف فهل يمكن ان يوضع الدستور فى أيام قصيرة وبهذه الصورة المتسرعة.. وربما يقودنا ذلك لنتائج كارثية؟!
ليس هناك تهريج ولا نتائج كارثية
فالدستور موجود واعظم فقهاء القانون فى مصر موجودون وتشكيل اللجنة
التأسيسية ليس به آية مشكلة وسوف يشارك فيها كل أطياف وقوى المجتمع
السياسية فدستور 71 من اعظم الدساتير فى العالم وبه اربعة ابواب لا
يختلف5 عليهما أحد من كافة التيارات بقى الباب الخامس يمكن دراسته خلال
شهر وتغيير المواد الخلافية واعادة صياغتها فكل شىء يمكن معالجته طالما
توافرت الارادة.
رغم انكم حصلتم على اغلبية فى البرلمان وتشكلون شكل
الحياة السياسية فى مصر خلال الفترة المقبلة.. إلا أن الاخوان جماعة
مازالت محظورة طبقاً للقانون فلا انتم جمعية أهلية ولا منظمة حقوقية
فتحت اى قانون تندرجون ومن صاحب الحق فى الرقابة عليكم.. من انتم؟!
الاخوان المسلمون تعمل طوال تاريخها من اجل مصر فنحن موجودون منذ 80
عاماً «واللى مش عاجبه يعمل اللى هو عاوز يعمله« فنحن جماعة عالمية اسمها
هيئة اسلامية جامعة لها لوائح وقوانين وموجودة منذ زمن وشرعيتها من اقدم
كل الشرعيات وتخضع لرقابة الدنيا كلها واذا كانت الحكومة تريد مراقبتها
فأهلا وسهلاً واذا كان مجلس الشعب يريد مراقبتها أهلاً به فنحن جماعة
متجذرة عميقة الجذور وارقة الظلال. أما من يردد هذا الكلام فهم العامة
والدهماء والغلابة الذين لا يعرفون تاريخ الجماعة كأنهم يتحدثون بعقلية
مبارك الذى كان يقول اننا محظورون وكنت أرد على المخلوع وأقول له ان
شرعيتنا من الشعب وليس من مبارك.
وماذا عن أموالكم من أين اتت وكيف
تنفقونها أليس من حق الشعب ان يعرف فهل جهاز المحاسبات يراقبكم ام
الرقابة الادارية.. بصراحة انتم تحيرون الناس ولم تقدموا اى اجابات شافية
حول هذا الشأن؟!
قلت كلمة وأكررها ان اموال الجماعة من اشتراكات ومصاريف
اعضاء الاخوان بالعربى «فلوسنا من جيوبنا» ومن موارد مشروعاتنا وتحدث
مبارك ذات مرة عن أموال الجماعة فقلت له «بعينك تعرف عنها شئ« فموازنتنا
تخضع للجان مالية داخل الجماعة تراقبها وتضع ضوابط صرفها ومن يريد
الاطلاع عليها من الجهات المسئولة فمرحباً به ونحن كجماعة احرار فى
اموالنا وليس من حق احد ان يتحدث عن خصوصيتنا.
لكن انتم بهذا الحديث
تكونون دولة داخل الدولة.. فليس لكم اى أوراق داخل مؤسسات الدولة ثم تقول
لى انكم جماعة شرعية غير محظورة أليس هذا خلط للأوراق وطمس للحقائق؟!
هذاكلام غير صحيح فنحن نحترم مؤسسات الدولة ونحن جزء من هذه المؤسسات وجزء
من الشعب الذى منحنا الشرعية وأى كلام عكس ذلك فهو كذب وتضليل وافتراء
على الحقيقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.