يوم أمس 8/6/2013 نسبت مواقع إخبارية، إلى الناشط السياسي جورج اسحق، أنه قال في "تويتة" له على الإنترنت: إن نهاية الإسلام يوم 30 يونيو!فور اطلاعي على الخبر، عرفت إنه "ملفق" و"كاذب".. وفعلا بعدها بسويعات قليلة أصدر إسحاق بيانا قال فيه إنها "تويتة" مزورة.. وأنه لم يصدر منه مثل هذا لكلام مطلقا. وأضاف: "يوم 30\6 لن يكون في مصر أقليات نهائي.. مصر كلها بلد واحد الإسلام موجود والمسيحية الأصل"ما نسب إلى "إسحاق" جاء بالتزامن مع أخبار أخرى، تقول إن الآلاف من الأقباط والشيعة والصوفية في مصر، وقعوا على استمارات "تمرد"!لاحظ هنا أن الفئات التي وقعت على استمارة "تمرد" اختيرت بعناية: أقباط، صوفية، شيعة.. فضلا عن أن جورج إسحاق "مسيحي" الديانة.. وهو الاختيار الذي لا يمكن أن يكون بريئا. المسألة لا تحتاج إلى عناء كبير، لمعرفة مغزى ودلالة هذا المنحى "الرخيص".. وللوهلة الأولى يمكن القول إنها صناعة "ميكنة الأكاذيب" التي يطلقها "إسلاميون" ضد خصومهم السياسيين.جورج إسحق، أنا أعرفه شخصيا، وأعرف جيدا، أنه مثل الصديقين العزيزين د.رفيق حبيب وجمال أسعد عبد الملاك سليل المدرسة الوطنية المصرية، التي سجلها المؤرخ الكبير والقاضي الشهير طارق البشري في كتابه الموسوعي "المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية". لم نعرف يوما أن "إسحق" كان "طائفيا" أو قبل العمل تحت مظلة الكنيسة الأرثوذكسية.. وإنما كان ناشطا سياسيا مارس العمل السياسي، من خلال الأطر الوطنية المدنية: حزب العمل ثم "كفاية" ثم حركة " 6 ابريل" وجبهة "الإنقاذ" وحركة "تمرد". إنه ابن الحركة الوطنية المصرية، غير أن "دعاة الكراهية" نسبوا إليه مثل هذا الكلام "سينتهي الإسلام يوم 30 يونيو".. ليس للإساءة له ك"ناشط" وإنما ل"حركة تمرد".. قبل الزلزال المتوقع نهاية الشهر الجاري. ميكنة الأكاذيب.. تريد إبراق رسالة تفيد أن "معارضي" الرئيس، أقباط "كفار" كارهون ل"الرئيس المسلم" وضد تطبيق الشريعة والمشروع الإسلامي.. وصوفية "مبتدعة" و"روافض" من الشيعة.إنها دعوة إلى الاصطفاف الطائفي، وتدشين ل"حروب طائفية" بين "مسلمين" وكفار أو مبتدعة أو شيعة يسبون الصحابة. يوم 30 يونيو.. هي احتجاجات "مدنية" في أصلها وفحواها الحقيقي.. لها أجندة سياسية انتخابات رئاسية مبكرة وليس "طائفية".. من المتوقع أن يشارك فيها "مواطنون" مصريون، بغض النظر عن هويتهم الأيديولوجية أو الدينية.. غير أن "بعض" أنصار الرئيس الذين من المفترض أنهم تربوا داخل محاضن إسلامية.. لا يتورعون عن نشر الشائعات والأكاذيب والخوض في الأعراض، وإشعال الحرائق الطائفية.. من أجل إسكات المعارضة.. ليرى العالم كله، كيف تبني "الجماعة الربانية" مجدها ومشروعها التوسعي على حساب بلد يحترق.