الرياض: أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم على أن حاجة المرء في هذه الحياة تأخذه إلى الخوض في غمارها وتجبره على مخالطة بني جنسه وأنه كادح إلى ربه كدحًا وملاقيه وهو في ذلك إنما يلاقي حلو الحياة فيهنأ فيها أو أن يلسع بلهيب مرّها فيتكدّر وهو يتجرّعها. وأضاف الشريم ، بحسب جريدة " المدينة " السعودية ، ان ذلك كله يوجب عليه أن يصبر عليها وهو بذلك يكون خير ممن زوى نفسه وقضى عليها بالعزلة وذلك في زاوية ضيقة خسيسة لا يرى فيها إلا نفسه ليبتعد بها عن مكابدة الحياة ومخالطة أهلها، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الذي يخالط الناس خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم). وبيّن إمام وخطيب المسجد الحرام أن المرء يخالط الناس إما في بيته أو عمله أو سوقه ولا تكون سمات المخالطين له على حدّ سواء وانما يمثلون امامه على ثلاثة أصناف فالأول صنف مادح له والثاني قادح له أما الثالث فناصح له وخير هذه الثلاثة آخرها. وأوضح أن المدح هو سلاح خطير ومحكّ دقيق في عفة اللسان وحسن القصد وغالبا ما يؤدي بالممدوح الى الغرور والبطر وبالمادح الى المبالغة والتصنّع والاغراء والنفاق لأن من نظر الى صاحبه بعين الرضى في كل شيء كلّت عينه عن عيوبه وربما اشتد الافراط به في المدح حتى يصبح سلما في المادح عند الممدوح لبلوغ مأرب وينوي فيكثر مدحه ويقلّ صدقه ويحسن لسانه ويخيب قلبه.