بغداد: حذرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية أن الاقليات العرقية التي تعيش في الشمال العراقي تواجه كارثة انسانية نتيجة الصراع الدائر بين العرب والأكراد للسيطرة على عدة مناطق مهمة في محافظتي كركوك ونينوى. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن المنظمة الأمريكية إن اليزيديين والشبك والمسيحيين يتعرضون لهجمات يشنها عليهم "المتطرفون" والى "مضايقات" على أيدي القوات الكردية. ودعت المنظمة السلطات الكردية في الشمال والحكومة العراقية المركزية ببغداد الى ضمان سلامة هذه الاقليات. وركز تقرير "هيومان رايتس ووتش" النظر على محافظة نينوى الواقعة إلى الجنوب الغربي من منطقة الحكم الذاتي الكردية شمالي العراق، وهي محافظة تتصف بالتنوع الاثني . وأضاف التقرير: "حكومة اقليم كردستان قدمت الحوافز المادية وغيرها للاقليات من اجل الفوز بدعمها، وفي نفس الوقت استخدمت اجراءات تعسفية بحق هذه الاقليات من اعتقالات كيفية وترهيب وعنف في مسعى لضبطها". وأشار التقرير إلى أن العناصر الاكثر تطرفا في الحركة المسلحة السنية الناشطة في نينوى تصف الاقليات بأنها تجمعات "للصليبيين والكفار." وفي معرض تطرقه للاعتداءات التي استهدفت المسيحيين، قال التقرير إنه في اواخر عام 2008 ادت "حملة اغتيالات وعنف ممنهجة ومدبرة" الى مقتل 40 كلدوآشوري وتهجير اكثر من 12 الف من مساكنهم في الموصل. وقال جو ستورك نائب مدير شؤون الشرق الاوسط في هيومان رايتس ووتش "إن اليزيديين والمسيحيين والشبك العراقيين قد عانوا الامرين منذ عام 2003، ولذا فعلى السلطات العراقية العربية منها والكردية الحد من التجاوزات التي تقوم بها قوات الامن والمتطرفين وغيرهم لارسال رسالة مفادها انه من غير الوارد الاعتداء على الاقليات دون وازع". ودعت المنظمة "حكومة كردستان" الى تعديل دستورها من اجل ان يتم الاعتراف بالشبك واليزيديين "كمجموعات اثنية وان تكف فورا عن اعمال الاحتجاز التعسفي بحق النشطاء من الاقليات وان تكف عن قمع المنظمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي تعارض السياسات الكردستانية في المناطق المتنازع عليها". من جانبها، اتهمت "حكومة اقليم كردستان" التقرير بالتحيز، الا انها وعدت بالنظر في كل التهم الواردة فيه.