كثر الحديث عن تقديم موعد الإنتخابات الرئاسية فى مصر ما بين مؤيد ومعارض وما بين من يراها ضرورة ومن يراها عقبة جديدة فى طريق الديمقراطية المصرية. من جانبه أكد الدكتور كريم سيد عبد الرازق، مدرس العلوم السياسية والمتخصص فى الشئون البرلمانية أن تقديم موعد انتخابات الرئاسة غير مجدى وغير مفيد لمصر فى الفترة الحالية، خاصة أن التقديم قد يأتى على حساب استعجال صدور الدستور المصرى الجديد. وأضاف أن النظام المختلط حاليا هو الأفضل للتطبيق فى مصر حيث يجب الجمع بين بعض الصلاحيات والخصائص من النظام البرلمانى والنظام الرئاسى، حتى يتحقق توازن فى توزيع السلطات والاختصاصات بين البرلمان ورئيس الحكومة ورئيس الدولة حتى نضمن من تقوية كافة مؤسسات الدولة. وبعد ذلك يكون النظام البرلمانى أفضل لنا، ولكن وفقا لما يحقق مصالح مصر، مؤكدا على أنه لا يوجد نظام سياسى أمثل ولكن كل دولة تتبنى ما يناسبها. واعتبر عبد الرازق أن هناك مجموعة من القضايا التى لم يتفق عليها بعد فيما يتعلق بالقانون الخاص المنظم لانتخابات الرئاسة، ومنها: اللجنة المشرفة على انتخابات الرئاسة وتشكيلها ودورها وصلاحياتها، وطرق تجميع توقيعات الناخبين على تأييد أى مرشح وكذلك تأييد أعضاء مجلسى الشعب والشورى، ثم طريقة الانتخاب وموعدها. وأشار مدرس العلوم السياسية إلى أن الأحداث التى تمر بها مصر حاليا تؤكد على أن هناك طرف غامض هو السبب فى ما يحدث، ولكن المفروض أننا فى الفترة الحالية نكشف عن هذه الأطراف ونخضعها للقانون وتحاسب، وإذا كانت أطراف خارجية يتم التعامل معها أيضا ولا نترك الدولة فريسة لأى مخططات خارجية أو داخلية. وأكد عبد الرازق أننا قادرين على وحدة الصف ومواجهة هذه الأطراف ووضعها فى حجمها، وأيضا نؤكد على أننا دولة القانون، لذلك اتمنى سرعة الكشف عن هذه الأطراف، وسرعة الانتهاء من التحقيقات فى أحداث كثيرة بداية من ماسبيرو إلى أحداث مجلس الوزراء. ما هى نقطة تفوق العسكرى على الثوار؟ يتفوق العسكر على الثوار ، ويستطيع العسكر كبح الثورة وإجهاضها بالقوة العسكرية ، مما يعني على إثره ، إدخال البلاد تحت حكم العسكر ، وقد يصطنع الجنرالات لإنفسهم حزبا وطنيا جديدا ، ويكون هو الحاكم للبلاد ، وهذا المنحنى تلعب على وتره الفلول و مؤيدي العسكر ... طبعا بلا شك إن الإنتخابات التى جرت ستكون لاغية كليا ، وكل الأحزاب وخاصة الإسلامية ستكون مرفوضة وممنوعة ... تتمكن جميع القوى الثورية ومنها الإخوان بفرض إرادتها على العسكر ، وتجعله يستجيب لطلباتها ، بعد ذلك سيعاد توزيع الحكم بين كل الثوار بالتساوي ، لدرجة إن إتجاه مثل الإخوان سيكون نصيبه من الحكم والقرار مثل أي حزب أخر في الثورة ، يعني تجاهل رأي الشارع والشعب الذي أعطى الإخوان الثقة ، وهذا هو معنى الجملة التى يقول بها الثوريين الفاشلين " الشرعية الثورية " يريدون للحكم أن يكون بيد الشرعية الثورية وليس الشرعية الديمقراطية عبر صناديق الإقتراع !! يحاول منافسي الإخوان الفاشلون ، نسج علاقة ما بين الإخوان والعسكر ، لسبب إن الإخوان يرفضون غواية بعض الشباب وبعض الأحزاب الفتية ،مع إن موقف الإخوان واضح ، وسأحاول أوضحه وتبيانه عن طريق أسئلة وأجوبة .. لماذا الإخوان يرفضون " الشرعية الثورية " ؟ لإن الشرعية الإنتخابية هي الأساس ، ولا يريد الإخوان بأن يٌحكم الشعب بإسم الثورة ، بل بأن يحكم الشعب نفسه ... لماذا يرفض الإخوان تقديم موعد إنتخاب الرئيس ؟ لإن ذلك الإنتخاب يتم بناء على قانون 1971 وتعديلاته ، وهذا القانون يعطي الرئيس صلاحيات كبيرة جدا ، وتجعل وجود ممثلي الشعب عبر الشورى والشعب مجرد ديكور فقط ، لذلك ترفض الجماعة تقديم إنتخاب الرئيس ، لإن التقديم هذا سيكون متقدما على نهاية إنتخابات مجلسي الشعب والشورى ، فالإخوان يطالبون أولا بالإنتهاء من إنتخابات المجلسين ، والذي سيتم بعدهما فورا الشروع في عقد الجمعية التأسيسية لسن الدستور الجديد ، والذي سيكون مطلب الجماعة فيه أن يكون نظام الحكم نظام رئاسي برلماني ...وليس رئاسي ديكتاتوري !!! ولو تفحصنا الأوقات والأزمنة اللازمة لإجراء تلك الأنتخابات ، والزمن اللازم لتشكيل الجمعية التأسيسية ، لوجدنا إننا وبالإنتهاء منها سنكون على مقربة يسيرة جدا من الإنتخابات الرئاسية !! أما من يتحدث عن نية مبيتة للعسكر ، وإن العسكر لن يسلموا الحكم ، فإنني غير ملتزم بإي استقراء غيبي ، أقول لنتعامل مع المعطيات على الأرض ، ولتنتهي الإنتخابات ، ومن ثم لكل حادثة حديث .. حديث وليس شغل كهانة وتنجيم !!! هذا بإفتراض أن التيارات الثورية كانت على قلب رجل واحد تسعى لتخريب الوضع و أن العسكر مجرد أناس تتخبط و لا خبرة لهم بالسياسة .. هذا الأمر مردود تماما و ذلك للتالي !!! من السبب فيما وراء أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء؟ - أحداث التحرير ومحمد محمود و مجلس الوزراء وقتل الناس واستفزازهم من العسكر وسيرهم بشكل لافت للنظر وتفريقهم بين التيارات السياسية والتوزيع الإنتخابي والنهج الإعلامي و مصادرة الحريات و استمرار المحاكمات العسكرية و التصريحات عن الدستور و المجلس الإستشاري و الوثيقة و مدنية الدولة "كخط أحمر" طبقا لتصريح عنان ومهزلة المحاكمات وإطلاق يد من يتعدى على كرامة الشعب بل وحمايته و استيرادهم لقنابل الغاز الجديد (أنا أؤكد لك ان هذا الغاز غاز أعصاب فقد عاينت مصادر صحفية أثاره الغريبة على نفسية الواحد منا فقد كان يصيبني نوع غريب من الرجفان و انقطاع النفس و اختلاج العضلات ولا أكذب!) ناهيك عن العنف المفرط في اي احتجاج سلمي .. كل هذا يؤكد بأن العسكر هم ملوك الثورة المضادة وأنهم في سعيهم لإجهاض الثورة وعودة الأمور لسابق عهدها بشكل مخفف قليلا وهو ما لا يمكن تجاهله أبدا في أي تحليل سياسي .. بل إن تجاهل كل ذلك يعد هو "التغييب" الحقيقي للعقل .. وبالتالي فهذا ليس حديثا "غيبيا" بل هو استقراء سليم 100% ! لماذا يجب أن يرحل العسكر؟ - الحديث عن العسكر و ضرورة رحيله عن رأس السلطة في أسرع وقت "ولو بالدم!" ليس خيارا بل ضرورة و حتمية تاريخية أكدها المقال اعلاه بالإقتباسات التاريخية الواضحة .. وما يعاتب الإخوان عليه ليس أنهم ذوي مسعى إصلاحي فلا أحد يفرض على الإخوان رؤيته بل الإشكالية في كونهم "خاصموا" السعي الثوري و الشارع تماما - رغم قضايا العرض و الشرف و الدم ببرود منقطع النظير بل بهجوم تخويني أيضا و اتساق كامل مع روايات العسكر حتى جاءت أيام كنت لا أدري .. أهذا تصريح إخواني أم تصريح من العادلي!! - وكأنهم غادروا الميدان بغير رجعة و بدأوا في معاداتنا بل وتقليب الرأي العام علينا - اتساقا مع العسكر !! - فالإخوان يصورون السعي الثوري على أنه "خصم" للسعي السياسي !!! بينما في حقيقة الأمر يتكامل المساران تماما .. شخصيا أنتخبت الإخوان و كنت معهم لحماية اللجان الإنتخابية لأني مثلي مثل كثيرين من أصحاب السعي الثوري نعلم تماما أن لبرلمان خطوة مهمة جدا (راجع تصريحات الشيخ حازم و إصراره على عدم التصعيد إلا بعد أن تنتهي الإنتخابات!) .. كل هذا هو ما دفع البعض لنظرية المؤامرة دفعا!! - مجلس الشورى هذا مجلس الفلول بإمتياز ولا شأن له بالحياة السياسية لكن إصرار العسكر على وجوده يرجع إلى أن ثلث أعضاؤه بالتعيين و حسب الرواية العسكرية سيشاركون في اختيار لجنة إعداد الدستور! العسكر لن يتنازلون عن وضع مميز بالدستور و لو استلزم الأمر استخدام الدبابات و غاز الأعصاب و الطائرات الحربية !!!! ناهيك على أن موضوع الوثيقة - وأنا أضع بين يديك رهاني - سيطرح من جديد مع العلم ان الإخوان قد سقطوا سقطة مدوية في التوقيع على بيان الأحزاب (أخونا د.مسلم اقتبس صورة ضوئية منه ) وهو ما يعني أن الجماعة "لديها الإستعداد" على التفريط في حقوق الثورة هكذا (انا لم أذكر المواقف السابقة لنفس القيادة أثناء الثورة!). - مسألة الخوف من مقدم رئيس تلعب الصلاحيات برأسه هذه مردود عليها ببساطة شديدة - واستغرب أن تأتي منك يا خالد! - من تختار لتقامر معه في الصلاحيات؟ رئيس مدني منتخب بإرادة الناس أم عسكر ولاد ستين كلب لا يفقهون سوى القوة و القهر و الثورة المضادة؟؟ هل لديك اساسا شك ! على من تراهن؟ أبو اسماعيل أم طنطاوي ؟ هل تراهن على رئيس مدني لا يملك السيطرة الحقيقية على أدوات القمع و جديد على كل شيئ من بقايا النظام أم تختار طنطاوي و كهنة فرعون الذين يسيطرون تماما و بدراية و دراسة شاملة على مكونات القمع ؟ أن فترة الستة أشهر المحددة داخل الإعلان الدستوري لإنتخابات الرئاسة مضى منها عشرة شهور إلى الآن ! - الفكر الثوري الذي يمارس كل من يؤيد الإخوان انتقاده له هو من "انجز" كل شيئ حتى الآن !! الثورة .. إزاحة مبارك .. إسقاط عمر سليمان .. فضح العسكر .. محاكمة مبارك .. وضع الجدول الزمني .. تقديم موعد الإنتخابات الرئاسية .. استمرار الإنتخابات بسلام .. كل شيئ تحقق حتى الآن كان نتيجة الفكر الثوري ولم يكن سعيا سياسيا أبدا ابدا ابدا !! فلا تكفروا بما أعاننا لنصل إلى ما نحن عليه !! بل استمروا في سعيكم و ليستمر الأمر بالتوازي .. الميدان و البرلمان إلى أن يتم الله الأمر بالفعل و نستلم ناصية الحكم !! اما من يدعي أن السياسي سيحقق فأؤكد انه تاريخيا لم يحقق السعي السياسي شيئا إلا في مظلة "نظام عادل" .. وبلا وجود لنظام عادل فالسعي السياسي هو سعي خرب لا يقدم و لا يؤخر! وسواء كانت مصلحة العسكر أو الإخوان واحدة أو لكل طرف على حدا فيجب أن يخرج من يفكر فى مصلحة هذا الوطن ومصلحة شعبه.