ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن حزب النور المتشدد ظهر مؤخرا كقوة سياسية غير متوقعة خصوصا بعد إطاحة الجيش بالرئيس السابق محمد مرسي، مشبهة إياه ب"صانع الملوك" في مصر، وسيكون له نفوذ كبير في تشكيل الحكومة المؤقتة. ونشرت الصحيفة الأمريكية اليوم الاثنين تقريرا، ذكرت فيه أن حزب "النور" كان في الماضي غير ناضج سياسيا، يمتع الآن بنفوذ فريد، مؤكدة انه الحزب الإسلامي الوحيد الذي أيد عزل الرئيس مرسي بالرغم من علاقاته مع جماعة "الإخوان". وقالت الصحيفة، إن ظهور أعضاء الحزب خلف الفريق أول عبد الفتاح السيسي، خلال إلقاءه بيان عزل الرئيس مرسي، كان اكبر دليل على أن قرار "العزل" لم يكن ضد الإسلام، كما يدعي مؤيدو الرئيس المعزول. كما أن لحزب "النور"، دورا فعالا مؤيد للجيش في محاولاته لإعادة توحيد البلاد بعد الاشتباكات بين معارضي و مؤيدي الرئيس المعزول، موضحة أنه في الوقت الذي يقول فيه أعضاء الحزب أنهم يسعون لبناء جسور، يقول الليبراليون أن الحزب يحاول دفع البلاد إلى الانقسام من خلال مطالبه التي تتمثل باختيار رئيس وزراء وذلك لتمكين الهيمنة الإسلامية على الدستور الجديد. خلال الأسبوع الأخير، قام الحزب باختبار نفوذه للمرة الأولى من خلال إجبار السلطة الحاكمة على التراجع في قرارها بشأن تعيين الدكتور محمد البرادعي، رئيسًا للوزراء، وأبرزت الصحيفة تصريحات يونس مخيون، رئيس حزب "النور" يوم الأحد، عندما قال أن السلطة المؤقتة في البلاد لا يمكنها اتخاذ مثل هذا القرار. ووفقا ل "نيويورك تايمز" فإن قدرة الحزب على منع البرادعي من تولي رئاسة الوزراء، أدت إلى تزايد التحذيرات من جانب الليبراليين على أن الحزب سيطالب بالمزيد خاصة بعد عزل جماعة "الإخوان". وقال شادي الغزالي حرب، أحد منظمي المظاهرات المعارضة لمرسي، إن الثورة قامت ضد مثل هذه الأحزاب الإسلامية، مضيفًا أنهم لن يتنازلوا عن ذلك عندما يحين كتابة الدستور الجديد، مشيرًا إلى أنه يجب أن يتم إضافة مادة تحت مسمى "فصل الدين عن السياسة" في الدستور. ونقلت الصحيفة تصريحات مؤيدي الرئيس المعزول عن عزمهم القيام بمظاهرات ضد حزب "النور"، ونقلت عن آخرين وصفهم لزعماء حزب النور ب"الخونة" و"المرتدين"، بسبب خيانتهم لمرسي و"الإخوان"، على حد تعبيرهم. وقال، جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة "الإخوان" أن حزب "النور" نافقهم لتبرئتة الجيش بعد "الانقلاب العسكري وأن الحزب يصنع المزيد من الأعداء من كلا الجانبين. وبحسب الصحيفة، اعتبر حزب "النور" أن سقوط الإخوان مهد الطريق لهم، حيث قال سامر شحاتة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أوكلاهوما أن الحزب لديه فرصة ليكون اللاعب الإسلامي الرئيسي في المشهد السياسي في مرحلة ما بعد مرسي. وأشارت الصحيفة إلى أن معظم السلفيين قبل الثورة المصرية عام 2011 تجنبوا الدخول في معترك السياسة حرصًا منهم على مبدأ "طاعة ولي الأمر" الحاكم للدولة والتركيز على الدعوة الإسلامية، مؤكدة أنه بعد رحيل الرئيس الأسبق حسني مبارك جاءت انتخابات أكثر انفتاحا، واستولت الأحزاب السلفية التي يقوده حزب "النور" على ربع المقاعد في البرلمان تقريبا، واحتل المركز الثاني في عدد المقاعد بعد "الإخوان". وفي الوقت الذي شهد في الأسابيع الأخيرة حالة استقطاب حادة بين الإخوان ومعارضيها، كان حزب النور الوحيد تقريبا الذي يحث كلا الجانبين على تقديم تنازلات من أجل مصلحة البلاد، بحسب الصحيفة.