أعشق مشاهدة مشاريع تخرج طلاب معهد السينما وأعتبرها أحد أهم هواياتى، أشعر أنها أعمال بكر لم يمسسها شيطان السوق ولم تتأثر برجس شباك التذاكر وكثيرا ما أتنبأ من خلالها بمواهب أشعر أنها سوف تتسيد المشهد السينمائى المصرى وتغير منه إلى الأفضل.. والحقيقة أننى فى أغلب الوقت أخسر رهاناتى.. حدث هذا مثلا مع أكرم فريد الذى شاهدت مشروع تخرجه «الثلاث ورقات» وراهنت عليه فقدم لنا فرح ومرح وعمر وسلمى وأيظن..وهذه الأيام أراهن على محمود سليمان وتامر السعيد وأحمد ماهر وتامر محسن وغيرهم الكثير ممن شاهدت أعمالهم القصيرة ولا أدرى ماذا سوف يحدث غدا عندما تكبر أحلامهم ويبدأون أفلامهم الروائية الطويلة . آخر عناقيد الموهبة السينمائية الذىن شاهدت أعمالهم مؤخرا هو الشاب إبراهيم عبلة الذى فاز منذ أيام قليلة فيلمه الروائى القصير «الحب فى زمن الكوله» بجائزة مهرجان الطالب المغربى، والحقيقة أننى سبق أن شاهدت مشروعا تسجيليا قصيرا لإبراهيم فى مهرجان الإسماعيلية هو فيلم «مننا فينا» ولكن فيلمه الثانى الذى كتبه الروائى والسيناريست الشاب أحمد العايدى يطرح رؤية أكثر نضجا وحرفية، فالفيلم يطرح مشكلة شاب مصرى بسيط من الذين تود الصحف والندوات العلمية أن تطلق عليهم لقب المهمشين هذا الشاب الذى يعمل مندوب توصيل طلبات لمحل فطير عادى يستخدم التوك توك فى تنقلاته نموذج سوف تجده فى شوارعنا الضيقة ومناطقنا العشوائية يحمل هذا الشاب عبء الحياة فوق جسده المترهل مثل عمله.. يهرب من دنياه إلى أبعد ما يكون إلى الحب الذى لن يجده على الأرض فيخترعه مع عروسة كاوتشوك تفى بالغرض، هذه العروسة أخذها عنوة من شخص آخر كان زبونا له ويبدو من ملامحه أنه هو الآخر كان يستعين بنفس العروسة لسد حاجته فاغتصبها منه مندوب الفطير وأخذها وأصبحت هذه العروس هى رأس ماله الذى يعيش هو وأصدقائه من مدمنى الكوله عليها، وأصبحت هذه العروسة هى ملاذهم وحلمهم الذى يرونه قريبا. هذه الحالة كشف عنها إبراهيم عبلة وأحمد العايدى فى نهاية العمل فظهر من خلال كادراته أن الفتاة التى يظن المشاهدون أن هؤلاء الشباب يمارسون معها الحب ما هى إلا عروسة كاوتشوك! هذه الحقيقة التى كشف عنها عبلة فى نهاية الأحداث للأسف ماهى إلا واقع نعيشه ونحياه فى ظل ظروف وجد جيل إبراهيم عبلة نفسه فيها دون أى ذنب الفيلم يكشف عن جرأة شديدة من المعهد العالى للسينما الذى أنتج الفيلم ومن إبراهيم وأصدقائه الذين شاركوا فيه وهو ينبئ من وجهة نظرى بجيل سينمائى مختلف أتمنى ألا أخسر رهانى معه هذه المرة.