الهرمونات هى مركبات حيوية تفرزها الغدد الموجودة داخل جسم الإنسان لتقوم بوظائف حيوية متنوعة، وتنشط عادة لتعبر عن ردود الفعل المختلفة التي يصدرها الإنسان نتيجة التأثيرات الخارجية، فهناك هرمون يفرز عند الغضب، وآخر ينشط عند الخوف، وثالث يعمل عند الحب.
وتلعب تلك الهرمونات دوراً مهماً في العمليات الحيوية التى يقوم بها الإنسان، فهناك هرمون التيستيستيرون وهو الذي يظهر صفات الرجل عن صفات المرأة، كما أن هناك هرمون الادرينالين وهو هرمون القلق الذي ينشط في أوقات الاختبارات وغيرها، وكل هرومون له دوره الخاص، وأي خلل أو نقص في هذا الهرمون يؤدى إلى حالة مرضية وربما الموت.
وهناك فائدة جديدة للهرمونات اكتشفها فريق بحث دولي، حيث أظهر أن أحد الهرمونات التي يفرزها الجسم خلال ممارسة الجنس تم استخدامه من أجل صنع دواء قد يساعد الذين يشعرون بالخجل في التغلب علي هذه المشكلة التي تؤثر علي ملايين البشر وتحد من تقدمهم في الحياة.
ويعتقد الباحثون أن هرمون أوكسيتيسون الذي يفرزه الجسم طبيعياً خلال ممارسة الجنس أو عند وضع المرأة لمولودها يساعدها علي توثيق العلاقة مع رضيعها، وقد يستخدم من أجل صنع عقار الحب العجيب الذي بإمكانه مساعدة الخجولين في التغلب علي هذه المشكلة.
وذكرت صحيفة "الدايلي مايل" البريطانية أن باحثين أمريكيين وأوروبيين واستراليين هم الآن في سباق محموم من أجل انتاج الدواء علي مستوي تجاري، لأنه باعتقادهم سوف يساعد في معالجة أمراض التوحد والكآبة والقلق.
وأوضح البروفسور بول زاك من جامعة كاليفورنيا أن الفحوصات أظهرت أن هذا الهرمون يخفض القلق عند الناس ويسهل قيام علاقات اجتماعية بينهم، مضيفاً أن العقار التجريبي الذي صنع من هذا الهرمون أظهر بأنه آمن جداً وليس له أي آثار جانبية ولا يمكن الادمان عليه، وذلك بعد اختباره علي مئات المرضي.
وأضاف ان الجسم يفرز هذا الهرمون خلال مرحلة النشوة الجنسية القصوي ويساعد عنق الرحم علي التوسع خلال الولادة، ويعطي أحياناً للمرأة علي شكل حقن لمساعدتها علي الولادة، وهو يزيد شعور المرء بالرغبة في العطاء والكرم.
دور الهرمونات لا ينتهى
وفي سياق الحديث عن الهرمونات ودورها الريادي في جسم الإنسان، اكتشف باحثون بريطانيون أن المتعاملين فى أسواق المال يجنون مزيداً من المال عندما تكون مستويات إفرازهم لهرمون "التستستيرون" مرتفعة، ربما لأن ما يسمى بالهرمون الذكرى يجعلهم أكثر ثقة وتركيزاً.
وأظهرت الدراسة التى أجروها على متعاملين ذكور أنهم يحققون مكاسب أكبر فى الأيام التى تكون فيها معدلات هذا الهرمون لديهم أعلى، وحذر الباحثون بجامعة كيمبردج من أن الهرمون ربما يساعد فى زيادة تركيز العقل ولكن استمرار زيادة مستويات إفراز الهرمون قد تؤدى للتهور.
وأشار الدكتور جون كوتس رئيس فريق البحث، إلى أن التستستيرون اليومى كان مرتفعاً بدرجة كبيرة فى الأيام التى يحقق فيها المتعاملون مكاسب أكثر من متوسطهم اليومى فى شهر واحد. من جهة أخرى، أكد بحث أجرى مؤخرا أن استخدام هرمون يتكون من الخلايا الدهنية قد يحفز الجهاز التناسلي المتوقف عن العمل.
وأفادت الدراسة بأن حقن الرياضيات اللائى توقفت عندهن الدورة الشهرية بسبب النحافة، بهرمون "ليبتن" مرتين في اليوم يعيد لهن الدورة الشهرية.
وأوضح الفريق الطبي القائم بالبحث أن الحقن بالهرمون قد يمنع أيضا تآكل العظام ويعالج اضطرابات الأكل أو عدم الرغبة في تناول الطعام.
ومن المعروف أن هرمون "ليبتن" يعمل على تنظم شهية الطعام والوزن، كما يخبر المخ بكمية الطاقة الموجودة في الجسم.
وفي نفس الإطار، أفاد أشهر خبير في مكافحة الشيخوخة في أمريكا أن العلاج بهرمونات النمو يستطيع أن يطيل العمر ويعيد الشباب والحيوية للإنسان.
وقال الدكتور ادموند تشاين: "الإنسان يمكنه أن يبلغ 200 عام اذا خضع لعلاج بالهرمونات".
ويرى تشاين أن الشيخوخة مرض مثل أي مرض قد يؤدي في النهاية إلى الموت، لكنه أكد أن هذا المرض يمكن علاجه والشفاء منه بل يمكن الرجوع بسن الشيخوخة إلى الوراء.
وأكد تشاين أنه يستطيع رفع متوسط عمر الانسان الى نحو 200 عام، وأرجاع الحيوية والشباب للشيوخ وكبار السن من خلال علاجهم بهرمونات النمو التي تحسن الأداء السمعي والبصري والحركي للإنسان. وعن كيفية تأثير الهرمونات على عمر الإنسان، أوضح تشاين أن هناك جزءً من الحامض النووي "دي.ان.ايه" يتحكم في عمر الخلايا يسمى "القسيم الطرفي"، وأشار الى أن هذا الجزء يظل طويلا في شباب الانسان ثم يأخذ في الانكماش والقصر كلما كبر في السن.
وقال تشاين: "إن الهرمونات هي التي تبين للحامض النووي اذا ما كان الانسان صغيرا أم كبيرا، مؤكدا أنه يستطيع من خلال علاج مرضى الشيخوخة بهرمون "دي.أتش.اي.أيه" وهرمون استروجين وبروجسترون وغيرها من الهرمونات أن يوحي للحامض النووي بأن الانسان مازال شابا في سن العشرين.