اللوحة بألوان الجواش لطفلة تحمل فانوس رمضان, وهو رمز لشهر رمضان عند الأطفال وأحد مظاهره, وجزء لا يتجزأ من احتفالاته ولياليه. وفي خلفية اللوحة يظهر الجامع الأزهر الذي أنشأه جوهر الصقلي أول الخلفاء الفاطميين في مصر, حيث ترجع قصص أصل الفانوس الي الخليفة الفاطمي الذي كان يستخدمه حينما يخرج الي الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان, وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئون له الطريق من خلال الفوانيس التي يحملونها مرددين بعض الأغاني الجميلة, وهناك قصة عن أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن تضاء شوارع القاهرة طوال رمضان فأمر شيوخ المساجد بتعليق فوانيس تضاء بالشموع, وقصة أخري عن استخدام الفانوس كتنبيه لخروج النساء في رمضان فقط, من خلال غلام يحمله متقدما عنهمن, وقصة رابعة عن أن الفانوس تقليد قبطي حيث كان الناس يستخدمونه بالشموع الملونة, وانتشرت ظاهرة الفانوس المصرية في معظم الدول العربية, وأصبح جزءا من تقاليد شهر رمضان المبارك الذي يعد موسم رواج صناعة الفانوس التي تزدهر في القاهرة في مناطق تحت الربع والغورية وبركة الفيل, وقد بدأت صناعة الفانوس يدويا بمهارة خاصة من مخلفات الخامات, فكان عبارة عن علبة من خامة الصفيح يتوسطها شمعة, ثم تركيب زجاج حول الصفيح ثم تشكيل الصفيح وتلوين الزجاج مع بعض النقوش. وهناك العديد من المسميات التي اشتهر بها الفانوس مثل فاروق والذي يحمل اسم ملك مصر السابق وقد صمم خصيصا لاحتفال القصر الملكي بيوم ميلاده, وتم يومها شراء ما يزيد علي500 فانوس لتزيين القصر الملكي, ومن أسمائه أيضا البرلمان نسبة الي فانوس مشابه كان معلقا في قاعة البرلمان المصري في الثلاثينيات من القرن الماضي. تطورت صناعة الفانوس ليظهر الفانوس الكهربائي المضاء باللمبة بدلا من الشمعة, وتطور حتي غزت الصين مصر والدول الإسلامية بتصنيع الفانوس الصيني الذي يضيء ويتحرك ويغني الأغاني المرتبطة بشهر رمضان, وبدلوا شكله التقليدي بأشكال أخري غير الفانوس لكنها تباع تحت مسمي الفانوس, وعلي الرغم من كل ذلك يظل الفانوس اليدوي المصنع في مصر يحمل ملامح وخامات البيئة محافظا علي قيمته التراثية الخالدة.