تستقبل مصر اليوم العالمي للسكان 2013 الذي يوافق 11 يوليو الجاري ب 85 مليون مواطن مصري، حيث أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن وصول عدد سكان مصر غدا الخميس إلى نحو 84.734 مليون نسمة. وأوضح الجهاز - في بيان يوم الثلاثاء ارتفاع عدد السكان من 72. 8 مليون نسمة عام 2006 - وفقا لآخر تعداد سكاني - إلى 76. 1 مليون نسمة في بداية عام 2009 لتصل إلى حوالي نحو 7.83 مليون نسمة في بداية عام 2013 بزيادة قدرها 10،9 مليون نسمة عن بيانات آخر تعداد. وأضاف أن نسبة الذكور بلغت 51. 1% والإناث 48. 9% بنسبة، كما بلغت نسبة سكان الحضر حوالي 43%، وطبقا لتقديرات بداية عام 2013، مشيرا إلى أن محافظة القاهرة تستحوذ على المرتبة الأولى كأكبر محافظات بالجمهورية في عدد السكان بعدد 8. 9 مليون نسمة مقابل162 ألف نسمة في محافظة جنوبسيناء التي تعتبر أقل المحافظات عددا في السكان. ونوه الإحصاء إلى أن المجتمع المصري يعتبر مجتمعا فتيا حيث تشكل الفئة العمرية حتى 14 عاما ثلث السكان بنسبة 31% بينما قدرت نسبة السكان من كبار السن 65 عاما فأكثر نحو 4. 4% ليبلغ معدل الإعالة العمرية 55. 1 % لإجمالي الجمهورية في بداية عام 2013. قضايا ومخاطر ويحتفل العالم غدا باليوم العالمي للسكان تحت شعار " الحد من مخاطر الحمل المبكر للمراهقات" ، وهو يهدف لرفع الوعي لقضية حمل المراهقات وهو ليست مجرد قضية صحية، بل هو قضية إنمائية لأنه مرتبط بالفقر، وعدم المساواة بين الجنسين، والعنف والأطفال والزواج القسري، واختلال توازن القوى بين الفتيات المراهقات وشركائهن الذكور، ونقص التعليم، وفشل نظم ومؤسسات لحماية حقوقهم. وتشير التقارير إلي أن حوالي 16 مليون فتاة تتراوح أعمارهم بين 15- 19 تلد كل عام ، والمضاعفات الناجمة عن الحمل والولادة هي السبب الرئيسي للوفاة بين الفتيات في هذه الفئة العمرية وخاصة في البلدان النامية. ومع ازدياد تسارع الانخفاض غير المسبوق في عدد الوفيات في أكثر أنحاء العالم تطورا في أثناء القرن 19، ثم اتسع نطاقه ليصل إلى كل أنحاء العالم في أثناء القرن 20 ليصبح بذلك واحدا من أهم انجازات الإنسانية. تشير إحدى التقديرات إلى ارتفاع متوسط العمر من 30 إلى 70 سنة بين عامي 1810 و 2005، مما أدى إلى نمو عدد السكان نموا سريعا من 1 مليار في عام 1810 إلى 7 مليار في عام 2011 ، كان له آثار عميقة وتحديا على الاستدامة والتنمية وفي الحصول على الخدمات الصحية وتمكين الشباب. رعاية المراهقين وكان مجلس إدارة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي قد أوصي في عام 1989 بموجب قراره 89/46، أن يحتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي للسكان في 11 يوليو من كل عام وذلك بغرض تركيز الاهتمام على الطابع الملح للقضايا السكانية وأهميتها في سياق خطط التنمية الشاملة وبرامجها والحاجة لإيجاد حلول لهذه القضايا. وأشار بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بهذه المناسبة إنني وقد كنت دوماً من أشد مناصري تعليم الفتيات ورعاية صحتهن وإعمال حقوقهن وانطلاقاً من إيماني العميق بقدرة الشابات على تغيير عالمنا، أرحب باتخاذ حملِ المراهقات محوراً للتركيز في احتفالنا باليوم العالمي للسكان هذا العام ، فمثل هذا الموضوع الحساس يتطلب اهتماماً عالمياً. وذكر مون إن الكثيرات من المراهقات اللائي يضعن حملهن كل عام، ويقدر عددهن بنحو 16 مليون فتاة لم تتح لهن قط إمكانية التخطيط لحملهن ، والمضاعفات الناتجة عن الحمل والولادة قد تسفر عن إعاقات خطيرة منها الإصابة بناسور الولادة ، وهذه المضاعفات هي السبب الرئيسي المؤدي إلى وفاة هؤلاء الشابات المعرضات للمخاطر، والمراهقات أيضا يعانين من ارتفاع مستويات المرضِ أو الإصابة أو الوفاة في صفوفهن من جراء الإجهاض غير الآمن. وأكد مون إن مواجهة هذه المشاكل تقتضي منا ضمان التحاق الفتيات بالتعليم الابتدائي وتمكينهن من الحصول على تعليم جيد طوال فترة المراهقة، فالمرجح أن الفتاةَ المتعلمة لا تتزوج زواجا مبكراً وتؤخر حملَها إلى حين الاستعداد لإنجاب الأطفال كما أنها تحصل على دخل أعلى ويتمتع أطفالُها بقسط أوفر من الصحة. كما أكد مون في رسالته أنه ولا بد أيضا أن نوفر لكافة المراهقين تثقيفا جنسيا شاملا يتناسب مع مختلف الأعمار. ويتسم هذا الأمر بأهميته البالغة إذا أريد للشابات أن يتخذن بأنفسهن القرار بشأن الوقت المناسب لإنجاب الأطفال وأن يتبين مدى رغبتهن في أن يصبحن أمهات. وتابع: ويجب إضافة إلى ذلك أن نوفر خدمات الرعاية الصحية الشاملة في مجالي الصحة الجنسية والإنجابية بحيث تغطي خدمات تنظيم الأسرة والوقايةَ من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي ومعالجتها بما فيها فيروس نقص المناعة البشرية. وأردف قائلا: ولا بد أيضاً أن تكفل للمرأة خدمات صحة الأم التي تحتاجها، إننا ببذلنا العناية والموارد في سبيل تعليم المراهقات وضمان صحتهن ورفاههن، نجعل منهن قوة أكبر قادرة على إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات من شأنه أن يؤثر في أجيال عديدة مقبلة. ودعا مون في الاحتفال بهذا اليوم العالمي للسكان أن نتعهد بمساعدة المراهقات على استغلال إمكاناتهن الكاملة وبتمكينهن من المساهمة في تشكيل مستقبلنا المشترك. حمل المراهقات وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية وصندوق السكان التابع للأمم المتحدة إلي أنه هناك أكثر من 600 مليون فتاة في العالم اليوم ، أكثر من 500 مليون منهم في البلدان النامية ، وان حوالي 16 مليون فتاة تتراوح أعمارهم بين 15- 19 تلد كل عام ، أي 11% من جميع الولادات في جميع أنحاء العالم ، كما أن الغالبية العظمى 90 % من المراهقات الحوامل في العالم النامي يتزوجن ، وأن 3.2 مليون آخر يجرين عمليات إجهاض غير آمنة، وسجل نحو 95% من تلك الولادات في البلدان المنخفضة والبلدان المتوسطة الدخل . وقد انخفض معدل الولادات العالمي بين المراهقات من 60 لكل 1000فتاة في عام 1990 إلي 48 لكل 1000 فتاة في عام 2008 ، وتراوحت المعدلات بين 5 لكل 1000 فتاة في شرق آسيا ، و121 لكل 1000 فتاة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى . ومع أن معدلات الولادة عند المراهقات آخذة في التراجع ، فإن العدد المطلق للولادات انخفض بوتيرة أقل وذلك بسبب ارتفاع نسبة المراهقات . وعلاوة علي ذلك شهدت نسبة الولادات بين المراهقات في كثير من البلدان ارتفاعا مقارنة بالولادات المسجلة بين النساء من كل الأعمار وذلك بسبب انخفاض معدل الخصوبة عند النساء الأكبر سناً. كما تظل حالات الحمل والولادة بين المراهقات المتراوحة أعمارهن بين 10 سنوات و14 سنة نادرة نسبياً في معظم البلدان ، غير أن نسبة النساء اللواتي يلدن قبل بلوغ 15 سنة حسب مصادر مختلفة تتراوح بين 0،3% و12% منذ عام 2000 في بعض بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، وفي أمريكا اللاتينية تمثل الولادات المسجلة لدي هذه الفئة العمرية أقل من 3% من مجموع الولادات المسجلة بين المراهقات . الزواج المبكر وتشير آخر التقديرات الدولية إلي أن أكثر من 60 مليون امرأة من الفئة العمرية من 20 - 24 سنة في جميع أنحاء العالم تزوجن قبل بلوغ سن 18 عاماً ، ويتباين حجم الزواج المبكر بين البلدان والأقاليم فنجد أعلي المعدلات في غرب أفريقيا ، تليها منطقة جنوب آسيا وشمال أفريقيا الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية . لكن نحو نصف الفتيات المزوجات في سن مبكرة يعشن في جنوب آسيا نظرا لعدد السكان ومعدلات الزواج المبكر هناك، كما تشير البيانات إلي تراجع انتشار هذه الظاهرة في معظم أنحاء العالم ولكن بوتيرة بطيئة. وعادة ما يكون حمل المراهقات في الدول المتقدمة خارج إطار الزواج ، وفي دول و ثقافات أخرى و تحديدا في الدول النامية فإن حمل المراهقات غالبا ما يكون في إطار الزواج ولا يعتبر وصمة عار بناءا على ذلك ، ولأجل هذه الأسباب فقد تم القيام بعدد من الدراسات والحملات والتي تسعى للكشف عن المسببات وتحديد عدد حالات الحمل بين المراهقات. وضمن الدول المتقدمة التابعة لمنظمة التعاون والتمنية فإن أعلى معدلات حمل المراهقات هي تلك التي توجد في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة أما أدناها فهي التي توجد في اليابان وكوريا الجنوبية . وقد وجدت منظمة" الحفاظ علي الطفولة" أن 13% من الأطفال ولدوا لأمهات تحت سن العشرين في مختلف أنحاء العالم، أكثر من 90% من هذه النسبة توجد في الدول المتقدمة في كل عام ، وتعتبر التعقيدات ومشاكل الحمل والولادة أهم أسباب الموت لدى النساء بين سن 15 و 19 في تلك الدول ، أما أعلى نسبة من حالات الحمل بين المراهقات في العالم فهي توجد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث تميل النساء إلى الزواج في سن مبكرة. وفي النيجر على سبيل المثال ، 78% من النساء اللواتي شملهن الاستطلاع هن من المتزوجات، و 53% منهن قد أنجبن دون سن 18 عاماً . وفي شبه القارة الهندي يعني الزواج المبكر في بعض الأحيان حمل المراهقات ، وبخاصة في المناطق الريفية حيث تكون معدلات الحمل أعلى بكثير من الأماكن الحضرية. هذا وانخفض معدل الزواج المبكر والحمل بشكل كبير في كل من اندونيسيا وماليزيا ، إلا أنها لا تزال مرتفعة نسبيا. وفي المناطق الآسيوية الصناعية مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة فإن معدلات الولادة لدى الفتيات في سن المراهقة في من بين أدنى المعدلات في العالم . أما الاتجاه العام في أوروبا منذ عام 1970 فقد كان الانخفاض الشامل للخصوبة ، والزيادة في سن الولادة للمرة الأولى بالنسبة للنساء، بالإضافة للانخفاض في عدد المواليد بين المراهقين. كما تنخفض معدلات الولادة في سن المراهقة في معظم بلدان أوروبا الغربية ، ويعزى هذا إلى التعليم الجيد فيما بتعلق بأمور الجنس، و استخدام مستويات عالية من وسائل منع الحمل في كل من هولندا و الدول الاسكندينافية ، بالإضافة إلى القيم التقليدية و التأثير الاجتماعي في كل من اسبانيا و إيطاليا ، أو كلا الأمرين في سويسرا. أما معدل المواليد بين المراهقات في الولاياتالمتحدة فهو من أعلى المعدلات في العالم المتقدم ، كما أن معدل الإجهاض بين المراهقات مرتفعة أيضا ، وكان معدل حالات الحمل بين المراهقات في الولاياتالمتحدة مرتفعا في الخمسينات ثم انخفض فيما بعد ذلك إلا أنها قد كانت هناك زيادة في عدد حالات الولادة خارج إطار العلاقات الزوجية. هذا وانخفض معدل حالات الحمل بين المراهقات بشكل واضح في التسعينات ، ويتجلى هذا الانخفاض لدى كل المجموعات العرقية ، إلا أن النسبة لدى المراهقين المنحدرين من أصول افريقية أو الاسبانية ما زالت مرتفعة مقارنة مع الأمريكيين من أصول أوروبية أو آسيوية. امتناع وارتفاع ويشير معهد غوتماشر أن حوالي 25% من هذا الانخفاض يرجع إلى الامتناع عن ممارسة الجنس، و 75% للاستخدام الفعال لوسائل منع الحمل، وفي عام 2006 ارتفعت معدلات الولادة لدى المراهقات للمرة الأولى منذ أربعة عشر عاما. هذا يشير أيضا إلى أن معدلات الحمل لدى المراهقات هي في ارتفاع أيضا، إلا أن هذا الارتفاع قد يعزى إلى أسباب أخرى، منها الانخفاض المحتمل في عدد حالات الإجهاض، أو الانخفاض في عدد الزيجات على سبيل المثال لا الحصر. وقد اتجهت عدد حالات الولادة في كندا إلى الانخفاض المطرد على حد سواء للصغار 15-17 الأكبر سنا 18-19 في الفترة بين 1992- 2002. إن الزواج المبكر والأدوار التقليدية للجنسين في بعض المجتمعات هي من العوامل الهامة في تحديد معدل الحمل بين المراهقات، على سبيل المثال، في بعض البلدان الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى كثيرا ما يعتبر الحمل المبكر نعمة إذ إنه دليل على خصوبة المرأة. وفي شبه القارة الهندية يعد الزواج التقليدي أكثر شيوعا في المجتمعات الريفية التقليدية مقارنة مع المدن ، كما أن الافتقار إلى التعليم حول الجنس الآمن ، سواء كان ذلك من الآباء والأمهات أو المدارس أو غير ذلك هو السبب في زيادة حالات الحمل بين المراهقات. ولم تتلق العديد من المراهقات التعليم اللازم حول طرق تحديد النسل و كيفيته وكيفية التعامل مع أقرانهم الذين يضغطون عليهم لممارسة الجنس قبل أن يكونوا جاهزين لذلك، ولا تدرك كثير من المراهقات كثيرا من الحقائق المحورية للنشاط الجنسي. وقالت بعض المراهقات أنهن قد تعرضن للضغط من قبل أصدقائهن الحميمين عندما كن صغيرات، و حتى الآن لم يعلمهن أحد كيف يقلن "لا" لمن يحاول الضغط عليهن. وفي المجتمعات التي يعتبر زواج المراهقين فيها غير شائع ، فإن الجماع الأول في سن مبكرة وعدم استخدام وسائل منع الحمل قد يتسبب في حمل المراهقات، هذا ومعظم حالات الحمل في العالم المتقدم لا يكون مخططا لها.