وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    وزير الأوقاف يوجه الشكر للرئيس السيسي لاهتمامه بعمارة بيوت الله    رئيس الوزراء فى قمة "رايز أب": مصر تعمل على تطوير البنية التحتية التكنولوجية وفتح أسواق جديدة تتيح فرص العمل    مدير «القاهرة للدراسات الاقتصادية»: الدولة تسعى لزيادة تمكين القطاع الخاص    أسعار سيارات شانجان 2024 في مصر.. الأسعار والمواصفات والمزايا (التفاصيل كاملة)    جانتس: الفرص التي أعطيها الآن ليست لنتنياهو وإنما لدولة إسرائيل    حزب «الجيل الديمقراطي»: مصر سخرت كل جهودها لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني    مستشار الرئيس الفلسطيني: الاحتلال دمر 600 مسجد بغزة.. و7 أكتوبر وحدت إسرائيل    الدفاع الروسية: خسائر الجيش الأوكراني خلال 24 ساعة 1725 جنديا    لافروف يكشف عن مبادرة "الأمن العالمي" التي طرحها الرئيس الصيني على بوتين    الأورومتوسطي: وفاة عشرات الجرحى والمرضى جراء إغلاق إسرائيل معبر رفح    تشكيل الترجي.. الثنائي البرازيلي في الهجوم.. والقائد يقود الوسط    خسر نصف البطولات.. الترجي يخوض نهائي دوري الأبطال بدون مدرب تونسي لأول مرة    الدوري التركي، ألانيا سبور يتعادل 1-1 مع سامسون بمشاركة كوكا    مهاجم الترجي السابق يوضح ل "مصراوي" نقاط قوة وضعف الأهلي    صدمة جديدة ل تشواميني بسبب إصابته مع ريال مدريد    أسئلة حيرت طلاب الإعدادية في امتحان اللغة العربية.. تعرف على إجابتها    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث مروري بالوادي الجديد    تعديل مواعيد مترو الأنفاق.. بسبب مباراة الزمالك ونهضة بركان    تطورات أزمة تعدي نانسي عجرم على أغنية فريد الأطرش    بينى جانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف إذا لم يلب نتنياهو التوقعات    أشرف زكي ومنير مكرم في عزاء زوجة أحمد عدوية    موعد عيد الأضحى ووقفة عرفات 2024 في مصر.. ومواعيد الإجازات الرسمية يونيو 2024    رئيس «الرقابة الصحية»: التمريض المصري يتميز بالكفاءة والتفاني في العمل    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    نموذج إجابة امتحان اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي محافظة الجيزة    منها تعديل الزي.. إجراءات وزارة الصحة لتحسين الصورة الذهنية عن التمريض    من بينهم أجنبى.. التحقيقات مع تشكيل عصابى بحلوان: أوهموا ضحايهم بتغير العملة بثمن أقل    نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتفقد مشروعات العلمين الجديدة    في عيد ميلاد الزعيم.. المكلف باغتيال عادل إمام يروي كواليس مخطط الجماعة الإرهابية    حسم اللقب والمقاعد الأوروبية.. مباريات مهمة في اليوم الأخير من الدوري الإنجليزي    التليفزيون هذا المساء.. إلهام شاهين: عادل إمام حالة خاصة وله فضل فى وجودي الفني    مصطفى عسل يواجه دييجو إلياس فى نهائى بطولة العالم للاسكواش    يوم عرفة.. ماهو دعاء النبي في هذا اليوم؟    مصير تاليسكا من المشاركة ضد الهلال في نهائي كأس الملك    الدواء المصرى الأقل سعرا عالميا والأكثر تطبيقا لمعايير التصنيع الجيد    وزير التعليم ومحافظ بورسعيد يعقدان اجتماعا مع القيادات التعليمية بالمحافظة    شركة مكسيم تستعد لتطوير 3 قطع أراض سكني فندقي مع هيئة قناة السويس بنظام حق الانتفاع    «الأوقاف» تفتتح 10 مساجد بعد تجديدها الجمعة المقبلة    19 صورة لاكتشاف نهر بجوار الهرم الأكبر.. كيف بنى المصريون القدماء حضارتهم    حصاد تريزيجيه مع طرابزون قبل مواجهة إسطنبول باشاك شهير فى الدوري التركي    برج الثور.. حظك اليوم السبت 18 مايو: عبر عن أفكارك    مذكرة قواعد اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي 2024.. لا يخرج عنها الامتحان    العلاج على نفقة الدولة.. صحة دمياط تقدم الدعم الطبي ل 1797 مواطن    معلومات عن متحور كورونا الجديد FLiRT .. انتشر أواخر الربيع فما أعراضه؟    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    هل مواقيت الحج والعمرة ثابتة بالنص أم بالاجتهاد؟ فتوى البحوث الإسلامية تجيب    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    «الصحة»: وضع خطط عادلة لتوزيع المُكلفين الجدد من الهيئات التمريضية    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هنية ل "عباس": ابدأوا الحوار وقد نفاجئكم بخطوات لم تكن في حُسبانكم
نشر في الشعب يوم 15 - 06 - 2008

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية على أن الحكومة وحركة "حماس" لا تبحث عن ثنائية اللقاء مع حركة "فتح" بقدر ما تبحث عن آلية توفر مناخ أفضل لنجاح الحوار، لافتاً النظر إلى أن من بين هذه الآليات أن يكون هناك حوار مباشر بين فتح وحماس، "لأن الإشكالية وقعت بينهما".
وقال هنية، خلال لقاء مع عدد من الصحفيين الفلسطينيين بغزة: "إننا أرسلنا لأبي مازن بأن دعوا الحوار يبدأ، وربما نفاجئكم بخطوات لم تكن في حُسبانكم".
وأكد على أن الضجيج الإعلامي حول عملية عسكرية أو اجتياح للقطاع هدفه التغطية على الجرائم اليومية الصهيونية التي تقع، وهدفه رفض الذهنية المراقبة إلى شيء كبير ضخم ممكن أن يأتي لغزة وبالتالي كل ما يحصل شيء بسيط".
وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن "العقبة الحقيقة التي تقف عائقاً أمام موضوع التهدئة هي المماطلة الصهيونية والغموض في موقفه في الرد على المطالب الفلسطينية، كذلك عدم الوضوح في التعامل مع مصر".
وقد أجرى أحد الصحفيين الفلسطينيين حوارًا مطولاً مع هنية، تقوم "الشعب" بنشره نظرًا لأهميته وشموله لمختلف القضايا الشائكة في غزة وعلاقة حماس بالسلطة الفلسطينية والعرب والعالم،،،
الحوار الوطني
عام من حصار شديد تكملة لعام ثاني .. وضع فلسطيني بغزة لا يسر عدواً ولا صديقاً، ودعوة للحوار لم تجد لها صدى على الأرض، والواقع العربي لم يتحرك بعد لرعاية مثل هذا الحوار .. هل تعتقدون أن النظام العربي بحاجة إلى قرار أمريكي لكي يبدأ رعاية حوار فلسطيني – فلسطيني؟.
هنية: دعوة الحوار هي دعوة عربية بالأساس، حينما عقدت الجامعة العربية اجتماعها الأول بعد أحداث غزة بأيام قليلة ووجهت الدعوة للفرقاء الفلسطينيين للحوار، ونحن من جانبنا رحبنا بهذه الدعوة وظللنا ننتظر على مدار العام الماضي لينطلق مشروع الحوار الفلسطيني، باعتقادي أن الأشقاء العرب صحيح أن الأمريكان وضعوا فيتو على المصالحة الفلسطينية ورفعوا العصا الغليظة لكل من يريد أن يتحرك لرأب الصدع الفلسطيني- الفلسطيني، ولكن بطء التحرك الراهن لا نُعزيه إلى الضغط الأمريكي بقدر ما أن العرب يريدوا أن يصبروا على الدعوة التي أطلقها الرئيس أبو مازن، وكذلك ما هي الآليات التي يمكن أن تضمن نجاح هذا الحوار، لذلك المرحلة هي مرحلة استكشافية من قبل العرب ومن قبلنا أيضاً، فنحن لنا تحليل متعدد فيما يتعلق بالمبادرة المفاجأة في مسألة الحوار، ولكن مرة أخرى نؤكد أن الأشقاء العرب يستكشفون طبيعة الدعوة لهذا الحوار وفي الوقت ذاته البحث في الآليات والصيغ الأنسب لأن ينطلق مشروع هذا الحوار، حتى يصل إطار الحوار إلى محطته التي يتطلع إليها الشعب الفلسطيني.
لعبت السعودية دوراً أساسياً في رعاية اتفاق مكة، ومع الحديث عن الدعوات للحوار في هذا الوقت؛ هل يمكن للسعودية أن تلعب الدور نفسه وأن تبني على اتفاق مكة، وما هو الدور المطلوب سعودياً لانطلاق الحوار؟
هنية: المملكة العربية السعودية على تماس مباشر في الأزمة الداخلية الفلسطينية، خاصة وأن الأزمة انفجرت بعض توقيع اتفاق مكة، والقيادة السعودية التقت مع قيادات السلطة في رام الله وقيادات حركة "حماس" أكثر من مرة خلال العام الماضي، ومن جهتي كان لي أكثر من اتصال مع القيادة السعودية آخرها كان مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، وتباحثنا بشأن الحوار الفلسطيني- الفلسطيني، لذلك المملكة بموقعها وبدورها التاريخي وبمتابعتها الحاضرة للحالة الفلسطينية لا يمكن الاستغناء عن دعمها وتشجيعها وإسنادها في أي مصالحة فلسطينية- فلسطينية، ونحن من جانبنا أكدنا على ضرورة توفر الرعاية العربية لأي حوار فلسطيني- فلسطيني، والمملكة بالتأكيد من الدول العربية المؤثرة والوازنة التي نتطلع أن يكون لها دور في المصالحة الفلسطينية القادمة.
كان هناك أكثر من اتصالات مع مصر .. فهل عرضت أو درست أنها ترعى أو تشارك في رعاية الحوار المنتظر بين فتح وحماس، وهل حصل حوار تمهيدي في القاهرة ؟
هنية: مصر في قلب الحدث، وهي بحكم دورها التاريخي وموقعها الجغرافي مطلعة على كل مجريات الحالة الفلسطينية بما فيها الأزمة والانقسام الداخلي، ومعروف أن مصر رعت حوارات فلسطينية - فلسطينية متعددة واتفاقية القاهرة 2005 تمت برعاية مصرية مباشرة، من ناحيتنا لم نتلقى حتى هذه اللحظة أي دعوة رسمية من مصر لاستضافة حوار فلسطيني – فلسطيني، نحن سمعنا في وسائل الإعلام عن هذا الموضوع ولكننا لم نتلق أي دعوة وبالتأكيد مصر مثل أشقاءنا العرب مُرحب بأي دور تقوم به لرأب الصدع الفلسطيني.
كيف تقيّم العام الذي تلا الحسم العسكري في غزة. وبالأمس استمعنا إلى تصريحات لك تتحدث إلى ضرورة أن يكون هناك حوار ثنائي في البداية، ثم ينتقل إلى الحوار الكامل، ألا تعتقد أن هذا المسار قد يقود إلى المحاصصة بين حركتي فتح وحماس ومنها يقود إلى مشاكل أخرى من جديد؟
هنية: استطيع القول بأن غزة اليوم أكثر موائمة من العام الذي سبق، على سبيل المثال فيما يتعلق بالسلطات الثلاث هي أعمدة أي حكم تعمل بشكل فاعل في الحالة الفلسطينية في قطاع غزة التي نتابعها على الأقل، حيث تم إعادة إحياء دور المجلس التشريعي وهو يعمل بشكل جيد رغم المعوقات المحيطة به، وكذلك السلطة القضائية حيث تم إعادة بناء هذه المؤسسة بكل مكوناتها تعمل باستقلال وبعيداً عن أي تدخل سياسي، وكذلك السلطة التنفيذية حيث أعدنا الاعتبار لعمل الوزارات خاصة بعد أن تركها آلاف الموظفين وتعرضت لتهشيم إداري داخلي، والوزارات تعمل على كل بمختلف التخصصات، وقدمنا لأبناء شعبنا رغم قلة الإمكانات ما يمكن أن يعينه على الصمود وأن يحقق الكفاءة الذاتية من خلال هذا الموضوع، لذلك نستطيع أن نقول بكل اطمئنان وليست مبالغة أن السلطات الثلاث تعمل بشكل طبيعي الآن في غزة، إضافة إلى السلطة الرابعة وهي تعمل بحرية ومطلقة على هذا الصعيد.
في أثناء العمل تقع هناك أخطاء؟ هذا صحيح، ومن لا يعمل لا يخطأ لكن هذه الأخطاء أريد أن أثبت بعض القضايا بشأنها؛ أولاً هي ليست نهج إنما هي أخطاء فردية، وهي أنها لا تترك بل هناك محاسبات ومتابعات وبالمناسبة الآن تقريباً 36 منتسب سواء في الشرطة أو غيرها تم فصلهم فقط خلال أربعة أشهر، ونذكر أنه خلال 14 عاماً من عمل السلطة الذين فصلوا هم فقط أربعة، أضف إلى ذلك أن أكثر من أربعمائة منتسب تعرضوا لعقوبات أقلها الحبس لمدة أسبوعين، وهذه الأخطاء التي تقع أحياناً بحق المواطن أيضاً لا تترك فقد أوجدنا ما يسمى بهيئة الرقابة في وزارة الداخلية تستقبل كل الشكاوى، وفتحنا مؤخراً مكتباً خاصاً لتلقي الشكاوى بعناصر الأجهزة الأمنية وهذا لم يحصل من قبل، ويجري متابعة أي شكوى تصل من أعلى مستوى سياسي إلى أدنى مستوى تنفيذي ولا نترك أي شكوى دونما توقف، وأستطيع أن أقول بأن هذا العام انقسم إلى قسمين الستة شهور الأولى نظراً لمفاجأة كل الأحداث وقعت هناك بعض الأخطاء والممارسات التي رفضناها ولم نشكل لها أي غطاء وحاسبنا بشأنها، لكن النصف الثاني من العام هناك نقلة ملموسة لدى المواطن في علاقة كل المؤسسة التي تعمل وخاصة الأمنية.
فيما يتعلق بمسألة الحوار الثنائية؛ نحن لا ندعو إلى ثنائية بقدر ما أننا ندعو إلى آلية توفر مناخ أفضل لنجاح الحوار، ومن بين هذه الآليات أن يكون هناك حوار مباشر بين فتح وحماس، لأن الإشكالية وقعت بينهما ولكن هذا لا يمنع وفي الوقت نفسه أن ينتقل هذا الحوار إلى الدائرة الفلسطينية الأوسع بمعنى مشاركة كل الفصائل التي شاركت في حوار 2005 في القاهرة على قاعدة متساوية وعلى طاولة واحدة، إنما حماس ليست طرف ومنظمة التحرير طرف آخر بكل فصائلها، فليس لدينا مشكلة مع منظمة التحرير ونحن ندعو إلى حوار شامل على قاعدة المساواة والمشاركة من موقع المسؤولية الوطنية لكل الفصائل في الداخل والخارج، لكن في البداية لا بد أن يكون هناك لقاءات بين فتح وحماس لتبحث في صيغ وآليات ثم ينتقل هذا الحوار إلى شموليته، وإن كان من البداية شامل فليس لدينا أي مانع.
هناك مصادر توقعت أن يبدأ الحوار قبل نهاية هذا الشهر، والحديث يدور عن تشكيل قوات عربية تسعى لتشكيل أجهزة أمنية فلسطينية من خارج المؤطرين .. ما مدى دقة هذه المعلومات وما هو موقفكم من قوات عربية تأتي إلى قطاع غزة؟ وفي خطابكم الأخير أكدتم على ضرورة أن تتم مصالحة وطنية قبل نهاية ولاية الرئيس محمود عباس؛ باعتقادك هل هناك إمكانية حتمية لذلك؟ وفي حال عدم توصل إلى مصالحة وطنية قبل انتهاء ولايته هل ستكون المصالحة أيسر أم أعقد؟
هنية: أولاً الحديث عن القوات العربية كان فقط في الإعلام فلم يكن هناك أي حديث بشكل رسمي بهذا الشأن ولا أعتقد أن أحداً من الدول العربية يرسل قوات عربية إلى قطاع غزة، وكذلك نحن لا نقبل قوات عربية تعمل كقوات فصل، أما قوات تأتي لمساعدتنا في تحرير الأرض فأهلاً وسهلاً، الجانب الآخر وهذا فرق بين أننا لا نتعاطى مع فكرة قوات عربية وبين إمكانية الاستفادة من الخبرة العربية في إعادة بناء المؤسسة الأمنية.
أما بالنسبة عن الحديث بانطلاق الحوار قبل نهاية هذا الشهر؛ نحن نأمل ذلك، لكن لا يوجد لدينا حتى هذه اللحظة أي شيء رسمي، لم توجه أي دعوة رسمية للحوار، أما حول إمكانية التوصل لمصالحة وطنية قبل نهاية الرئيس فهذا ما نتمناه وما نسعى إليه ونحن حريصين عليه، لكن إذا لم يحصل وانتهت المدة بالتأكيد سيكون لنا موقف، لا نستطيع أن نعلن هذا الموقف قبله بستة أشهر.
واضح هناك تناحر بين حركة فتح و"حكومة" فياض بالضفة الغربية، ربما يكون هذا من ضمن الأسباب التي دفعت بتعجيل الحوار ..
ألا تعتقد أن الوضع الأمني في الضفة الغربية قد يفجر ليس فقط ثورات بل انشقاقات مستقبلية ما بين الفصائل، ثم هل تفكر حركة حماس في ترشيح أي شخص لانتخابات الرئاسة إذا ما حدثت في المستقبل؟
هنية: لا شك بأن الأوضاع في الضفة الغربية في غاية الصعوبة على جبهة الاحتلال وعلى الجبهة الداخلية، وكل من يبلغ عما يجري في الضفة الغربية يعطي صورة في غاية الألم، فهناك قدس تهوّد، وهناك جدار يُبنى وهناك مستوطنات مستمرة، فضلاً عن مئات الحواجز، إلى ذلك الاستباحة الشاملة، فهذا جزء من الصورة المؤلمة لدى أهلنا في الضفة الغربية والقدس، وفي الوضع الداخلي أيضاً الصورة لا تسر، فحملة الاعتقالات ما زالت مستمرة رغم دعوات الحوار، والمؤسسات الاجتماعية والخيرية مغلقة، وهناك ما يشبه الملاحقة حتى للقطاع الطلابي الإسلامي في الجامعات، وهناك ما يشبه قانون اجتثاث المقاومة في الضفة، واليوم نرى العشرات من كوادر شهداء الأقصى يعانون الأمرين من اتفاقيات ظالمة ومجحفة بحقهم ويطالبوا بأن يتحرروا من أسرهم، ونحن أيضاً معهم نطالب أن يحرروا من أسرهم، لا يجب أن تحتوي السجون الفلسطينية ولا على أي معتقل سياسي أو مقاوم.
أما أن تنفجر الأوضاع في الضفة الغربية، فنحن نسعى إلى أن تتحرر الضفة الغربية وليس أن تنفجر بداخلها، وأن يتوحد الشعب الفلسطيني كله في وجه الاحتلال، خاصة بأن آفاق أي حل سياسي غير واضح وتكاد يكون أفق مسدودة في هذا الموضوع، أما بالنسبة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية فلكل حادثة حديث، لأنه لا يمكن أن نستبق متى ستكون وعلى أي أساس.
يصادف اليوم الذكرى الأولى لأحداث غزة .. فيما لو عادت الأمور إلى ما قبل عام وخمسة أيام أو أسبوع هل كانت حماس ستقدم على ما أقدمت عليه، وأن نصل إلى هذه الحالة وبعدما أدركتم تداعياتها .. كلنا تابعنا جلسات الحوار السابقة قبل الأحداث ورأينا الصعوبات في الحوارات، هناك تفاصيل كثيرة في الحوار كيف تتوقعون أن تنجزون كافة التفاصيل مع حركة فتح على كافة الصعد .. فهذه القضايا تحتاج لجلسات حوار طويلة جداً؛ فهل أنتم متفائلون بإنجاز اتفاق مع حركة فتح؟
هنية: أؤكد هنا أن كل الحالة التي جرت هي حالة اضطرارية، سنة كاملة مرت ونحن نعالج الأزمات، قبل ذلك ذهبنا إلى مكة وعقدنا اتفاقيات، ولذلك هي مسألة اضطرارية فرضتها الوقائع وللأسف الشديد التدخلات الأمريكية الإسرائيلية في الشأن الفلسطيني، كل أملي بألا تتكرر الظروف التي سبقت وباعتقادي أنها لن تتكرر، فنحن نريد أن نؤسس لواقع مختلف من هذا الجانب.
أما في إطار الحوار بأنه هل يمكن أن نتفق بالتفاصيل الصغيرة؛ دعونا نثبت قواعداً لحوار يمكن أن ينجح؛ أولاً نجاح الحوار هو التقاء إرادات فيجب أن تتوفر في الطرفي، وكذلك استحضار المصالح العليا للشعب الفلسطيني وعدم الوقوف على المطالب الخاصة لكل طرف، ولكن نريد أن نقف على مطالب الشعب، وكذلك ضرورة الاتفاق على مبادئ، ونحن من جهتنا قدمنا وثيقة من عشرة نقاط، وبعد ذلك نتفق على مرحلة انتقالية ويمكن أن يكون بداخلها أسس، ونطلق مشروع حوار بشأن منظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك أن يؤمن الجميع بشراكة وليس بالمحاصصة، وعلى الجميع أن يقتنع أنه لا حماس تلغي فتح ولا العكس، فضلاً عن أننا نرى بأن مجموعة القوى الوطنية والإسلامية إذا ما تحصنت بالثوابت والحقوق هي قوة للوطن والمواطن وليست نقطة ضعف، ونحن نريد أن نعمل مع كل الفصائل الفلسطينية.
يتردد بأن مصر هي المرشحة الأولى لرعاية الحوار .. هل تعتقدون أن مصر مؤهلة لرعاية الحوار؟ وما هي الدول التي تفضلونها لرعاية الحوار؟
هنية: مصر دول شقيقة ووازنة وتتحرك من منطلق مصالح شعبنا الفلسطيني وقضيته، هي داعمة للقضية الفلسطينية، لكن أعتقد أن مصر ومن باب تقديرها لعمق الأزمة الفلسطينية تتشاور مع أشقاءها العرب من أجل توفير حاضنة عربية لهذا الحوار، وبإمكان مصر أن تتشاور مع السعودية باعتبارها صاحبة اتفاق مكة، وأن تتشاور مع الرئيس السوري باعتبار أنه رئيس القمة العربية، وأن تتشاور مع قطر باعتبارها نجحت في مهمة إنهاء الأزمة اللبنانية الداخلية، وأن تتشاور مع اليمن باعتبارها صاحبة اتفاق صنعاء، فكل شيء وارد، وأن توفر مصر رعاية عربية فهذا ما نتطلع إليه.
هناك الكثير في الشارع الفلسطيني يرى أنه لم يطرأ أي تغيير في خطابكم الإعلامي خاصة بما يتعلق بموضوع الحوار .. ألا ترون أنه بعد مرور عام ألا يقتضي بما يعيشه الشعب الفلسطيني من حصار ودمار أن يكون هناك صيغة أكثر ليونة وتشجيعاً في البدء بالحوار؟ وبعد عام من الحصار وتزايد حدته وارتفاع حصيلة ضحاياه كيف ترون الرؤية المستقبلية خاصة في ظل التهديدات الصهيونية بالتضييق وشن هجوم واسع عليه ؟
هنية: لأنه يمر علينا سنة كاملة من الأزمة، نكون أكثر تمسكاً بقولنا ابدؤوا حواراً بلا شروط ما دام أن المدة طالت، ابدؤوا الحوار على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ما دام كنا بذلك سابقاً فنحن أكثر قناعة اليوم لأن كل المراهنات سقطت، وليس أمامنا إلا حوار مباشر على طاولة واحدة بدون مقدمات وشروط، فعلى طاولة الحوار الوطني يمكن أن نبحث كل التفاصيل والملفات وأن نصل إلى حالة نموذجية يتطلع إليها الشعب الفلسطيني.
أما في الإطار الآخر فإنه لاشك أن الاحتلال يشدد الحصار وهو معني بتشديده رغم أن هذا الحصار فشل، وهذا ما اعترف به موظف كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، ولكن الحصار ضارب وخانق على كل مناحي الشعب الفلسطيني، ونحن نرى الكم الهائل من المسؤوليات والطلبات، ولكن لا بد هنا أن نقول كلمة للشقيقة مصر العزيزة أن افتحوا معبر رفح ولنكسر هذا القيد عن شعبنا، صحيح أن هناك اتفاقيات وتفاهمات، ولكن أريد أن أسأل هل الصهاينة احترموا الاتفاقات والتفاهمات حتى نبقى نحن رهائن لتفاهماته، إذا أرادوا أن يغلقوا كل المعابر لماذا لا نربط اقتصادنا بالاقتصاد العربي وربط اقتصادنا بالاقتصاد العربي لا يعني الفصل عن الضفة الغربية، ولا يعني الفصل السياسي، ونحن نشجع ربط اقتصادنا مع العرب، ونحن في مواجهة هذه التهديدات علينا أن نخرج إلى هذا الفضاء الرحب وهو الفضاء العربي وألا نبقي القطاع ومليون ونصف اليمون فلسطيني رهينة للمزاج الصهيوني فيما يتعلق بمسألة المعابر وغيرها.
ما الدروس التي استفدتموها من الحوارات السابقة وخاصة اتفاق مكة ؟
هنية: بالمعنى الوطني العام، تسليط الضوء على بعض المسائل، أولها يجب أن يشمل الحوار كل المسائل وألا نترك قضايا معلقة يجرى التعامل معها بعد التوقيع لأنه ثبت أن تعليق القضايا لما بعد التوقيع غير صحيح، فلذلك الاتفاق على كل التفاصيل قبل الوصول إلى التوقيع. والأمر الآخر إن الذي فجر الأوضاع في الساحة عندنا هي المؤسسة الأمنية ولذلك هذه لا بد أن تحظى برعاية واهتمام خاص من قبل المتحاورين وأن توضع لها أسس متكاملة وأن نصل إلى تفاهمات محددة بشأن إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية، وكذلك أي اتفاق لابد أن يكون له ضمانات وهناك نقصد بها الضمانة العربية المباشرة المطلة على التنفيذ الدقيق والأمين، وألا تترك التنفيذ للحالة الداخلية، يعني يجب أن تستمر الرعاية العربية لأي اتفاق حتى بعد التوقيع عليه للاطمئنان على مسألة التنفيذ، لأن هناك عوامل خارجية دائماً تقطع الخطوط وتعطل التنفيذ، والجانب الآخر أننا نستفيد من الاتفاقات التي وقعت بحيث ألا ننطلق من نقطة الصفر؛ فلدينا وثيقة الوفاق فهي صالحة ومفيدة وهي أول وثيقة إجماع وطني ساهم في صياغتها الأسرى في سجون الاحتلال، وكذلك وثيقة القاهرة ومكة وصنعاء.
التهدئة والعدوان
الشارع الفلسطيني بحالة من القلق هل سيكون هناك عملية عسكرية واسعة لغزة؟ هل ستكون تهدئة .. وهناك أسئلة كثيرة تدور؛ فالشارع يريد رسالة تطمين وتوضيح الموقف وما هي آخر الجهود التي تدور في موضوع التهدئة .. وهل تعتقدون أن دولة الاحتلال ستقطع الطريق على أي حوار فلسطيني قادم؟
هنية: أولاً الضجيج الإعلامي حول عملية عسكرية أو اجتياح للقطاع هدفه التغطية على الجرائم اليومية التي تقع، وهدفه رفض الذهنية المراقبة إلى شيء كبير ضخم ممكن أن يأتي لغزة وبالتالي كل ما يحصل شيء بسيط، عموماً الذي يحصل كبير من بداية الشهر وحتى منتصفه ارتقى قرابة 45 شهيداً فلسطينياً، زد على ذلك الأراضي والبيوت والدمار والحصار، والأمر الآخر نحن نتوقع دائماً من الاحتلال الأسوأ ولكن التهديدات لا تخيف الشعب الفلسطيني، فضلاً عن أن ما يعيشه الكيان داخلياً وخارجياً لا تؤهله إلى القيام بأي عمل بالمعنى الواسع ضد قطاع غزة، فلديه الفضائح الداخلية والفساد وفينواغراد والخلافات السياسية الآخذة بالتجذر في البنية السياسية في الحكم الإسرائيلي، وفي الخارج لديه قوى كبرى ممانعة سواء المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وهو يعيش في وسط عدائي وكذلك يعاني في داخله فهو ليس مؤهلاً بأن يقوم بعمليات كبرى، في الوقت نفسه هو يبحث عن التهدئة، وهم لجئوا إليها لأنهم فشلوا في كسر إرادة المقاومة في قطاع غزة بكل ما قاموا به، وخلال عام كامل لم يستطيعوا أن يحققوا أهدافهم المتمثلة بإسقاط الحكومة في غزة، وضرب المقاومة وإنهاك الشعب الفلسطيني ودفعه لأن يثور على حكومته، أياً من هذه الأهداف لن يتحقق، لذلك هذه التهديدات لا تخيفنا ولكن نحملها محمل الجد، ونحن كشعب صبور وقادر على مواجهة المتطلبات على هذا الصعيد.
البعض بعد أحداث قطاع غزة راهن على سقوط حكم "حماس" بعد ثلاثة أو خمسة أشهر، ولكن مر عام على حصار قطاع غزة وحماس كما هي، وهناك تساؤلات عن سر بقائكم أو عدم تحقق رؤى البعض .. الآن من أي تستمد حماس هذا البقاء على الصعيد السياسي والمالي رغم كل ما يتعرض له قطاع غزة من حصار واعتداءات؟
هنية: نحن دائماً بفهمنا وثقافتنا نستشعر معية الله، وهذا لا نسقطه من حساباتنا السياسية، وثانياً شعبنا الفلسطيني الذي احتضن هذه الحركة منذ انطلاقتها وصاحبها على مدار عشرين عاماً ثم أعطاها الثقة في صندوق الانتخابات وتحمل معها الحصار لمدة عامين ولمدة عام حصار قاسي وظالم، بمعنى أن حركة حماس والحكومة التي تمثلها ليست عبارة عن مجموعات بالإمكان هضمها أو قضمها، إنما هي ذات امتداد شعبي وجماهيري كبير، وموجودة في كل مفاصل حياة وفي كل قطاعات الشعب الفلسطيني، لذلك ليس من السهل على أي خصم أو عدو أن يقضم مثل هذه الحركة، وحتى الجدل القائم في إسرائيل جزء منه أنهم ذاهبين ليس لحركة موجودة في بعض خلايا وتنتهي، بل أنتم ذاهبون لحركة ذات امتداد شعبي وموجودة في كل الجماهير، الأمر الثالث وهو إسناد الأمة العربية والإسلامية، فالصعيد الرسمي صحيح أن هناك ضرورات للنظام العربي ونحن أحياناً لا نتقبل هذه الضرورات ونطلب من النظام العربي أن يكون موقفه أكثر وضوحاً وجرأة خاصة في مسألة الحصار، لكن هناك العديد من الدول حتى في مستواها الرسمي هي تقف إلى جانب شعبنا الفلسطيني وإلى معاناته في قطاع غزة، أما على صعيد الشعوب والجماهير فتكاد تكون بنسبتها المطلقة معنا وتقف إلى جانبنا وتمدنا بمقومات الاستمرار، وإلا أنا أريد أن أسأل عام كامل وأن تقدم الالتزامات الكاملة لأكثر من 20 ألف موظف قطعت رواتبهم بسبب استنكاف الآلاف من الموظفين بمبلغ وصل إلى حوالي 140 مليون دولار خلال العام، من أين هذا ؟ ونحن لا تأتينا أموال لا من أوروبا ولا من دول مانحة، وكذلك الضرائب الإسرائيلية لا تصل لغزة، وكذلك الجباية الداخلية بالنسبة للحكومة بغزة شيء يسير، أما الأمر الرابع أن هناك إدارة أزمات، يعني نحن لسنا موجودين في بيوت مغلقة ومتقوقعين على أنفسنا، ولكن لدينا وزارات ومتخصصين وحاولنا إدارة كافة الأزمات الداخلية منها والخارجية، ونحن في قطاع غزة نعيش حالة تهديد داخلي وخارجي.
واضح بشكل جيد أن قطاع غزة مقبل على مرحلة اشتراطات في موضوع التهدئة؛ هل لدى حركة "حماس" سيناريوهات لمواجهة هذه السيناريوهات؟
هنية: نحن نواجه كل السيناريوهات بالصمود، وبتوفير عناصر هذا الصمود وبالوحدة الوطنية والاستناد للعمق العربي والإسلامي باتخاذ القرارات التي تقطع الطريق على أي عدوان شامل على شعبنا، إلى أين نحن ذاهبون؟ إلى القدس. ونحن لم نفقد البوصلة والوضع المعاش في الساحة الفلسطينية هو وضع طارئ واستثنائي، لكن الأصل هو وحدة شعب وجغرافيا وأهداف وهذا ما نعمل على أساسه، وإلى حين أن نصل إلى حوار ونأمل أن يكون قريباً فنحن نتحمل مسؤوليتنا بإدارة شؤون البلد أن نوفر للناس العيش والاستقرار، وألا نرهقهم بأي قفزات.
الحكومة الصهيونية أعطت الأسبوع الماضي الفرصة لجهود التهدئة، وكانت تتحدث قبل ذلك أنها أقرب إلى العملية العسكرية، ففي ظل الاتصالات ومشاورات الحركة هل نحن ذاهبون باتجاه التهدئة أم باتجاه التصعيد؟ هل هناك إمكانية لدى حركة حماس تعمل على تقديم خطوات من شأنها أن تساهم في دفع هذا الحوار؟
هنية: نحن أين متجهين في موضوع التهدئة هذا مرهون بالسلوك الصهيوني والموقف الصهيوني إذا استجابوا مع الشروط وتعاطوا مع الشروط الفلسطينية والمبادرة المصرية التي ارتكزت على رفع الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان، حينها ستكون الطريق ممهدة للوصول إلى تهدئة.
أما فيما يتعلق بموضوع الحوار؛ فأنا أريد أن أؤكد أننا لم نطرح أي شروط تذكر للحوار، ونحن قد أرسلنا لأبي مازن مع الإخوة الذين التقوا به من الضفة الغربية برسائل "لينطلق الحوار، فربما نفاجئكم بخطوات ليست موجود بحساباتكم، كيف نريد أن نسيج الوطن أكثر من أن نسيج أفراد، وكيف نريد أن نحفظ حقوق شعب أكثر من أن نحفظ حقوق أفراد.
اليوم (السبت 14/6) وفد من "حماس" سيتوجه للقاهرة ودولة الاحتلال تقول إن الموعد النهائي مرهون برد حماس النهائي الاثنين القادم، إما تهدئة وإما عدوان .. لماذا حتى اللحظة لم يتم التوصل إلى تهدئة؟ وما هي العقبة الأساس؟ ذكرتم أنكم وفرت العيش والأمن والأمان والاستقرار، الأمن نشهد به ولكن العيش الناس تعبت والأمور صعبة، والناس تريد فترة استراحة وتهدئة تفتح فيها المعابر، فهناك حالة يأس لدى المواطن باتجاه هذا الموضوع؟.
هنية: العقبة الحقيقة التي تقف عائقاً أمام موضوع التهدئة هي المماطلة الصهيونية والغموض في موقفه في الرد على المطالب الفلسطينية، كذلك عدم الوضوح في التعامل مع مصر، فهم بالبداية يريدون تهدئة مقابل تهدئة، ومن ثم فترة اختبار، ومن ثم تحدثوا عن مسألة التدرج في فتح المعابر بدون تواريخ لفتحها، ومن ثم إن معبر رفح خارج مشروع التهدئة بالنسبة لهم، فلا الإخوة المصريين تعاطوا بالمطلق مع هذه المسائل ولا نحن كذلك، نحن نريد تهدئة متبادلة مع رفع الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان على شعبنا، لذلك العقدة في هذه المسائل هناك ضبابية وعدم وضوح ومماطلة وهناك عدم استجابة لاستحقاقات التهدئة من قبل السلطات الصهيونية. وأود أن أقول أن الاحتلال غير متماشي حتى مع الرؤية المصرية التي عرضها الإخوة المصريين على الفصائل الفلسطينية، لذلك الزيارات المكوكية التي تكون للقاهرة سواء كان الفلسطينيين أو من الصهاينة كلها تدور حول هذه القضايا.
أما بالنسبة لشاليط (الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة الفلسطينية منذ عامين) فلم يكن جزءاً في موضوع التهدئة ولكنهم يريدونه كجزء من السياق وليس شرطاً، بمعنى إنه إذا استمرت التهدئة ننتقل إلى موضوع شاليط، الموقف الفلسطيني ليس ضد ذلك بل نريد أن ننهي هذا الملف سريعاً ولكن المهم الاستحقاق المترتب على هذا الملف.
أما بالنسبة للأوضاع المعيشية، أنا قلت أننا وفرنا لقمة العيش بالمسؤولية المباشرة لما ندير، ونحن سنوفر راتب شهري لكل أسرة لا تتقاضى أي دخل من أي جهة كانت، وهناك احتمال أن نشرع بهذه الخطوة مع مطلع الشهر القادم (تموز/ يوليو).
لقاءات الأوروبيين
هناك حديث متكرر عن اتصالات ولقاءات مع الأوروبيين غير معلنة، إلى أي مدى وصلت علاقاتكم معهم، وما هي أهم النقاط التي تطرح على طاولة البحث؟ وهناك قرارات قضائية تتخذونها في حكومة غزة يلزمها مصادقة الرئيس عباس، هل لديكم أي إجراءات لتجاوز المصادقة الرئاسية؟
هنية: فيما يتعلق بمسألة الأوروبيين؛ نعم فحركة الاتصال اتسعت معهم في الفترة الأخيرة ودخل عليها دول جديدة في هذا الموضوع وكان من بين اللذين زاروا مستشار مبعوث اللجنة الرباعية طوني بلير، وباعتقادي أن أوروبا تعاني من عدة إشكاليات في تفعيل دورها؛ الإشكالية الأولى أن الإسرائيليين يريدوا أن يبعدوا أوروبا عن الملف السياسي وأن يحصروا الدور الأوروبي في الحالة الإنسانية الإغاثية التموينية، وكذلك إنها تحسب حسابات للإدارة الأمريكية وأنها واقعة أيضاً بين مسألة الخلاف بين الشرعيات في الساحة الفلسطينية، وقبل أيام توجهت برسالة مطولة إلى الرئيس الفرنسي ساركوزي تتحدث عن الحالة الفلسطينية وتطلعنا إلى دور فرنسي في أثناء ترأس الاتحاد الأوروبي، لأن فرنسا ستقود في المرحلة القادمة الاتحاد الأوروبي، ونتطلع لأن تقوم بدور باتجاه رفع الحصار عن شعبنا الفلسطيني.
وإذا بذلت (فرنسا) جهوداً من أجل رأب الصدع الفلسطيني فهذه الجهود مرحب بها في هذا الموضوع، ونحن نتلقى ردوداً شفوياً وليست مكتوبة، وكذلك استقبلنا وفوداً من البرلمان الأوروبي، والتقينا بمسؤولين أمريكان زاروا لأول مرة قطاع غزة، وهذا لم يكن موجود منذ شهور حيث كان هناك قرار بالقطيعة المطلقة مع غزة وعدم الاتصال بها وبمكوناتها الرسمية، لكن صمود شعبنا فرض على الأطراف أن تعيد النظر في هذه السياسة لأن الكل اقتنع لا شيء إيجابي يمكن أن يحدث في المنطقة بدون حماس، ووصلوا إلى قناعة أنه لا استقرار في المنطقة بدون أن يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه، لكننا نطلب جرأة أكبر من الأوروبيين في مسألة العلاقات والحصار والمعاناة والعدوان ضد شعبنا الفلسطيني، وأن تتمايز أوروبا عن موقف الإدارة الأمريكية المنحاز بالمطلق إلى إسرائيل وأن تتخلص من الدور الوظيفي الذي يريد أن يحصرها في الجانب الإغاثي ليس إلا، وأن تأخذ دورها حتى في البعد السياسي وأن تفرض دوراً ملموساً على هذا الصعيد.
أما بالنسبة للقضاء؛ فهناك أمور أقرها القضاء ومن المفترض أن يصادق عليها الرئيس أبو مازن ورفعت له وحتى الآن لم يصادق عليها، ونحن هنا سنبحث في إمكانية تنفيذ هذه القرارات وسنوجد مظلة من التشريعي أو رئاسة الوزراء، فنحن لا نريد أن نعطل مصالح الناس ولا نريد أيضاً أن نرهن الحالة بحالة الخلاف القائم، فهناك قضايا مصيرية.
ربما دار الحديث حول موضوع خلية العملاء التي تم الكشف عنها والتي تتكون 75 عنصراً .. هل هناك إستراتيجية لدى الحكومة للتعامل مع ملف العملاء وهو ملف شائك أم الأمر لازال ضمن ردات الفعل؟ والبعض يرى أن هناك توجهاً لدحرجة الأزمة الحالية حتى انتهاء عام 2008 بعد بقاء الحالة لا حرب ولا تهدئة ولا مواجهة وصولاً إلى إدارة أمريكية جديدة .. هل ستقبلون أنتم ببقاء هذه الحالة حتى نهاية العام؟
هنية: بالنسبة للعملاء فأنا ذكرت العدد، ولكن ما علينا أن نعلمه بأن هؤلاء العملاء درجات وليس كلهم متورطون بقتل، وهذا العدد لا يشوّه الصورة المشرقة لهذا الشعب، ولكن كل مسيرة فيها غث وسمين، ونحن نعتقد أنها ليست ردة فعل بل هي رؤية أمنية لمتابعة هذا الملف لمحاولة الوصول إلى هذه الأذرع المتقدمة المتحركة وتجفيف منابع الاحتلال على هذا الصعيد من أجل حماية شعبنا الفلسطيني، والجهد لا زال قائماً على هذا الصعيد.
أما فيما يتعلق بموضوع اللاسلم واللاحرب؛ فنحن قلنا أننا نشهد انكساراً للمشروع الأمريكي، وهناك صعود لتيار المقاومة والممانعة وتماسك في هذا التيار، وهناك اضطراب حاصل في المنظومة الإسرائيلية وهناك صمود لدى شعبنا الفلسطيني، وهناك تغير في الجغرافيا السياسية مع نهاية هذا العام، فنحن بالنسبة لنا لسنا مضغوطين باللحظة رغم أن آثار الحصار وصلت إلى كل بيت وإلى كل مستوى من حياتنا؛ ولكننا مستشرفين أيضاً مستوى الحياة العامة التي نمر بها، وأنا أعتقد أن تقطيع الوقت بما يحمي مصالحنا وعدم الدخول في أي متاهات هذا بالنسبة لنا مفيد، أولويتنا هي أولها استعادة الوحدة الوطنية ورفع الحصار وحماية الشعب الفلسطيني بمقاومته، وهذه هي أولوياتنا حتى نهاية العام 2008، وننتظر ماذا سيحصل من متغيرات حتى نهاية العام، لكن المنطقة ستكون أفضل بدون إدارة بوش.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.