أكثر من 750 خبير عقاري يشاركون في فعاليات القمة العقارية العالمية ومؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الرهن العقاري والإسكان الميسر في ظل الزخم الذي يشهده سوق العقارات في دبي وتعافيه بشكل ملحوظ وعودته لاستقطاب الاستثمارات، يناقش خبراء القطاع ما إن كانت الإمارات تدخل فقاعة أخرى وما الخطوات الواجب القيام بها للحفاظ على استدامة مسار النمو. سيكون ذلك واحداً من عدة مواضيع هامة تتناولها القمة العقارية العالمية المقبلة التي تقام على هامش معرض سيتي سكيب غلوبال، أكبر وأهم معرض عالمي في قطاع العقارات بالشرق الأوسط، وذلك في الفترة ما بين 8 و10 اكتوبر في مركز دبي التجاري العالمي. وقال طارق رمضان، رئيس مجلس إدارة مجموعة ثراء القابضة، مجموعة العقارات والأعمال الإماراتية، وأحد أبرز المشاركين في النقاشات على مدى الأيام الثلاثة للقمة، أن السوق يشهد عودة المضاربات في الوقت الذي يسبب فيه استمرار عقد الصفقات الكبرى بمتاعب للمسؤولين التشريعيين ممن يتطلعون إلى الحدّ من الارتفاع الكبير في الأسعار. وقال رمضان: "شكلت القوانين والإصلاحات التشريعية التي أجرتها دائرة أراضي دبي وسلطة التنظيم العقاري أساساً لبيئة من الشفافية والاكتفاء للمستثمرين العقاريين في دبي، ولكن الأهم من ذلك ما قدمته من حماية ضرورية للمستثمرين عبر تأمين متطلبات المطورين بمستوى أكبر." وأضاف: "لكننا سوق دولي مفتوح ولهذا فمن الصعب على السلطات فرض القيود على الطلب لتجنب حدوث فقاعة أخرى، وبخاصة في وقت يشهد صفقات نقدية تمثل أكثر من 75 بالمائة من مجموع التعاملات العقارية في دبي. يعني ذلك أن استخدام أسعار الفائدة والقيود الأخرى على التعاملات لن يؤثر بقدر واضح على الطلب بشكل عام." ووفقاً لدائرة الأراضي في دبي فقد ازدادت التعاملات العقارية في الإمارة بنسبة سنوية قدرها 63 بالمائة خلال الربع الأول من العام 2013، لتصل قيمتها إلى 12 مليار دولار أمريكي، الأمر الذي يبرز تزايد ثقة المستثمرين بالقطاع العقاري. وقال رمضان أن سياسة السوق المفتوح التي تنتهجها دبي والإطار التشريعي الذي جرى تطبيقه على مدى السنوات الماضية كان أساسا لانتعاش قطاع العقارات في الإمارة، ولكنه حذّر من أن أي تدخل في السياسة الحالية للحد من مستويات الطلب المتصاعدة سيؤثر على مصداقيتها وثقة المستثمرين بها. وأضاف: "إنني على ثقة من إمكانية اتخاذ إجراءات محددة لإدارة الطلب وتوفير أساس متين للنمو المستدام عبر فرض قيود أخرى على المضاربات. إنه موضوع بالغ الأهمية وفي الواقع يستقطب اهتماماً كبيراً من جانب الإعلام وخبراء القطاع، وأنا على ثقة من أن القمة العقارية العالمية ستعرض عدداً من الأفكار الواضحة والمبتكرة حول الموضوع إلى جانب اقتراحات لتحقيق استدامة النمو." وتعتبر القمة العقارية العالمية واحدة من بين ثلاثة مؤتمرات متخصصة تقام على هامش الدورة 12 من معرض سيتي سكيب غلوبال لهذا العام. ويتضمن برنامج المؤتمرات كلاً من مؤتمر مدن المستقبل ومؤتمر الرهن العقاري والإسكان الميسر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واللذان يشهدان مشاركة ما مجموعة 750 من خبراء القطاع العقاري لمناقشة الفرص والحلول لأهم التحديات التي يواجهها القطاع اليوم. يعقد مؤتمر الرهن العقاري والإسكان الميسر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الفترة ما بين 8 و9 أكتوبر المقبل، ويناقش أفضل الاستراتيجيات والإجراءات اللازمة لتلبية النمو المستمر للمشاريع السكنية ذات التكاليف الميسرة في المنطقة. ووفقاً لمنظمة الأممالمتحدة فإن واحداً من كل خمسة أشخاص يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يصنّف ضمن فئة الشباب بين عمر 15 و 24 عاماً، مما يعني ان العدد الإجمالي للشباب في المنطقة يبلغ حوالي 90 مليون نسمة – وهذا الرقم من شأنه أن يفرض طلباً غير مسبوق على التجمعات السكنية بتكاليف معقولة. وأشار كريس سيمور، الشريك ورئيس وحدة العقارات والبنية التحتية الاجتماعية في شركة إي سي هاريس للاستشارات، والذي سيكون من بين المتحدثين المشاركين في القمة العقارية العالمية، إلا أن المطورين قد انتبهوا إلى هذه الحقيقة. وقال سيمور: "يدرس المطورون والحكومات بجدية خيارات الإسكان الميسّر حالياً، وأعتقد أننا سنشهد تحسناً في المجال للمساعدة في توفير إمكانات أفضل للشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا." "لدينا أمثلة من خلال المشاريع ذات الاستخدام المشترك في دبي وأبوظبي، والتي توفر للشباب أماكن للعمل تناسب السكن في الوقت ذاته. فهم يريدون التمتع بإمكانات التسوق وتوفر الفنادق على المستوى المتوسط لسد الثغرات في سوق السكن الميسر." وأضاف سيمور: "يحدث التحسن في نضج قطاع العقارات في المنطقة من خلال التميز المتزايد بين أسواق القطاعات الأساسية والثانوية، وهو أمر يجب أن ننظر إليه على أنه تطور سليم ومؤشر جيد على النمو المستدام في المنطقة." ومن أبرز المتحدثين الآخرين خلال القمة العقارية العالمية ومؤتمر الرهن العقاري والإسكان الميسر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كل من نيندا باتشيك، رئيس شركة غلوباس ساكسيس أدفايزرز والرئيس المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بلومبيروغ كابيتال بارتنرز، وميساء صباح، المدير التنفيذي لمنطقة الخليج لدى معهد الإسكان الميسر. يشار بالذكر إلى أن معرض سيتي سكيب غلوبال يقام بتنظيم من شركة إنفورما للمعارض وبدعم دائرة الأراضي في دبي، وهو ملتقى سنوي لكبار المستثمرين والمطورين وسلطات تشجيع الاستثمار والعاملين في مجالات المعمار والتصميم والجوانب المرتبطة بالقطاع العقاري، بهدف تعزيز نمو الاستثمارات العقارية وتحقيق التطور في الأسواق الناشئة حول العالم. وتستضيف الفعالية التي تمتد ثلاثة أيام أكثر من 200 عارض في دورة العام 2013، وتحظى مجدداً بدعم من رعاة التأسيس إعمار ونخيل ومجموعة دبي العقارية، والراعي الاستراتيجي بروة العقارية والراعي الفضي أنانتارا ريزدنسز وباسيفيك فينتشرز، كما ستكون قناة العربية شريك البث الإقليمي المعتمد وسي إن إن الشريك العالمي للبث.