الغاز وزيت الطعام بديلان للسولار والحمير بديلة للسيارات محيط شيماء نور غزة : لجأ سائقو غزة إلى إبتكارات جديدة تمكنهم من مواجهة قلة الوقود الناتجة عن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة من جهة ورفض شركات توزيع الوقود في قطاع غزة ولليوم الخامس على التوالي إستلام أية كميات وقود من الجانب الاسرائيلي من جهة أخرى . وتشهد حركة السير يوماً بعد الآخر تراجعاً ملحوظاً في شوارع قطاع غزة ، منذرة بتوقف شبه كلي، وآصر الآلاف من أصحاب المركبات الخاصة على ركنها جانباً بعد أن عجزوا عن توفير وقود لها منذ بدء أزمة الوقود قبل نحو شهرين. وقد أضطر البعض لتحويل محركات سياراتهم إلى الغاز المنزلي ليتمكنوا من مواصلة عملهم وضمان قوت أولادهم في ظل أزمة الحصار الخانقة ، بينما أستخدم البعض الأخر زيت الطعام ، مطالبين أدراج هذه الاختراعات ضمن موسوعة " جينتس " . زيت الذرة بديل سيارات غزة تحترق فقد استبدل عدد من ملاك السيارات العمومية في قطاع غزة والتي تستخدم السولار لتشغيل موتورها ، الآن بزيت الذرة أو الصويا وعباد الشمس بعد مزجه بكمية قليلة من السولار أو الكاز الأبيض، بسبب شح الوقود الأول جراء الحصار الإسرائيلي المفروض علي غزة. وقد أكد عدد من ملاك هذه المركبات أنهم يديرون الآن عرباتهم المخصصة لنقل الركاب بين مدن القطاع بواسطة مزج زيت الذرة المستخدم في الطعام ، بقليل من السولار أو الكاز الأبيض وكلاهما أصبح يباع الآن في السوق السوداء بأسعار مرتفعة جداً ، وذلك وفقاًً لما ورد في جريدة " القدس العربي " . وذكر محمد الجمل أحد ملاك المركبات العمومية أنه سار إلى هذا الخيار بعد أن أستشار أحد ملاك ورش تصليح السيارات الكبيرة ، وبعد أن رأي زملاءه يعملون بنفس الطريقة. التجار يستغلون الفرصة لكن الغريب في هذا الأمر هو رفع التجار الكبار أسعار بيع زيوت الطعام ، بعد معرفتهم بسر الاستهلاك الذي أدي الي زيادة الطلب علي المنتج علي غير العادة. وقال السائق الجمل :" إنه اشتري في اليوم الأول لتر زيت الطعام بنحو ستة شيقل ، لكنه اضطر لشراء نفس المنتج بعد يومين بعشرة شيقل ". وعلى الرغم من سير المركبات بالوقود الجديد الا أن أصحاب ورش التصليح يؤكدون ان عملها بهذه الطريقة يعرض موتورها للتلف بشكل مفاجئ. أصحاب السيارات ينافسون السائقين وتنتشر بشكل كبير مهنة العمل كسائق سيارة أجرة وهو ما دفع السائقين إلى القول :" إنه لا يوجد لهم بديل لضمان أستمرارهم في العمل ، خاصة وأن غالبيتهم من أصحاب الأسر الكبيرة ". وأجبرت الأحوال الاقتصادية السيئة التي يعيشها القطاع ملاك المركبات الخاصة التي تعمل بالبنزين علي تحويلها إلى عربات أجرة بعد آن بدلوا وقود البنزين الذي يدير الموتور بالغاز المنزلي قليل التكلفة . عربات الحمير أصبحت بديل الحمير تحل محل السيارات ولا تكفي السيارات التي تعمل بزيت الطعام، ولا التي تعمل بالغاز المنزلي حاجة المواطنين، وهو ما دفع ببعض أصحاب العربات التي تجرها الحمير والأحصنة إلى التفكير جدياً باستخدامها بشكل واسع في نقل الركاب. وقال أحدهم :" إنه سيضع فرشاً من القش والإسفنج على اللوح الخشبي لعربته لجلوس الركاب ، متوقعاً أن يبدأ عمله خلال الأيام القليلة القادمة في ظل توقف معظم السيارات عن العمل. وبحسب اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار فقد بينت أن تقليص اسرائيل لكميات الوقود تسبب بتوقف أكثر من 85% من وسائل النقل الخاصة العمومية ، متوقعة أن تتوقف الباقية خلال يومين . وأشارت اللجنة أيضاً إلى أن 60% من سيارات الإسعاف إلى جانب 75% من سيارات ومعدات البلديات توقفت لنفس السبب .