يضطر جميل القصير (45 عاما) من سكان حي التنور في رفح جنوبي قطاع غزة إلى أن ينبه أولاده مبكرا للذهاب إلى المدرسة سيرا على الأقدام بعدما توقفت المركبات التي تقلهم إلى المدرسة بسبب النقص الحاد في كميات الوقود التي تصل إلى قطاع غزة. لجميل القصير خمسة أبناء في المدارس يسيرون لمسافة نصف ساعة ذهابا وأخرى إيابا من المدرسة بعدما كانوا يقصدونها بواسطة حافلات صغيرة مقابل نصف شيكل اسرائيلي لكل شخص منهم يقول القصير لا خيار لنا إلا كذلك. الحياة كلها مهددة بالتوقف بعد إغلاق محطات الوقود والنقص في المحروقات في القطاع بدت حركة المركبات بطيئة للغاية إلا في إطار ضيق ومحدود بعدما توقف غالبيتها عن السير بفعل النقص الحاد في كميات الوقود الواصلة إلى القطاع. تنفيذا لقرار محكمة إسرائيلية في إطار سياسة تضييق الخناق والحصار على قطاع غزة على أن تليه خطوات تصعيديه أخرى قد تطال إمدادات الكهرباء وغيرها. بصعوبة بالغة يستطيع سكان غزة التنقل من مدينة إلى أخرى أو من منطقة إلى أخرى داخل المدينة الواحدة بينما أغلقت غالبية محطات الوقود أبوابها واعتذرت للزبائن عن عدم قدرتها على تلبية احتياجاتهم. يقول يوسف بهلول رئيس مجلس إدارة شركة بهلول للغاز والبترول وهي اكبر الشركات العاملة في القطاع 'لا يوجد لدينا اي نوع من المحروقات ولكن الغاز المنزلي موجود بما يكفي لشهر واحد'. بهلول الذي يعد من أوائل المستوردين والعاملين في هذا الحقل في القطاع جلس على باب احد محطاته لبيع الوقود في القطاع يستمتع بأشعة الشمس بينما يشير بين الحين والآخر الى مئات السيارات التي تقصد محطته أن لا وقود بها. في القطاع اضطر الكثير من الناس وأمام قسوة الحصار إلى تبديل أولوياتهم إلى الحد الأدنى منها. فالنساء يقصدن الأسواق سيرا على الأقدام والطالب كذلك إلى مدرسته بينما بصعوبة بالغة يتوجه طلبة الجامعات إلى مقاعدهم الدراسية. وآخرون يضطرون إلى استبدال السيارات بركوب عربات الكارلولا في تنقلاتهم الداخلية يقابلها استخدام كبير للدراجات الهوائية. ووفقا لمصادر جمعية أصحاب جمعية شركات البترول والغاز ومحطات الوقود ومشتقاته في قطاع غزة فقد رفض أعضاؤها استلام كميات المحروقات والغاز وذلك نظرا لفرض تقليص جديد على حجم تلك الكميات من قبل شركة دور ألون الإسرائيلية الموردة. لان الشركة الموردة أبلغت الجمعية بتقليص الكميات الواردة للقطاع إلى 90000 لتر يوميا من السولار، 25000 لتر من البنزين و 100 طن من الغاز المنزلي. وحذرت الجمعية من أن استمرار حالة النقص في تدفق الوقود ينذر بكارثة غير مسبوقة على كل مناحي حياة سكان القطاع خاصة تشغيل المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع الحكومي والخاص والأهلي وآبار تشغيل مياه الشرب ومحطات تشغيل الصرف الصحي و تشغيل مراكب الصيادين ومزارع الدواجن في محافظات قطاع غزة كافة. القرار الاسرائيلي تسبب في توقف تام لنحو 100 محطة وقود وغاز أي نحو 70% من جميع محطات الوقود في كل أنحاء القطاع والبالغة 145 محطة والتي أغلقت أبوابها لخلوها من أي كميات من الوقود ويتوقع أن تغلق باقي المحطات ال 45 الأخرى. في قطاع غزة قسوه الحصار تزداد يوميا ومشاهده تتنوع بينما لا يعرف السكان، وغالبيتهم من اللاجئين الفقراء كيف يتدبرون أمرهم!