الفانوس المصري تاريخ وعراقة الفانوس بهجة الأطفال المصريين في رمضان أبو العذب : بداية ظهور الفانوس في عهد المعز لدين الفاطمي الفانوس .. واحد من أهم معالم الحضارة المصرية الإسلامية القديمة والتاريخ الإسلامي الفاطمي، وهو تراث مصري خالد وخاص، يقص على الأجيال تاريخ حقبة مضت من تاريخ الإسلام الذي حكم مصر، وعلى الرغم من المعلومات التي أكدت أنه تقليد قبطي فإنها لم تصح وإن صحت فالنشأة أيضاً في مصر . وحديثاً فللفانوس دلالات أهمها اللعب في الحارة وسط الجيران والأصحاب، وتعليق الزينات، وفي وسطها هذا فانوس الكبير، وسط أجواء الفرحة والسعادة المرسومة على وجه كل طفل . وللفانوس قصص كثيرة تُحكى عنه، فهو أحد رموز رمضان الخلابة، بجانب بتاع الكنافة، والمسحراتي ...فهو إضافة إلى غيره طقوس مصرية تعودنا عليها من أجدادنا، وقد خاضت"محيط" في أعماق الماضي لتعرف سر الفانوس وبداياته . البداية فاطمية هناك العديد من القصص التي يذكرها التاريخ، حول نشأته وتطوره، إحدى هذه القصص أكدت أن أحد خلفاء الدولة الفاطمية، كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق، في وسط أغنيات خاصة لرمضان، ومن هناك بداية الفانوس . والرواية الثانية، تقول أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالي في شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها. أما الرواية الثالثة فأكدت أيضا، أنه خلال العصر الفاطمي، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان، وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا، وبهذا الشكل كانت النساء يستمتعنّ بالخروج بدون أن يرهنّ الرجال، وبعد أن أصبح للسيدات حرية الخروج في أي وقت، ظل الناس متمسكين بهذا الفانوس إلى أن أصبح عادة للأطفال وما زال باقياً حتى الآن . عادة قبطية وهناك قصة أخرى تقول أن الفانوس تقليد قبطي مرتبط بوقت الكريسماس حيث كان الناس يستخدمونه ويستخدمون الشموع الملونة في الاحتفال بهذا العيد.أياً كان أصل الفانوس، يظل رمزاً خاصاً بشهر رمضان خاصةً في مصر. حيث انتقل هذا التقليد من جيلٍ إلى جيل، ومازال يحتفل به المصريون في رمضان حتى الآن . صناعة مصرية أصيلة لم يقتصر الفانوس على مصر وحدها، بل انتقلت الفكرة إلى أغلب الدول العربية، وأصبح جزءً من تقاليد شهر رمضان، لاسيما في دمشق، وحلب، والقدس، وغزة وغيرهم، لكنهم لم يستطيعوا تصميم هذا الفانوس، لذا أصبحت مصر الدولة الوحيدة التي تصدر الفانوس المصري ذو خامات مصرية مائة في المائة إليهم . الصيني ينافس المصري يتراوح سعر الفانوس المصري، من 5 إلى 8 جنيهات، أما الفانوس الصيني فيبدأ من 15 جنيه، ويوجد أنواعاً كثيرة من الفوانيس المعقدة من ناحية تصميمها مثل الفانوس المعروف "بالبرلمان" والذي سمى بذلك نسبة إلى فانوس مشابه كان معلقا في قاعة البرلمان المصري في الثلاثينات من القرن الماضي. وكذلك الفانوس المسمى "فاروق" والذي يحمل اسم ملك مصر السابق والذي كان قد صمم خصيصاً لاحتفال القصر الملكي بيوم ميلاده، وتم شراء ما يزيد على 500 فانوس من هذا النوع يومها لتزيين القصر .أما أشهر الفوانيس الصينية التي نزلت هذا العام هو فانوس "سبونش بوب" و "التوكتوك" أما الفانوس المصري فتم تجديده بوضع بعض القماش المزخرف والقطيفة وغيرهما من الأقمشة التي تُعطي شكلاً جذاباً، ويبدأ سعر هذا الفانوس من 20 جنيه وقد يصل إلى 800 جنيه . وروجت شائعات في الفترة الأخيرة عن وجود فانوس يشبه الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، إلا أنها لم تظهر في الأسواق حتى الآن. يروي مجدي فهمي أبو العذب -أقدم صانعي الفانوس في منطقة الربع بباب اللوق- الذي يعمل في هذه المهنة منذ أربعين سنة، أن بداية دخول الفانوس كان في عهد المعز بالله الفاطمي، حيث أراد المصريون استقباله فقاموا بصناعة الفانوس، ومنذ ذلك الحين بداء إنشاء وتطوير الفانوس . الفانوس أبو شمعة وأشار أبو العذب إلى أن أول فانوس صنع كان الفانوس أبو شمعة، بعد ذلك بدأ يتطور حتى وصل إلي الشكل الموجود الآن . ورفض تشبيه الفوانيس المصرية بالصينية، قائلا "الصين من المستحيل أن تصنع فانوساً مصرياً، فكل ما تفعله هو عمل لعبة "سبونش بوب" وتضع فيها أغاني رمضان " . وأكد أنه مازال يوجد إقبال على شراء الفانوس المصري، من جميع دول العالم، ولا يمكن أن تنتهي هذه المهنة التي توارثناها من أجداد أجدادناً ومن المستحيل أن ينتهي عصر الفانوس الذي بهجة رمضان " . ِ