شعبان: الدولة التى لا تستطيع أن توقف الارهاب متآمرة شعبان : اتحاد الكتاب هزيل و لم يأخذ أى موقف شعبان يتحدث عن القمع داخل الأزهر و الكنيسة و تصديرهم للتطرف روبير : تقرير القسيس عن " أين الله " أسوء من تقرير الأزهر سامية : يجب وقف سلسلة التربص بالمثقفين اليوم يقف الكاتب " كرم صابر " أمام محكمة ببا بمحافظة بنى سويف ليواجه حكما مشددا بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة " ازدراء الأديان " بسبب مجموعته القصصية " أين الله " وهو حكم غير مسبوق شهده كاتب أو روائى فى مصر منذ 20 عاماَ ، مما أثار حالة غضب فى الوسط الثقافى و الحقوقى ، ليعلن المثقفين و المراكز الحقوقية وقوفهم بجوار كرم صابر ضد العودة بالإبداع للعصور المظلمة . وشددوا على أن مصر لن تقبل تكرار هذا القهر الذي سبق وتعرض له كاتب بقامة نجيب محفوظ عندما اتهم بالكفر وأوشك أن يدفع حياته ثمناً للجهل ، او كاتب وطني مثل فرج فودة الذي تعرض للقتل دفاعا عن الحرية والكرامة الإنسانية ومن قبلهم عميد الأدب العربي طه حسين. كما أعلنوا فى بيان لهم رفضهم كل أشكال التهديد باسم الدين والدين منها براء ، وطالبوا القضاء أن ينتصر لحقيقة مؤكدة أن الإيمان هو علاقة الانسان بربه وان ترفض منهج التفتيش في الصدور. و أقيم مساء أمس بورشة الزيتون ندوة تضامنية مع كرم صابر و مناقشة لمجموعته التى أثارت الجدل " أين الله "والتى رأت المحكمة أنها تشيع الكفر والإلحاد . و تحدث الناقد شعبان يوسف عن أن بعض المثقفين صوتهم عالى دون موقف حقيقى ، و أن وزارة الثقافة لم تأخذ موقف حقيقى لحماية المثقفين ،كنجيب محفوظ و نصر حامد أبو زيد و فرج فودة و غيرهم . و قال شعبان أن كرم رغم بعده عن الأضواء فهو أديب جيد و يطرح فى مجموعته القصصية " أين الله " قصة الميراث و الأخوة الذين ظلموا أختهم فتتساءل" هل الله ضد العدل الاجتماعى " ؟! ، و يؤكد أن التساؤلات التى تتناولها المجموعة ليست سوى أسئلة مشروعة . كما انتقد وجود أخطاء فى الحكم و القراءة وعدم اعتمادهم على تقارير متخصص مؤكدا أن الحكم جائر ، مشيرا أن حكم ازدراء الأديان من 6 أشهر إلى 5 سنوات ، و حكم على كرم بالحد الأقصى 5 سنوات ، و دعا شعبان لوجود موقف حقيقى للمثقفين لمساندة كرم . و تابع شعبان أن وضع المثقف فى مصر مهين ، و أن كرم لم يفعل شئ خاطئ و أن التساؤلات التى أثارها منتشرة بالفعل و أن كل ما فعله هو طرحها فى قالب قصصى . و هاجم اتحاد الكتاب ووصفه بالهزيل ، و تساءل لما لم يتخذ الاتحاد و رئيسه محمد سلماوى موقفا ؟ ، و عن الواقع قال شعبان أنه يضعنا فى موقف الدفاع عن أنفسنا ، و حتى الآن لا نستطيع أن نبنى مجتمع ديمقراطى سليم ، و تشخيص مرضنا الحقيقى هو عدم وجود الديمقراطية ، و مؤسسة كاتحاد الكتاب ليس بها ديمقراطية ، و الكتاب الكبار ليس لهم مكان فى مجلس الإدارة . و عن المثقفين قال الناقد أنهم أصبحوا فاشيين تجاه بعضهم البعض ، و هاجمه البعض أنه مع الأخوان لطرح رواية أشواك لسيد قطب ، رغم محاولة الأخوان تخبئة الرواية و أعلانهم مقاضاته لطرح الرواية . كما هاجم شعبان الدولة التى لا تستطيع أن توقف الارهاب واصفا إياها بالمتآمرة ، و أن من قتل نجيب محفوظ لم يقرأ لنجيب محفوظ ، و هناك من يبحثون عن القراءة الدينية للابداع ، و هذة مشكلة المؤسسات الدينية سواء الأزهر و الكنيسة التى مازالت قمعية . و تابع أن داخل الأزهر نفسه هناك بؤر لتصدير الإرهاب و التطرف ، و طالب شعبان " عماد أبو غازى " عندما كان وزيرا أن يطهر وزارة التعليم من السلفيين الذين حذفوا أجزاء من رواية الأيام لطه حسين و حينها قال انه لا يستطيع ذلك و إلا قتلوه ! و دعا الناقد لإعادة قراءة الاعمال الروائية ك " أولاد حارتنا " و " أين الله " و " أرنا الله " و مسرحية " الحسين شهيدا " و رواية " مولانا " . و من جانبه تحدث الصحفى روبير الفارس قائلا أن الأسئلة التى طرحها كرم موجودة و أكثر لدى المسيحين فى الكتاب المقدس فى سفر المزامير ، و التساؤلات عادية و ليس بها ازدراء للأديان ، و ختم كرم آخر جملة فى روايته بدعاء " اللهم لا تخذل عبد آمن بك "و غيرها من الجمل فى مجموعته التى توحى بخوف الكاتب . و تابع روبير أن الله ليس ضعيفا ليحموه من الكلمة ، و من حق الإنسان أن يتساءل و الدين يجيب ، و عن تقرير الكنيسة و الاوقاف قال أن تقرير القسيس كان أسوء و كان يظن أن كرم مسيحى فحتى لا تنتقد الكنيسة قال أنه لا يجب عليه أن يذكر الميراث و ينتقد شرائع الآخرين . كما نادى روبير بتكريم نجيب محفوظ بإطلاق اسمه على محطة مترو نكاية فى السلفيين و الأخوان ، و تعجب من تخاذل المثقفين عندما دعاهم ، و لذا فهو يجدد الدعوة من جديد . فيما تحدثت الكاتبة سامية أبو زيد أن ما يحدث الآن اكتمال لسلسلة " التربص " بالمثقفين ، و أنها أحست فى المجموعة بإيمان عالى و لم تشعر بأى ازدراء للدين ، و أن ما طرحه كرم من تساؤلات يرددها البسطاء فى حياتهم العادية و هى أسئلة مشروعة ، كما تحدث الكاتب فى مجموعته عن العدالة الاجتماعية ، و الحلال و الحرام ، و استغلال التجار للناس باسم الدين ، و نهر الطفل عندما يسأل عن الله ، و المواقف العصيبة التى يواجهها الناس فى الحياة ليجأروا بألم صارخين " أين الله " . و أثار قارئ فى النهاية سؤال هل هذا هو موقفكم الايجابى كمثقفين ؟ ألن تقوموا باتخاذ أى خطوة ؟ ألن تقفوا مع كرم غدا أمام المحكمة ؟ ، فأجابه الناقد شعبان يوسف أن الوقوف أمام المحكمة لن يغير شئ ، و أن موقفهم بتعريف الناس بمجموعة كرم القصصية و كتابتهم عن قضية كرم هو الأهم .