- مصري يبتكر طرق تنمية وفلسطيني يواجه الاستيطان وسوري يعالج الأورام كثير من المبدعين والعلماء والمفكرين العرب, يتعرضون لحالة من تهميش أعمالهم واختراعاتهم وأدوارهم في العديد من المجالات, نظرا لعدم وجود منصات تكريم في الداخل العربي تبرز ما يقدمونه, فيظهر العالم العربي متخلفا متلقيا فقط ولا يسهم بتنمية أحوال البشرية حول العالم . احتفت "تكريم" في باريس ب 8 منجزين عرب أبدعوا في مجال عملهم، وتقدمهم المصري سامح سيف غالي الذي فاز بجائزة التنمية البيئية المستدامة, وندوه القرغولي من العراق عن فئة الخدمات الإنسانية والمدنية, وأمين قسيس من سوريا، عن فئة الإبداع العلمي والتكنولوجي, جهاد شجاعية من فلسطين عن فئة الابتكار في مجال التعليم, جورج طرابيشي – سوريا، عن فئة الإبداع الثقافي, وهناء إدوار من العراق عن فئة امرأة العام العربية, وخالد السبعاوي من فلسطين عن فئة المبادرين الشباب, وجورج الترس من لبنان عن فئة القيادة البارزة للأعمال, أما جائزة إنجازات العمر، وهي جائزة تقديرية تُقدم لشخصيات رائدة تميّزت بروح قيادية، كان لها بصمة خاصة وتأثير بالغ في المجتمع، فقد مُنحت، غيابياً، إلى الراحلة علياء رياض الصلح ابنه أول رئيس حكومة لبنانية بعد الاستقلال "رياض الصلح" . اختيار الفائزين تمّ خلال اجتماع المجلس التحكيمي لمبادرة "تكريم"، بعد دراسة ملفّات المرشحين، التي تقدّم بها المجلس الاختياري التابع للمبادرة أيضاً. وقد ضمّت اللجنة الحاكمة لهذا العام الشخصيات العربية والعالمية التالية: الشيخة مي الخليفة، الشيخة بولا الصباح، د. نهى الحجيلان، ومستشار ملك المغرب أندريه أزولاي، د. حنان عشراوي، د. الأخضر الإبراهيمي، البروفسور آلان كاربنتييه، الصناعي كارلوس غصن، الروائي مارك ليفي، الدكتورة ليلى شرف، رجل الأعمال رجا صيداوي، و محمد منصور. هذا ما راعته مبادرة "تكريم" العربية, في فعالياتها الرابعة بالعاصمة الفرنسية "باريس"؛ لتأخذ طريق تكوين منبر عالمي يواجه الفاعليات العالمية لتكريم العلماء والمبدعين والمكتشفين العرب, الذي لا يحالفهم الحظ في التكريم عبر الجوائز العالمية مثل "نوبل" التي أحيانا تتعامل بنوع من العنصرية مع المبدعين العرب. ومن بلدان كمصر وسورياولبنان والمغرب والخليج والسودان واليمن , خرجت إسهامات كبيرة , ولكن استحكام التسيس والعنصرية, أحبط هؤلاء المفكرين والمبدعين, وهنا كان لابد من إيجاد ملتق جديد يكون عربيا ومتصل بالعالم الخارجي, يكون محطة تفريغ لأعمال المبدعين والعلماء العرب , بعد 3 فاعليات في الأعوام الثلاثة الماضية في بيروت والدوحة والمنامة؛ ليحقق نجاحا عالميا في خضم ما يحدث في الدول العربية من ثورات دامية وحروب؛ ليكون تكريما لباقة جديدة من المبدعين العرب لعام 2013. مؤسس مبادرة "تكريم" المفكر اللبناني ريكاردو كرم، أكد خلال حفل الختام على أنه رغم الأزمات العالمية والعربية والركود الاقتصادي الحاد، وعدم توصل أي من الثورات العربية إلى أهدافها، والإحباط الذي يعتري شباب المنطقة، "نحن اليوم نحتفل ونحتضن النجاحات العربية الباعثة لنهضة حديثة. هدفنا هو الارتقاء بعالمنا العربي حيث التفوق في مختلف المجالات", وتابع: "هكذا نريد عالمنا، عالماً يعانق الإبداع وحرية الفكر وحقوق الإنسان وروح المبادرة والمساواة وتحفيز الشباب". إبداعات جديدة قدمت من الفائزين ب"تكريم", المصري د. سامح سيف غالي الذي فاز بجائزة التنمية البيئية المستدامة, وهو ناشط في مجال التنمية الشاملة منذ 23 عاماً، ولطالما شغلته السبل التكنولوجية لحل المشاكل البيئية والصحية الأكثر إلحاحاً في مصر, ومن خلال مؤسسته الخاصة "معاً للتنمية والبيئة"، عمل على تحسين الحياة في القرى النائية، كما قام باستحداث أنظمة للصرف الصحي غير تقليدية وبتكلفة منخفضة. أما جائزة المبادرين الشباب, فحصل عليها الفلسطيني "خالد السبعاوي", صاحب القائم على أحد المؤسسات الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، والتي نجحت في وضع وتركيب أول نظام للطاقة الجوفية الحرارية في فلسطين والمنطقة., بالإضافة إلى تأسيسه مبادرة "طابو" لمواجهة الزحف الاستيطاني، والتي سمحت للفلسطينيين من جميع أنحاء العالم، بتملّك قطعة أرض في فلسطين من خلال الإنترنت. أما جائزة "تكريم" للإبداع العلمي والتكنولوجي مٌنحت للسوري أمين قسيس, وهو بروفيسور في قسم الأشعّة التشخيصية في كلية الطب في جامعة هارفر، ومدير قسم العلاج البيولوجي التجريبي النووي والطب النووي في مستشفى "بريجهام والنساء" في بوسطن. ترأس أبحاث ومشاريع تهدف إلى تدارك الانعكاسات السلبية للإشعاعات، اختراع مواد مشعّة جديدة لتصوير وعلاج الأورام السرطانية الصلبة، وتحليل الدم للكشف عنها وعن أمراض أخرى. وجائزة "تكريم" للإبداع الثقافي مٌنحت للسوري جورج طرابيشي, وهو مفكر وكاتب وناقد ومترجم. تميَّز بوفرة الكتب العالمية التي قام بترجمتها إلى اللغة العربية، لتفوق المئة كتاب في الفلسفة والإيديولوجيا والفرويدية. كان سبّاقاً إلى تطبيق مناهج التحليل النفسي في نقد الرواية، وكان بارزاً انتقاله عبر الفكر القومي والوجودية والماركسية والفرويدية، لينصرف بعدها إلى الدراسات التراثية العربية الإسلامية. فيما فازت العراقية "هناء ادوارد" بجائزة "تكريم" لامرأة العام العربية , وهي ناشطة في حقوق الإنسان والمرأة والديمقراطية لأكثر من أربعين عاماً. قادت حملات عدّة في سبيل تحسين الحياة المعيشية للشعب العراقي، المساواة بين الرجل والمرأة، مواجهة العنف ضد المرأة وتعزيز دورها السياسي. شريك مؤسس للمبادرة المدنية للحفاظ على الدستور، التي فازت بدعوى قضائية أجبرت البرلمان العراقي على استئناف جلساته في أواخر العام. جائزة "تكريم" للابتكار في مجال التعليم مٌنحت للفلسطيني" جهاد شجاعية" – فلسطين, بعد نجاحه بتأسيس شبكة "شباب بلا حدود" لتبادل دعوات المؤتمرات والتدريبات والمنح الدراسية بين الشباب العربي. فضلا عن مبادرات شبابية ساعدت في محاربة الفقر من خلال استخدام التعليم. جائزة "تكريم" للخدمات الإنسانية والمدنية مٌنحت للعراقية "ندوه القرغولي" التي كرّست أعمالها وحياتها لمساعدة أطفال العراق، لاسيما أولئك الذين مُنيوا بمآسٍ مختلفة جرّاء حروب وفقر وحرمان من التعليم أو نتيجة غياب الأهل, فعمدت من خلال منظمتها، إلى إطلاق وتنفيذ مشاريع اجتماعية، تربوية وطبية من خلال تأمين أطباء وإرساليات واختصاصيين في جراحة القلب أنقذوا حياة أكثر من 6000 طفل حتى الآن.