" خايف محبط غمض عينك و فكر فى " حاجة حلوة" .. .. حاسس أنك مُحاصر بين الطرف و الطرف الآخر .. خايف العمر يطير و يضيع أحلامك و تقول " هو أنا لو مكنتش أتولدت كان فى حاجة هتتغير ؟!!" .. أهلك رسموا طريقك بس مش لاقى نفسك .. مش مهم مؤهلاتك المهم " معاك واسطة ؟ " .. مهما حققتى مهما نجحتى فى نظر المجتمع ناقصة من غير " الرجل " .. مجموعة لقطات حياتية تعكسها لنا الأفلام الروائية القصيرة لواقع ينبض بالألم ." واقع مؤلم .. واقع مكثف.. واقع يبحث عن حل .. الفيلم الروائى القصير فيلم يحمل لك فكرة أو حكاية و يعرضها لك فى شكل مكثف ، حياة بأكملها قد تتلخص فى بضعة دقائق بإبداع شديد، ولكن هذا الفن يعانى من غياب الجمهور و قنوات الترويج ، و أفلام قليلة المحظوظة التى تجد فى اليوتيوب " الإعلام المرئى الجديد " متنفسا للانتشار و النجاح ، فلما يعانى هذا الفن من الإهمال ؟! لنجيب على هذا السؤال رصدنا تجربة صفحة جديدة نشأت فى رحم موقع التواصل الإجتماعى " الفيس بوك " ، لتكون منارة للترويج للأفلام الروائية القصيرة ، و استطاعت صفحة " أفلام مصرية قصيرة مستقلة " فى خلال فترة قليلة " 40 يوم " أن تحصل على إعجاب أكثر من 10 الآلاف شخص ، مما يعد مؤشر ايجابى على أنه رغم زحمة الفنون و لكن سيكون دوما هناك مكان للأفلام القصيرة . تحدث " محيط " مع مدير الصفحة " مودى رؤوف " بالمشاركة مع " محمد تيمور " و " خالد نديم " عن السبب وراء إنشاء الصفحة ، فأجابنا أن الهدف من الصفحة نشر ثقافة الأفلام القصيرة بشكل أوسع و المساهمة فى صنع جيل جديد من صناع الأفلام فى ظل انعدام الفرصة لمن هم خارج " الصحبة و الشللية " المتواجدة على الساحة ، و نشر فكر جديد مختلف عن الموجود . أما عن معاييرهم لاختيار الأفلام المشاركة على الصفحة ، فأكد مدير الصفحة أن السقف مفتوح و لا يوجد معايير أخلاقية أو اجتماعية أو دينية أو غيرها ، فالفيلم هنا يجسد حرية التعبير و كل شخص حر في الفكر الذى يقدمه ، على أن يكون الفيلم قصير " أقل من 30 أو 40 دقيقة " ، و جيد من الناحية التقنية . و عن أكثر الأفلام التى لاقت استحسان الجمهور على الصفحة ، فقال مودى أن الجمهور تفاعل مع الكثير من الأفلام بالإعجاب و التعليق ، مما ساهم فى انتشار تلك الأفلام بشكل ملفت من خلال الصفحة ، كفيلم "ضي" و " سايكيدليك" لبيتر عزيز ، و فيلم "حاجه حلوه" لعبد الله دنيور و فيلم " الكشك" لجهاد عبد الناصر و"هذا الزمان" لرامي الجابري . فيما يخص " الإهمال " الذى يعانى منه هذا الفن قال مدير الصفحة أن هذا يرجع لحداثة انتشار هذا الفن فى مصر، و لأن المنتجين الكبار و الفضائيات التى يقوم عليها رجال الأعمال لا يحبون المخاطرة ، و ضرب مثال بأن باسم يوسف لما فرض نفسه على الانترنت بقوة بدأ التلفزيون بطلبه ، و كذلك فالأفلام الروائية القصيرة تستطيع النهوض بفرض نفسها بقوة على الساحة ، و عبر مودى عن تفائله أن ذلك سيحدث قريبا مع زيادة انتشار الأفلام الروائية القصيرة و المنافسة و ارتفاع المستوى الفنى للأفلام القصيرة التى يصنعها المحترفون و الهواة ، بجانب أن الجمهور ينجذب دوما لكل ما هو جديد . و تابع أن القصر و التكثيف من مزايا الفيلم القصير ، فلا يحتاج المرء أن يتفرغ ساعتان لرؤيته مما يعد من عوامل جذب الفيلم ، أما عن الطابع المأساوى الذى يفرض نفسه على هذا الفن بقوة فقال مدير الصفحة أن هذا تأثير طبيعى للواقع المأساوى الذى نعايشه . أما عن السبب وراء انتشار الأفلام الروائية القصيرة التى يشارك فيها نجوم كبار بشكل أكبر ، فأرجعه لإنجذاب الناس للوجوه المعروفة ، مما يجعلها تتلهف لرؤية الفيلم لرؤية الفنان فى إطار جديد غير المتعارف عليه . و من الصفحات أيضا التى تهتم بنشر الأفلام القصيرة " حملة تمرد السينمائية " التى تهدف لتخصيص دور عرض سينمائى دائم تابع للدولة لتقديم الأفلام المستقلة للجمهور مباشرة فى القاهرة و المحافظات بأسعار مخفضة ، ووضع حلول جذرية للقيود الإنتاجية على الفيلم المستقل . و حملت الصفحة على عاتقها أحلام الكثير من شباب صناع السينما المستقلة الذين لا ينتمون للنقابات الفنية والبعض من شباب الاكاديمية الذين لم تتاح لهم الفرصه الحقيقية فى تقديم أفلامهم للجمهور مع استمرار إهمال الشركات الخاصة لهؤلاء الشباب . لذلك اتجه الكثير من شباب صناع السينما المستقلة لتأسيس حملة تمرد السينمائية ، و تتوجه الحملة بأهدافها إلى الحكومة المصرية مباشرة لا للشركات الخاصة الذين احتكروا الصناعة لسنوات طويلة حتى سقطت السينما ، و أكدت الحملة أن من كان بيده التغيير من قبل ولم يفعل ، فلن يستطيع التغيير الآن ، و أنه قبل ان نتمرد ، يجب ان نثبت أحقيتنا فى التمرد . رحلة فى عالم الأفلام القصيرة و لأنه لا يجب أن نحكم على شئ دون رؤيته أردنا أن نصحبكم فى جولة سريعة فى عالم الأفلام الروائية القصيرة . حاجة حلوة فى فيلم " حاجة حلوة" نعايش واقع مؤلم لأشخاص تكدح من أجل لقمة العيش ، و داست عليهم الحياة و لكنهم أبوا أن ينبطحوا أرضا فيغمضوا أعينهم عن واقعهم المؤلم و يفكرون فى " حاجة حلوة " . الكشك و فى فيلم " الكشك " نشاهد مأساة طفل دفع به أهله منذ الصغر للعمل فى كشك ، بينما يذهب خيال الطفل بعيدا حالما أن يكون يوما كاتبا ، فالفيلم يعد جرس انذار لكل أب و أم " طفلك له حق عليك مفيش حاجة اسمها أنه كبر و يساعد فى مصروف البيت متحبسش حلمه فى صندوق ". هذا الزمان "هذا الزمان " الذى ترعى فيه الأم ابنها حتى يكبر ثم يلقيها بدار المسنين فى كبرها ، تتألق فى الفيلم الفنانة عواطف حلمى فى دور الأم المصرية بكل أصالتها . إسمي: عمْر أما فى فيلم "إسمي: عمْر" " name: age " فكما تبنى الروايات على قصص حقيقية بنى المخرج حكيم أبوكيلة فيلمه على قصة واقعية لحسن السيسى ، يبدء الفيلم بجملته " متحكمش على حد من شكله أنا صحيح أسمر لكن مصرى أصيل " و مع مضى القصة نتعرف أكثر على عم حسن و رحلة عمره 73 عاما يشعر كأنهم " طاروا " تخرج و تزوج و عمل و أنجب و زوج أولاده و أنجبوا ، و فى خضم كل ذلك نسى حلمه فى الغناء و الكتابة ، و يطالعنا عم حسن بسؤال ينزف ألما " هو أنا لو مكنتش أتولدت كان فى حاجة هتتغير ؟!!" . البورتريه " البورتريه " رسمت باللون الأحمر قميصه و لم تدرى أنها تلون جرحا ينزف ، فالشاب الذى يهتف بالحرية لبلاده أصيبت عيناه التى تتوجه باحثة عن "سماء الحرية " ، فيما كان غضب الرسامة الوحيد أنها لن تتلقى حق البورتريه ! الطرحة " الطرحة " فيلم إنسانى يصور فى مشهد غاية فى القصر الطرحة التى تتلفح بها المرأة حياءا ، و تخلعها مترددة لتلفح بها رأس مصاب حتى لا ينزف موتا . كيس أسود و فى فيلم " كيس أسود " عندما تخدعك المظاهر و تظن أن أحدهم لكونه يتلفت حوله اذا فهو يخطط لعمل سئ ، ثم تخجل من نفسك عنددما تكتشف أنه يتأكد من عدم وجود مارة ليسد جوعه بالفتات من أكياس الزبالة . ساعة واحدة " ساعة واحدة " فيلم مؤثر يصور كيف ينشغل الآباء عن أبنائهم لقسوة المعيشة ، و كل ما تحلم به الفتاة الصغيرة " بساعة تلعب فيها مع أبيها " . جزمة قديمة " جزمة قديمة "معها نرى كيف يرسم الأهل لأولادهم طريقهم فى الحياة ليصبحوا نسخه مكرره منهم كالجزمة القديمة هى لا تصلح ليست مقاسك لا تشبهك ، انها قضيتك انت لا تضع أحد يفقدك بصمتك و طريقك البكر . نقطة ومن أول السطر " نقطة و من أول السطر " هذا الفيلم الذى يعبر عن أزمة كثير من الشباب مع " الواسطة " هنا لا يهم كم تعبت ..كم تفوقت .. كم من المهارات تملك .. و لكن كل ما يهم " هل تملك واسطة ؟" Two " فيلم Two" للمخرج مختار طلعت حصل على المركز الثاني في الملتقى العربي للرسوم المتحركة في دورته السادسة بالقاهرة 2013 ، كما حصد جائزة افضل فيلم بتصويت الجمهور في مهرجان موسكرز الدولي للأفلام ، وحصل على جائزتين في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام القصيرة جائزة افضل فيلم تحريك عربي ، وتنويه خاص من لجنة التحكيم الدولية 2013 ، كما حصل على جائزة أفضل فيلم ستوب موشن للأطفال في مهرجان البرازيل ستوب موشن السينمائي الدولي 2013 . العروسة فيلم " العروسة "فتاة مصرية تعيش في المجتمع الذي لا يتعامل معها الا بمنطق العروسة، فلا يراها كاملة الا اذا أصبحت مرتبطة برجل، تظل في نظره نصف نجاح و نصف فرحة مالم يضفى عليها لقب "عروسة" . مُحَاصَر " مُحَاصَر" الفيلم الذى حظى بعدد مشاهدات كبيرة بطولة الفنان عبد الرحمن أبو زهرة ، يصور لنا الحال المأساوى الذى نعايشه ، اشتباكات ..عناصر تخريبية .. الحرب على الإرهاب عناوين تطالعنا فى كافة القنوات ، و يشعر المواطن بالاطمئنان عندما يعلم أن الجيش مسيطر على الوضع و ألقى القبض على هذة العناصر .. و لكن ماذا لو اكتتشفت أن من يدعونهم عناصر إرهابية ليس سوى ابنك ..أخوك.. جارك أو أنت!! .