معاناة يومية يعيشها الألاف من أهالي دمياط، وخاصة أهالي القرى الذين يعيشون سيناريو متكرر، وهو انقطاع المياه بصوره شبه يومية، وتلوثها في اوقات متقطعة، والغريب أن تلك المأساة تحدث على أرض المحافظه التى يصب فيها أحد نهر النيل، الذي أصبح رصيده خالياً الاّن من المياه، وسيطرت الفواتير المستمرة والمتتالية على كاهل المواطنين الغلابة المحرومين من أبسط حقوقهم فى كوب مياه نظيف. معاناة مياه الشرب يطالب أهالي دمياط بتغيير كل خطوط المياه المصنوعة من مادة الاسبستوس المحرمة دولياً لخطورتها على صحه الإنسان، وعلى الرغم من التغطيات التي تقوم بها شركة مياه الشرب لمختلف المواقع لتؤكد أن المياه سليمة، إلا أن اشتباكات عديدة ومشاحنات تقع بينهم وبين الأهالي بسبب عدم اقتناع كلا منهما بقول الاّخر، خاصة بعد قيام المعمل المركزي برفع عينات من منطقة مستشفى حميات دمياط ، والتي جاءت مطابقة للمواصفات والمعايير الصحية لمياه الشرب طبقا لقرار وزير الصحة رقم 458 لسنة 2007. كما أكد تقرير شركة المياه بدمياط، على سلامة مياه الشرب بمناطق باب الحرس والسيالة، بعد الشائعات التى ترددت بتلوث المياه واختلاطها بالصرف الصحي وهو ما تسبب فى حدوث رعب بين الاهالي، مما اضطرهم للاعتماد على المياه الغازية، وهو ما تسبب فى ارتفاع أسعارها. مشاكل أهالي دمياط من جهتها حاولت شبكة الإعلام العربية "محيط" التعرف على مشكلة أهالي دمياط مع مياه الشرب وحجم المشكلة وكيف يمكن التغلب عليها. عبر عدد من المواطنين عن استيائهم من تصريحات اللواء محمد عبد اللطيف منصور - محافظ دمياط - أن لديه رضاً بنسبة 99% عن حالة مياه الشرب بدمياط ، وتساءل اهالي منطقة باب الحرس -خاصة الذين يقيمون خلف مستشفى حميات دمياط- كيف تكون نتائج التحاليل سليمة وأن المياه صحية واّمنة؟ وفى نفس الوقت يقرر المهندس سيد ربيع رئيس شركة مياه الشرب تغيير خط المياه الرئيسى بالمنطقة؟. من جهه أخرى قامت لجنة من وزارة الصحة بزيارة لمنطقة باب الحرس وقامت بسحب عينات من المياه لتحليلها بالمعامل المركزية بالقاهرة، بعد أن تلقت إدارة خدمة المواطنين بديوان عام محافظة دمياط شكوى من سوء حالة المياه بمناطق باب الحرس والسيالة والسنانية. ففى قرية السيالة اشتكى الأهالي من تغيير رائحة ولون المياه، على الرغم من تغيير خطين من الخطوط الثلاث لمياه الشرب الموجودة بالقرية بتكلفة تجاوزت المليون ونصف المليون جنيه، لكن دون جديد في حالة المياه فدائماً متقطعة وملوثة. والمثير فى تلك القضية الشائكة هو استمرار سوء حالة المياه على الرغم من الميزانيات الكبيرة التي اعتمدتها شركة مياه الشرب لتطوير معداتها وامكانياتها لرفع مستوى الخدمة التي تقدمها للمواطنين، وللوصول لأعلى جودة لحالة المياه، وقد قامت الشركه خلال العام الحالي بشراء معدات وأجهزة قياس بمبلغ 24,5 مليون جنيه على النحو التالي، شراء حفار ومعدات ووسائل نقل بمبلغ 6 مليون جنيه، أجهزة معامل بمبلغ 4,5 مليون جنيه، ربط مواقع الشركة بشبكة اتصالات بمبلغ 9 مليون جنيه، كما قامت بشراء أجهزة قياس للمحطات والشبكات بمبلغ 2 مليون جنيه، وأجهزة كشف التسرب بمبلغ 2,5 مليون جنيه. ووفقا لاحصائيات الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، فإنه تم استثمار 454 مليون جنيه في مشروعات مياه وصرف صحي، في الفترة ما بين 2011 وحتى 2013، كما تم تغيير 75 كيلو متراً، من مواسير اسبستوس إلى مواسير بلاستيكية بتكلفة 21 مليون جنيه. وطبقا لبيانات الشركة فان محافظة دمياط بها عدد من المناطق الساخنة التي يشتكي قاطنوها من ضعف المياه وتغير رائحتها، وهى مدن رأس البر، وعزبة البرج، والسرو، وقرى السيالة، والسنانية، والخياطة، وشطا بمدينة دمياط.