أكد رئيس حكومة غزة المقالة إسماعيل هنية أن مصر ستظل على الدوام الشقيقة الكبرى والعمق الاستراتيجي لفلسطين "نحترمها ونقدر تاريخها مع شعبنا ومع الأمة وسنظل حريصين على مصالحها وأمنها القومي". وقال هنية في خطاب وجهه للشعب الفلسطيني اليوم في الذكرى الثانية لصفقة وفاء الأحرار، "نقول لإخوتنا في مصر بأن حماس ليست عدوا لكم ومن في غزة هم إخوانكم وأهلكم، وهم سند وعمق لكم كما أنتم سند وعمق لنا". وأكد أن "معركتنا الوحيدة هي ضد المحتل الصهيوني، والحركة التي حافظت على نظافة سلاح المقاومة سوف تستمر في ذلك ولن تنحرف الى أية صراعات بعيداً عن صراعها الرئيسي مع العدو الصهيوني". وقال هنية "يجمع فلسطين مع مصر علاقات أخوية تاريخية، فضلاً عن المصير المشترك وطبيعة العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وغيرها بين الشعبين المصري والفلسطيني.. فقد حرصنا منذ نشأة الحركة على المبادرة من طرفنا على التواصل مع الأخوة في مصر كونها الشقيقة الكبرى بهدف إقامة العلاقات الجيدة معها، وبذلنا ما في وسعنا من أجل بناء هذه العلاقة وتطويرها من خلال الانفتاح على جميع القوى والاتجاهات في مصر إلى جانب العلاقة السياسية مع القيادة المصرية في كل عهودها، والتزمنا بمتطلبات هذه العلاقة لصالح مصر وفلسطين والأمة العربية، كما تعاونا في إدارة العديد من الملفات المهمة: المصالحة، تبادل الأسرى، التهدئة، من منطلق اعترافنا بأهمية الدور المصري وحرصنا علي". وأضاف، "وتأكيداً منا على احترام مصر والتزاماً بسياستنا الثابتة فإننا لم نتدخل في الشأن المصري مطلقاً لا من قريب ولا من بعيد، لا في سيناء ولا في أي مكان في مصر، وكل ما قيل في الإعلام أو غيره من اتهامات هي غير صحيحة ومجافية للحقيقة، بل على العكس من ذلك نحن قدمنا كل ما نستطيعه كحركة وكحكومة في غزة من أجل التجاوب مع حاجات ومطالب الأشقاء في مصر بما يخدم الأمن القومي المصري". وقال هنية "على الرغم مما لحق بنا من حيف كبير جراء الحملة الظالمة التي قامت بها بعض وسائل الإعلام في مصر ضدنا منذ قرابة العام.. وعلى الرغم مما لا يزال يصيبنا من أذى وحصار وتضييق جراء إغلاق معبر رفح الطويل والمتكرر، وهدم الأنفاق دون توفير بدائل، وكيل الاتهامات المختلقة للحركة، والتحريض إلى حد التلويح باستهداف غزة وضربها عسكريا.. على الرغم من ذلك كله، إلا أننا نؤكد أننا لسنا طرفاً في أية حوادث جرت أو تجري في سيناء ولا في غيرها، فنحن لا نعمل إلا في ساحتنا الفلسطينية ولا نوجه بنادقنا إلا ضد العدو الصهيوني فقط". وتابع "نحن في الحركة نشعر بالصدمة عندما يجرى تناول الحركة إعلاميا من مواقع مصرية وحتى من مسئولين كطرف يريد الشر لمصر وأمنها وجيشها ومكوناتها، فنحن لا نريد لمصر إلا كل الخير والأمن والوحدة والاستقرار ولا نتوقع منهم إلا كل الدعم والاحتضان". واستطرد هنية قائلا:وتأكيداً منا للثقة في موقفنا وسلامته فإننا ندعو الأجهزة القضائية في مصر إلى تزويدنا بأية معلومات لمتابعتها ولإزالة أية هواجس أو شكوك لدى الأخوة في مصر، مع تأكيدنا بأن ما يجرى هو محض اتهام يفتقد إلى الدليل، ويقف وراءه أناس يهدفون إلى إحداث الوقيعة بين مصر وفلسطين وحرف البوصلة وصرف الأمة عن قضاياها الرئيسة". وقال هنية: "سنظل حريصين على تجنب أي شيء يؤدي إلى توتير الأجواء مع أشقائنا في مصر ومع أية دولة عربية أو إسلامية، وندعو المسئولين في مصر والمؤسسات السياسية والإعلامية إلى وقف حملة التحريض والاتهام والتهديد الموجهة ضد غزة وحماس ووقف الإجراءات التقليدية، فذلك لا يخدم إلا الاحتلال، فضلاً على أنه لا مبرر له على الإطلاق". وأضاف:"غزة حين تتوقع الحصار والتضييق والخطر والعدوان فلا تتوقعه ولا تنتظره إلا من العدو الصهيوني المحتل، ولا تنتظر من شركائنا في العقيدة والتاريخ المشترك ومن أمتنا العربية والإسلامية إلا التعاون والدعم والإسناد والتعاطف وتعزيز الصمود وإجراءات كسر الحصار والمساعدة على إنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، وتحرير الأوطان".