خلال فعاليات المهرجان الدولي الثالث برامج "يوجا" للمرأة العربية وذوي الاحتياجات الخاصة
محيط شريف عبد المنعم
وفاء احمد القاهرة : أعلنت وفاء أحمد، رئيس الاتحاد الفيدرالي الدولي لليوجا للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن وجود برامج خاصة للمرأة العربية والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لأول مرة في المنطقة وذلك في إطار فعاليات المهرجان الدولي الثالث لليوجا، الذي ينظم في مصر والأردن في أواخر الشهر الجاري.
جاء ذلك خلال مؤتمر الإعلان عن فعاليات المهرجان، أمس الاثنين، والذي شارك فيه خبير اليوجا الأمريكي "أنتوني ساداشيفا"، ود. إيهاب رجائي، نائب رئيس قسم بحوث الأطفال بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، وبشير داوود المسئول عن تنظيم المهرجان.
الراحة والانسجام الداخلي
وفي كلمتها أمام المؤتمر قالت خبيرة اليوجا، وفاء أحمد، أن اليوجا هي حالة من الاتزان في الجسد والعقل والروح... في الجسد حيث تعطي الصحة لمن يمارسها من خلال إطلاق مسارات الطاقة في الجسم وتنظيم المجال الكهرومغناطيسي وتنظيم عمل الغدد والأعضاء الداخلية وإعادة توزيع الدهون مما يعطي الإحساس بالراحة الداخلية.
وفي العقل حيث تحسن من طريقة تفكيره وتغير نمط حياته ونظرته للأشياء والمجتمع من حوله من خلال التحكم الذاتي في الانفعالات وجعلها متزنة وزيادة نسب التركيز والإدراك لدى الشخص، وفي الروح حيث تجعل الانسان يحس بالسلام الداخلي والطمأنينة والاتزان ويشعر بقدرة الله من خلال ممارسة العبادات وبالتأمل في الطبيعة والكون وإعجاز الله في خلقه، مؤكدة عدم ارتباط اليوجا بدين معين حيث إن أي شخص يمكن أن يمارسها طالما أنه يؤمن بوجود الله.
وحول فعاليات المهرجان قالت أنه يبدأ يوم 30 مايو الجاري في القاهرة بجوار أهرامات الجيزة ويستمر لمدة يومين يُقام فيهما تأملات وتمارين ومحاضرات تهدف إلى تعريف المشاركين بأهمية اليوجا وإعطاءهم بعض التمارين التي تتناسب مع كل منهم، ثم ينتقل من يوم 1 يونيو حتى 7 يونيو إلى الأردن حيث يشمل جولتين الأولى سياحية في مدينة البترا الأثرية للاستفادة من الطاقة العالية التي تكون موجودة بمثل تلك المناطق التاريخية، والأخرى علاجية عن طريق طمي البحر الميت ونسبة الأكسجين المرتفعة الموجودة بجواره.
وكشفت عن أنه سيتم ولأول مرة عمل برنامج خاص للمرأة العربية يساعدها على الاتزان مع حياتها، حيث إنها تقوم بعدة وظائف في الحياة فهي أم وزوجة وموظفة وربة منزل وكل شيء تقريبا، وعلى الرغم من أنها تستمتع بما تفعله إلا أنها تحتاج بين الحين والآخر إلى أن تتزن مع نفسها ونحن سنساعدها عن طريق برامج معينة لتحقيق هذا الاتزان.
أردفت أن هذا المهرجان سيشهد ولأول مرة أيضا استخدام برامج اليوجا مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع الأكاديميين والمتخصصين في هذا المجال حيث إن اليوجا ليست منعزلة عن نفسها وإنما تعمل إلى جوار الطب لبحث أمثل نتيجة، ونهدف من هذا البرنامج مساعدة هؤلاء الأطفال وذويهم على اكتشاف الطاقات المعطلة بداخل كل طفل، وإلى جانب ذلك فإن اليوجا ترضي في الأطفال حب المعرفة وتدفعهم إلى استكشاف أشياء لم يكن يعرفونها وعمل حركات جديدة كل مرة.
اليوجا وذوي الاحتياجات الخاصة
وحول إمكانية تعامل برامج اليوجا مع ذوي الاحتياجات الخاصة أوضح الدكتور إيهاب رجائي أن مشكلة هؤلاء الأطفال وذويهم هي نسبة الاحباطات العالية الموجودة لديهم، وهذه الإعاقة هي نوع من الابتلاء الذي يعد سنة كونية، ومن المهم أن يسعى الانسان لرفع هذا الابتلاء عن نفسه ليعيش حياة إيجابية وأن يترك أثرا في نفسه وفيمن حوله.
وبتطبيق برامج اليوجا التي تدعوا إلى الاتزان في العقل والنفس والجسد على هؤلاء الأطفال ستتحول حياتهم من الاحباط والحزن إلى طاقة إيجابية، مشيرا إلى أن الاستفادة ستكون أكبر حينما يتم اقتران العلاج باليوجا بالعلاج السلوكي والوظائفي.
وأوضح أنه على الرغم من أن هذا المجال لم يتم التطرق له من قبل، إلا أنها تجربة تستحق الدراسة بالفعل، معربا عن تفائله بأن تساعد اليوجا في التغيير المطلوب في حياة هؤلاء الأطفال وتطوير مسارهم من حزن وإحباط إلى تناغم وحب للحياة.
وأشار إلى أن هذه التجربة ستخضع للبحث العلمي للاستفادة منها قدر الإمكان بعد التحقق جيدا من آثارها السلبية والإيجابية.
حياة صحية ونظيفة
وفي تصريحات خاصة لشبكة الأخبار العربية "محيط" قال الخبير الدولي "أنتوني ساداشيفا" أن اليوجا هي الحياة وتعطي لمن يمارسها العديد من الصفات الجيدة كالطيبة وتجعله لطيفا في التعامل مع الناس وتساعد الفرد على أن يعيش حياة سعيدة، مشيرا إلى أنها تساهم في تخليص الروح البشرية من آلامها وضعفها وتحرير نقاط القوة في جسم الإنسان والتي تكون كامنة وبدون فائدة. أنتوني ساداشيفا
أضاف أن الناس يسعون لأن يكونوا سعداء وأصحاء وذلك من خلال المحافظة على عقولهم وأنفسهم وأجسادهم، واليوجا هي النظام الذي يفعل كل هذه الأشياء مرة واحدة حيث تعمل على التخفيف من الضغوط النفسية والجسدية التي يعاني منها الكثيرين، وتعمل أيضا على تليين المفاصل والعضلات وباقي أعضاء الجسد الأخرى إضافة إلى تنشيط الدورة الدموية وجعل القلب والعقل في حالة استرخاء تعطي للانسان السعادة التي يبحث عنها.
وأوضح أن اليوجا ليست شيئا بعيدا أو أجنبيا ولكنها هي الطريقة النظيفة والصحية للحياة وهي التي تساعد الإنسان على أن يحقق السلام بداخله في وقت مليء بالضغوط،. ووجه "سداداشيفا" الدعوة للجميع بأن يؤمنوا بأنفسهم وأن يكونوا إيجابيين ويفتحوا قلوبهم للحياة وأن يكتشفوا الأشياء الجيدة بداخلهم من خلال تمارين اليوجا المختلفة، مؤكدا إن الفرد هو الذي يملك إسعاد نفسه وإسعاد من حوله.