القاهرة: قرر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر عدم ترشيح أي عالم أزهري لجائزة الدولة للتفوق في الآداب ( أرفع جائزة مصرية )، وذلك اعتراضًا على منح الجائزة لشاعر أثار جدلاً عارمًا، بنشره قصيدة حملت عبارات مسيئة للذات الإلهية. وأكد الشيخ إبراهيم عطا الفيومي أمين عام المجمع ، بحسب جريدة المدينة السعودية، أن قرار رفض الترشيح للجائزة السنوية التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، جاء بإجماع الآراء، كنوع من إبداء الاعتراض على منحها في المرة الأخيرة للشاعر المصري حلمي سالم صاحب قصيدة "شرفة ليلى مراد"، والذي تحدث فيها حديثًا معيبًا عن الذات الإلهية. وتعد قضية قصيدة حلمي سالم المستفزة من القضايا التي شغلت الرأي العام المصري والإسلامي طيلة الشهور الماضية منذ صدورها في مارس الماضي. وقد أدت المعاني الخارجة التي وردت بالقصيدة إلى ملاحقة سالم قضائياً حيث تقدم عدد من العلماء، على رأسهم الشيخ يوسف البدري، ببلاغ إلى النائب العام في إبريل الماضي، ضد حلمي سالم، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، رئيس تحرير مجلة " إبداع"، اتهمهما فيه بنشر الكفر والإلحاد، في كتب تصدر عن وزارة الثقافة المصرية. ودعم الأزهر اعتراض المدعين وقتها بتقرير قدمه إلى المحكمة أشار فيه أن القصيدة تضمنت كفرًا وزندقة ومساسًا بالذات الإلهية، وأضاف أن ما ورد بالقصيدة لا علاقة له بالإبداع، من قريب أو بعيد ، واتهم مجمع البحوث الإسلامية الشاعر حلمي سالم بالإلحاد، وذلك بسبب نعته الله عز وجل بتلك الأوصاف المسيئة لذاته جل وعلا. ومن المقرر أن تنظر المحكمة في الدعوى خلال الأيام القليلة المقبلة والتي جاء فيها أن حرية الإبداع لا تُخول لكل من هب ودب الخوض في المحرمات، والتعدي على الذات الإلهية، وأن الإبداع الجيد والراقي لا يتصادم مع الدين أما الإبداع المبتذل فهو الذي يتصادم مع الأديان والأعراف والتقاليد. كما ينظر القضاء المصري حاليًا دعوى مقامة من المحامي المصري نبيه الوحش ضد وزير الثقافة فاروق حسني للسبب ذاته، اعتبر فيها منح الجائزة للشاعر المذكور " يُعد استفزازًا لمشاعر الناس، وإثارةً لغضبهم وشكوكهم، حول الدور الذي تلعبه وزارة الثقافة". الغريب في الأمر أن وزير الثقافة المصري كان قد اعتبر من قبل أن ما جاء في القصيدة يمثل خروجًا على الدين والقيم والأعراف والمجتمع، ووجّه تحذيرًا شديد اللهجة، بوقف إصدار المجلة نهائيًّا ، ومع ذلك منح المجلس الأعلى للثقافة جائزته لسالم، وتجاهل 24 مرشحًا آخرين، بزعم مواجهة موجة الانتقاد " التطرف " ضد سالم. وعلى الرغم من رفض الأزهر ترشيح علمائه لجائزة الدولة في الآداب إلا أن مجمع البحوث الإسلامية وافق على ترشيح أربعة من أعضائه، لجائزة الرئيس مبارك للآداب والعلوم الاجتماعية، حيث تم ترشيح الدكتور طه أبو كريشة لجائزة مبارك في الآداب، أما في العلوم الاجتماعية ؛ فتم ترشيح كل من الدكتور موسى شاهين، والدكتور صوفي أبو طالب، والدكتور رجائي عطية.