كلنا بحاجة ماسة للسعادة وهي فنانة أحبت الطبيعة وورودها, وصاغتها في لوحاتها بروح صادقة, وبألوان مبهجة ممتزجة بإحساسها المرهف, هي الفنانة فوزية حواس التي تقيم معرضها التاسع الأخير في القاعة الرئيسية للفنون التشكيلية بدار الأوبرا المصرية.
رهام محمود
ضم المعرض الذي يصل عدد لوحاته لأربعة وخمسين لوحة زيتية ورودا بأشكال مختلفة, ومناظر طبيعية من شتى بقاع الأرض, بالأخص الطبيعة المصرية بمعالمها ومشاهدها الجميلة, وهو حصيلة ثلاثة أعوام.
تتلمذت الفنانة فوزية حواس على يد الفنان الدكتور مصطفى الرزاز لمدة ستة عشر عاما وحتى الآن, هي وعشرون فنانة أخرى يتعلمون بمرسمه, منهم من تقيم معارض خاصة, أو من تشارك بلوحاتها في معارض جماعية, كما سافرو "العشرون" من مرسمه لعدد من المحافظات ليتعرفوا على جمالياتها ويقوموا برسمها.
تخرج الفنانة للطبيعة وتستقطب ما جميل بها, أو تأخذ أسكتش سريع من الطبيعة, ثم ترجع لمرسمها وتختزل ما تشبعت به من مناظر على اللوحة, فهي ذهبت أسون, سيوة, الفيوم, مرسى مطروح, وفي الخارج كان لفرنسا وإنجلترا, وأمريكا نصيبا من إبداعاتها.
شاهدنا مراكب الصيد بلوحاتها, ورسمت الأحجار والآثار القديمة من أسوان, ومتحف أبو سمبل, والكرنك, كما كان للنيل و مراكبه وضعا مميزا لدى للفنانة, فهي ترسم النيل وخصوصا في فصل الصيف.
صورت الورود بأحجام صغيرة وأخرى كبيرة جدا تبهر من تسقط عليه عينه, بألوانها وأشكالها وأنواعها الجميلة والمختلفة, وكذلك أشجارها المميزة. رسمت الصبار بكل أنواعه, وأقامت له معرضا خاصا به, فمنه المستدير, والمستطيل, وذات الطول, وكل منه له زهرة معينة تنفرد بشكل جميل, فالفنانة لم تترك نوعا من الصبار إلا وصورته.
أما الريف فرسمته في أوقات مختلفة, كجني القطن, والبلح, فلم يفوتها أي حصاد في الفيوم, فهي تذهب هناك لكي تشاهد المحاصيل أثناء الحصاد, فكانت تصور هذه اللحظات والفلاحات وهن يجنون القطن, وكذلك مواسم الفاكهة التي سجلتها بلوحاتها.
تقول الفنانة: "أنا أرسم كل ما تراه عيني جميلا, أنقله مباشرا على لوحاتي, أو أتخيله من جديد, جذبتني كثيرا الزهور بأمريكا, وبخاصة التي تزرع خارج وحول الفنادق, كنت أأخذ لها أسكتش في أي ورقة أمامي, وعندما أعود مصر أقوم برسمها في مرسمي, وكذلك الورود المصرية التي احتلت أغلب لوحاتي, وأنا أفضل زهرة عباد الشمس, والوردة البلدي.
تعجبني لوحات النيل والمراكب كثيرا, وهي المفضلة عندي, وكذلك النخيل, وأيام جني البلح في الصيف, فكل شيء في الطبيعة المصرية يجذبني؛ ولذلك فأنا أختار موضوع مختلف من الطبيعة بكل معرض.
بالنسبة للجمهور يدهشني قلة الإقبال على الشراء؛ وذلك بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة, فالاحتياجات الأساسية أهم عندهم من شراء لوحة, فاهتمام المصريين بالفن قل كثيرا عن أيام زمان, فأنا لا أجد بالمعرض سوى من تصله دعوته, يمكن بسبب كثرة الفنانين أم تعدد القاعات, فالكبار هم من يظهرون فقط.
يقول عنها الناقد كمال الجويلي رئيس الجمعية المصرية للنقاد: "ألوانك دافئة.. لمسات الضوء عندك تعطى المشهد حيوية فائقة "النور" يتخلل كل عناصر العمل.. بانوراما المعرض "ربيع" ينسي المشاهد كل متاعبه, وينسى الجميع متاعبهم.. أوتار الطبيعة غناء باللون.. يعمق الذاكرة البصرية".