فيينا: أثارت الشعارات النازية والتمييز العنصري التي كتبها مجهولون بأحرف كبيرة في الموقع السابق لمعسكر تجميع اليهود "ماوتهاوزن" الواقع على بعد عشرين كيلومتراً من مدينة لينز عاصمة مقاطعة النمسا العليا موجة عارمة من السخط والاستياء لدى مختلف الأوساط السياسية والدينية والإسلامية. وطالبت العبارات النازية والعنصرية التي كتبت بأحرف كبيرة على السور الخارجي لمعسكر "ماوتهاوزن" التذكاري بشن حرب صليبية جديدة ضد المسلمين . وأدانت غالبية الأحزاب والقوى السياسية النمساوية والهيئة الإسلامية حملة الشعارات النازية الجديدة مطالبة سلطات الأمن النمساوية المعنية بتكثيف جهودها لكشف ومعاقبة كل من يقف وراء كتابة شعارات الاستفزاز ضد المسلمين . وأصدرت الناطقة الصحفية باسم الهيئة الدينية الإسلامية السيدة كارلا أمينة بغجاتي بياناً أدانت فيه سائر نزعات التطرف والتمييز العنصري والنازية التي تستهدف الاستفزاز والتحريض ضد المسلمين . وأكدت بغجاتي، بحسب وكالة الأنباء الإسلامية ، أن المسلمين يحترمون مقدسات معتنقي سائر الأديان والمعتقدات ويؤمنون بالتعايش الحضاري والثقافي المتنوّع بين مختلف المجتمع النمساوي..مشيرة إلى ان المسلمين النمساويين جزء لا يتجزء من المجتمع النمساوي الذي يقوم على أسس المحبة والتسامح والتعايش المشترك بين معتنقي مختلف الأديان والمعتقدات. كانت لجنة "ماوتهاوزن" فرع النمسا التي تعتني بالموقع التذكاري للمعسكر المعروف بمحرقة اليهود "الهولوكوست" قد اتهمت جهات يمينية متطرفة بكتابة شعارات الجمعة الماضية على أحد جدران السور الخارجي إلى الشمال من مدخل معسكر ماوتهاوزن تضمنت عبارة باللغة الألمانية تقول "ماذا كان اليهود بالنسبة لآبائنا وهل لمصلحتنا وجود المسلمين..احذروا! الحرب العالمية الثالثة والحرب الصليبية/ من نوع 8 صلبان معكوفة". وأوضح رئيس لجنة ماوتهازن النمساوية فيلي مارنيي أن الأدلة تشير إلى أن كتابة الشعارات على السور الخارجي للمعسكر التذكاري لم تكن من فراغ أو بحالة عفوية بل أعد لها سلفا.. مشيرا إلى ان هذه الشعارات تعكس الطبيعة النازية للجهات اليمينية والمتطرفة التي تقف وراء كتابتها على سور المعسكر من أجل استفزاز مشاعر المسلمين حيث اختارت الكلمات النازية بعناية. من جهته أكد رئيس قسم البوليس في مقاطعة النمسا العليا ألويس ليزل أن التحقيقات القضائية جارية لمعرفة من يقف وراء كتابة الشعارات التحريضية والاستفزازية ضد المسلمين .. لكنه اعترف بأنه من الصعوبة بمكان التوصل إلى الفاعلين . وأشار رئيس لجنة " ماوتهازن " النمساوية إلى أنه سيتم استئجار شركة للتنظيف من أجل إزالة الشعارات وإعادة طلاء السور..لكنه أكد أن اللجنة قامت بطلاء الشعارات النازية باللون الأسود وبات من الصعوبة بمكان قراءتها عن قرب أوبعد .