الكويت: قال خبير متخصص في المعادن الثمينة إن الذهب بدأ يشهد ارتفاعاً غير مسبوق بعد أن كان مستقراً في الأونة الأخيرة بسبب الأحداث الجارية في الشرق الأوسط واستمرار ضعف الدولار مقابل العملات الرئيسية. وأضاف رجب حامد، مدير قسم السبائك في شركة مجوهرات الزمردة لوكالة الانباء الكويتية "كونا" أن عدم الاستقرار في أسواق المال العربية بسبب الاحداث الجارية أدى إلى ضغط على سعر الذهب منذ الاسبوع الماضي، حيث رصدت بعض المؤشرات العالمية وجود عمليات شراء ملحوظة من قبل بعض المستثمرين في الشرق الاوسط. وأوضح حامد أن العامل الثاني لصعود الذهب إلى مستوي ال1400 دولار للاونصة في البورصات الاوروبية اليوم هو استمرار ضعف سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية بحيث اصبحت الكلمة المتداولة بين المستثمرين اليوم هي "بع العملة الخضراء واشتر المعدن الاصفر" دلالة على تزايد الاقبال على الذهب كملاذ امن للمستثمرين. وفي نفس السياق، قال جيمس مور، المحلل الاقتصادي في شركة ذابيليون ديسك البريطانية المتخصص في أسواق المعادن:" إن الأحداث التي يشهدها الشرق الأوسط أوجدت نوعا من الخوف لدى المستثمرين في بورصة لندن الذين كثفوا الصفقات على الذهب اليوم لتصل سعر الاونصة الواحدة الى 1398 دولارا امريكيا. وأضاف مور في تصريح أوردته شبكة "بلومبرج" للاخبار الاقتصادية أن السعر الذي يشهده الذهب اليوم في بورصة لندن هو الاعلى منذ الرابع من يناير/كانون الثاني الماضي ما يدلل بشكل واضح ان هناك تزايدا في الطلب على المعدن الاصفر من قبل المستثمرين بعد الاحداث الاخيرة في الشرق الاوسط حيث استمر الارتفاع في سعر الاونصة لليوم السادس على التوالي. وأوضح أن أسعار الفضة أيضاً قفزت بشكل غير مسبوق اليوم لتصل الى اعلى سعر لها منذ اكثر من 30 عاما حيث بلغ سعر الاونصة 33.4 دولار امريكي في بورصة لندن اليوم وهو الاعلى له منذ عام 1980. ولفت إلى أن سعر البلاديوم أيضاً شهد ارتفاعاً كبيراً ليصل إلى 859 دولارا للاونصة تقريبا وهو الارتفاع الذي لم يشهده هذا المعدن منذ عام 2001. من جانبه قال المحلل الاقتصادي في شركة "كي ايه بي" الكورية الجنوبية المتخصصة في اسواق المال ل "بلومبرج" انه يتوقع ان ترتفع اونصة الذهب والفضة والبلاديوم في القريب العاجل "ما لم تستقر اوضاع الاسواق في الشرق الاوسط"، مضيفا انا استبعد ان ارى الذهب عند مستوى 1500 دولار للاونصة الواحدة في الشهر المقبل. يذكر أن الذهب وصل إلى 1431 دولارا امريكيا للاونصة الواحدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي في اكبر ارتفاع له منذ حوالي عشرين عاما بعد التضخم الذي شهدته بعض الدول الصناعية الكبرى بسبب انخفاض الدولار الامريكي واليورو بعد ازمة الديون الاوروبية التي عصفت باليونان وايرلندا اواخر العام الماضي.