"الأرض" تحوي لوحات سامية الجوهري التجريدية محيط - رهام محمود تستضيف قاعة "الأرض" بساقية عبدالمنعم الصاوي معرض الفنانة سامية مرسي الجوهري التي تعرض تجربتها الجديدة تحت عنوان "أشكال وألوان"، تعبر فيها عن الحرية في لوحات تجريدية. يضم المعرض نحو 51 لوحة، حيث استخدمت الفنانة الألوان الأكليريك وأحيانا الألوان الزيتية على ورق الكانسون بخلاف لوحتان على توال. تعمل الجوهري بسكينة اللون بخبطات سريعة وعنيفة على أسطح اللوحات معتمده على انسجام اللون والتوافق فيما بين الغامق والفاتح، فتظهر تلك المساحات اللونية في بعض اللوحات وكأنها امرأة تفرد شعرها ليتطاير في حرية وانطلاق، ولم تحدد إطار اللوحة ببرواز أو فريم، فتترك مساحات بيضاء حولها وتضع فيما فوقها تلك المساحات اللونية الزاهية، كما أنها فضلت أن تستخدم للوحاتها برواز أبيض ليوضع أيضا على حائط أبيض اللون؛ كي يريح العين، حيث تقول الفنانة أنها تشعر في ذلك بإختلاف عن العادي والمألوف في أغلب المعارض التشكيلية بمصر. لم تدرس الفنانة الفن في كليات الفنون أو تتتلمذ على يد أحد الفنانين الكبار، بل درست العمارة وحصلت على بكالوريوس هندسة معمارية من جامعة عين شمس، كما حصلت على ماجيستير في العمارة من جامعة لندن، ودكتوراة في العمارة من جامعة عين شمس، ولكنها درست الفن كمشاهدة، حيث أنها ارتادت الكثير من المتاحف في دول مختلفة، وشاهدت العديد من المعارض في بلدان العالم المختلفة، وبالتالي فقد تعرضت للنقد من بعض الفنانين التشكيليين عن تلك المساحات البيضاء التي تحوط لوحاتها، وكان بحسب قولهم يجب أن تقطع هذه المساحات البيضاء بألوان أخرى، ولكن الفنانة تراها ضرورية جدا بداخل العمل، كما أنها رأت أعمالا بالخارج بها تلك المساحات البيضاء الكبيرة، وتقول "أنا تعرضت للنقد من بعض الفنانين المصريين عن هذه المساحات البيضاء التي استخدمها في لوحاتي وأنا لم أرى مثل ذلك في الجاليريهات المصرية، لكنها موجودة عالميا، فالفنان العالمي بيكاسو كان يستخدمها أحيانا في لوحاته، وكذلك الفنانون الكسندر كالدر وجون ميرو". وعن العلاقة فيما بين الفن التشكيلي والعمارة تقول الفنانة: "أنا أرى أن العمارة قريبة جدا من الفن التشكيلي، فعندما قالوا أن العمارة أم الفنون لم يخطأوا، فالمعماري يرسم المبنى من الداخل والخارج، ولابد أن يمتلك المعماري حس فني عال كي يضبط المبنى من الداخل، فكيف يتقنه لو لم يكن عنده تذوق فني؟!، كما أن المعماريون يدرسون الفن في دراساتهم، ويتذوقون الفن جيدا، ويمارسونه في كلياتهم، فالفن جزء من عمل المعماري، وتذوقه له جزء من عمله أيضا، كما أن المعماري لابد أن يتعامل مع الفنانين دائما؛ كي يظهر ويجمل المبنى بلوحات ومنحوتات، والفرق بين الفنان والمعماري هو أنه عندما يشاهد المتلقي لوحة لفنان لابد أن يشاهدها بداخل معرض، لكن المعماري عندما يرسم مبنى ويبدأ في تنفيذه فهو يضعه في الشارع، فهو لم يحتاج أن يدعو أشخاص لمشاهدته، بل الناس تراه طبيعي في الشارع، وأن أقصد بذلك أن المعماري الشاطر لابد أن يكون فنانا، وممارسته للفن ترقى بحسه المعماري والفني". تضيف الفنانة: "أنا تجربتي تجريدية وهي أنني أعبر عن رؤيتي لما يدور في خيالي على الورق، ففي رسوماتي لم أضع شيء أمامي كي ارسمه، فالفنان المعماري يتمتع بخيال واسع؛ لأنه يتخيل المباني ويرسمها، ولذلك فأنا لم أرى أي فصل بين المعماري والفن". تعبر الفنانة سامية الجوهري في هذه التجربة عن حرية الفنان والأشكال، فارادت بذلك أن تكسر القواعد حيث أن الفنان مبدع لا يجب أن يتبع أو يتقيد بقاعدة معينه في الفن، فعندما يشعر المتلقي بعمل فني أيا كان اتجاهه أو اسلوبه فيكون الفنان إذا حقق رسالته في الفن، بأنه يسعد من يراه. من الملاحظ بالأعمال عدم استخدام الفنانة للون الأسود، وهذا ما يجعل أعمالها مبهجة، فألوانها صريحة وواضحة، ذات سمك أحيانا، فسحبات سكينة اللون تجعله يكون سميك في بعض الأحيان ومسطح في أحيانا أخرى؛ ولذلك فضلت الفنانة أن تطلق على المعرض عنوان "أشكال وألوان"، بدلا من "الحرية" الذي كان الأختيار الثاني للجوهري كمسمى للمعرض، فبحسب قولها "أنا أحب أن الخطوط تكون حرة ومنتلقة وعفوية وعلى سجيتها