مرض السكر من أكثر الأمراض انتشاراً في مصر والعالم العربي ويؤدي إلى كثير من المضاعفات على الجسم وعلى العين خاصةً الشبكية. وعقد المنتدى العربي لمرض السكر، بالتعاون مع شركة "نوفارتس فارما" مصر، مؤتمراً صحفياً على هامش الاجتماع السنوي الرابع للملتقى في القاهرة. وأكد المؤتمر أهمية التوعية بعواقب مرض السكر وعلى رأسها اعتلال الشبكية السكري، الذي يجعل المريض في حاجة مستمرة للمساعدة نتيجة فقدان البصر، كما ناقش الخبراء أحدث العلاجات المتاحة للمرض. وأواضح د. عباس عرابي أستاذ الغدد الصماء والسكر بجامعة الزقازيق، أن أساليب الحياة غير الصحية كانت أحد الأسباب التي وضعت 6 دول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على قائمة العشر دول التي سجلت أعلى معدلات انتشار لمرض السكر على مستوى العالم. وأضاف تحتل مصر المركز التاسع عالمياً في ظل انتشار مرض السكر بنسبة 16.6%، ومن المتوقع أن تحتل المركز الثامن بحلول عام 2030، طبقاً للاتحاد الدولي لمرض السكر. ويؤثر مرض السكر في الأوعية الدموية الدقيقة والكبيرة والأعصاب، ولذلك يمكنه التأثير في أي عضو من أعضاء الجسم خاصة شبكية العين، والكلى، والأعصاب الطرفية، بالإضافة إلى زيادة خطورة التعرض لأمراض القلب. ويسهم مرض السكر في خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما يرتبط بارتفاع معدلات الكولسترول، وهو المسئول عن زيادة خطورة التعرض للأزمات القلبية وأمراض القلب والأوعية الدموية. وتكمن خطورة مرض السكر في هذه المضاعفات التي يمكن أن تبدأ في الحدوث قبل اكتشاف مرض السكر. وأوضحت الدكتورة إيمان رشدي أستاذ الغدد الصماء والسكر بجامعة القاهرة قائلةً: "على مدار ال30 عاماً الماضية، لم يدرك الباحثون أهمية السيطرة المستمرة على مستوى الجلوكوز بالدم ودورها في الوقاية من مضاعفات مرض السكر". وأشارت إلى أنه يتم التعامل مع المرض حالياً باعتباره عامل خطورة رئيسي من الممكن أن ينتج عنه العديد من المشكلات الصحية وفي مقدمتها العجز البصري. ومن جانبه، قال د.على عبد الرحيم أستاذ السكر بجامعة الإسكندرية: "من الممكن أن تتفاقم مضاعفات مرض السكر على مدار أعوام طويلة دون ظهور أي أعراض، ولذلك تعتبر الفحوصات الدورية ومنها الفحص السنوى للعين ضرورة قصوى للوقاية ونجاح العلاج بغض النظر عن مدى وضوح الرؤية." وأشارت د نها خاطر أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهرة، إلى أن اعتلال الشبكية السكري هو المسبب الأول لأي ضرر بالشبكية ينتج عن ارتفاع مستوى السكر بالدم. وفي حالة إهمال العلاج، يعاني معظم المصابين من تدهور البصر، كما تجدر الإشارة أن حولي 50% منهم معرضون لخطر الإصابة بالعمى التام. وحتى وقت قريب كان العلاج التقليدي لمشكلات الشبكية، ويشمل ذلك اعتلال الشبكية السكري، يتم باستخدام الليزر، وعلى الرغم من قدرة هذه التقنية على وقف تقدم المرض لفترة، ولكنها لم تحرز أي تحسن في نظر المرضى. وأضافت د. نها أن عقار "رانيبيزوماب" لم يثبت فقط قدرته على وقف تدهور النظر، بل حقق تحسناً ملحوظاً في قوة إبصار المرضى. وأوضحت د. نها بخطورة التأثيرات النفسية لمرض اعتلال الشبكية السكري، موضحةً أن اعتلال الشبكية السكري وما ينتج عنه من فقدان للبصر له العديد من التأثيرات السلبية، ويشمل ذلك تكدير الحياة العائلية للمريض، وعلاقاته ومهامه اليومية، بالإضافة إلى انعزاله عن الحياة الاجتماعية وحاجته المستمرة للمساعدة وضياع حياته العملية، مما ينتج عنه الكثير من المشكلات المادية أيضا. يذكر أن العجز البصري الناتج عن اعتلال الشبكية السكري من الممكن علاجه الآن، ففي أغسطس 2012، اعتمدت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية عقار "رانيبيزوماب" لعلاج اعتلال الشبكية السكري، ويعتبر أول عقار معتمد لعلاج هذا المرض في العالم.