في أعياد الربيع وشم النسيم يحتفل المصريون بالخروج للحدائق العامة وتناول أكلات اعتادوا عليها منذ عهد الفراعنة ، في محاولة لقضاء يوم جميل ومختلف والاستمتاع بالهواء النقي وبداية فصل الصيف فيتناولون الأسماك بمختلف أنواعها باعتبار أن الأسماك أكلات شتوية فيحتلفون بآخر أكلة سمك وبداية الربيع والصيف . ويصطحب المصريون معهم الألعاب والأكلات المفضلة فى شم النسيم منها : البيض الملون والرنجة والفسيخ ( الأسماك المملحة ) والخس والبصل ، حيث يتحول الاحتفال بعيد "شم النسيم" – مع إشراقة شمس اليوم الجديد - إلى مهرجان شعبي وهي أطعمة مصرية ذات طابع خاص ارتبطت بمدلول الاحتفال بذلك اليوم – عند الفراعنة - بما يمثله عندهم من الخلق والخصب والحياة. فسيخ وبيض يرمز إلى خلق الحياة من الجماد، وقد صوَّرت بعض برديات منف الإله "بتاح" – إله الخلق عند الفراعنة - وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التي شكلها من الجماد ، ولذلك فإن تناول البيض – في هذه المناسبة - يبدو وكأنه إحدى الشعائر المقدسة عند قدماء المصريين، وقد كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعون البيض في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار؛ لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم ، وقد تطورت هذه النقوش - فيما بعد -؛ لتصبح لونًا من الزخرفة الجميلة والتلوين البديع للبيض . أما "السمك المملح" – فقد ظهر بين الأطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد في عهد الأسرة الخامسة، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ . كذلك كان البصل من بين الأطعمة التي حرص المصريون القدماء على تناولها في تلك المناسبة، وقد ارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على المرض، فكانوا يعلقون البصل في المنازل وعلى الشرفات، كما كانوا يعلقونه حول رقابهم، ويضعونه تحت الوسائد، وما زالت تلك العادة منتشرة بين كثير من المصريين حتى اليوم. ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ، حيث تتسبب أكلات شم النسيم بامراض عديدة وأبرزها التسمم من الفسيخ أو السمك المملح ، والذى يأتى نتيجة عدم تمليحه بطريقة جيدة أو سوء تخزينه أو إنتهاء الصلاحية مما يسبب إصابة الكثير من المصريين بحالات تسمم خطيرة . عدم الإفراط كما تتسبب أيضا اكلات شم النسيم فى إرتفاع ضغط الدم لمرضى السكر والقلب والكلى ، ودائما ماتحذر وزارة الصحة المواطنين بعدم الافراط فى تناول الأسماك المملحة وخاصة الفسيخ وتوخى الحذر عند الشراء . ومن جانبه، أكد الدكتور محمود عمرو - مستشار مركز السموم بالقصر العيني - ، أن تناول الرنجة والفسيخ خطر يهدد الأصحاء قبل المرضي ،فهي تسبب تسمماً لكل من يتناولها وان كانت بكميات قليلة فهذه النوعيات الموجودة في الاسواق معظمها يتم انتاجها في مصانع "بير السلم " اذن هي بلا رقابة ولاتعتمد علي نظام جودة، فهي غير صالحة للاستخدام الادمي، فاصحاب المصانع لا يعرفون مصدر هذه المنتجات ولايوجد عليها بيانات توضح تاريخ الانتاج والصلاحية او بيانات عن كيفية تصنيعها فهي عرضة للذباب والحشرات والبكتيريا ، فضلا عن طريقة تصنيعها التي تجعلها مرتعا للبكتيريا والفيروسات الخطيرة التي تسبب الامراض الخطيرة لكل من يتناولها. وعن مخاطرها علي الصحة وأعراضها يؤكد الدكتور محمود عمرو ان تناولها يسبب التسمم الحاد الذي يؤدي الي الموت المفاجئ ،نتيجة الاصابة بميكروب "البتيولزم " شديد الخطورة والفاعلية كما يمكن ان يصاب الانسان بتسمم حاد نتيجة المواد الكيماوية التي تضاف اليها ،والبكتيريا والفيروسات التي تنمو وتتكاثر مصاحبة لهذا النوع من الاسماك التي يمكن اطلاق عليها مصطلح " تعفين السمك " وليس تمليحه هذا فضلا عن التهابات الكبد والجهاز الهضمي والجفاف التي يصاب بها من يتناول تلك الاسماك ومدي خطورتها علي السيدات الحوامل حيث يصبن بالقئ والاسهال وتسوء حالتهن الامر الذي قد يجعلهن يفقدن الجنين وعن أعراض التسمم جراء أكل الفسيخ والرنجة. ويضيف: الدكتور محمود عمرو "من بين هذه الأعراض التي لا يجب السكوت علي المريض عند ظهورها، الإصابة بنزلات معوية حادة وتظهر علي المصاب أعراض هبوط في الدورة الدموية، مع أعراض عصبية أخري، وان الاعراض الاولي للتسمم تظهر بعد 8 الي 12 ساعة من تناول الفسيخ ، وهي عبارة عن زغللة في العين وازدواجية في الرؤية وجفاف بالحلق وصعوبة في الكلام والبلع وضعف بالعضلات تبدأ بالاكتاف والاطراف العليا وتنتقل إلي باقي الجسم بالاضافة الي ضيق بالتنفس. مصادر موثوقة وفى نفس السياق ، حذرت الدكتورة سونيا صالح المراسى – استاذ التغذية وعميدة كلية الاقتصاد المنزلى سابقا – من شراء الأسماك المملحة ، قائلة : أنه يجب شراء الأسماك المملحة من اماكن موثوقة ومضمونة ، وأتأكد من تمليحها جيدا ومظهرها الخارجى وفتحات السمكة وملمسها عندما أضغط عليها أعرف اذا كان ينقصها تمليح. وأضافت المراسى أنه يجب عدم الاسراف فى تناول الاسماك المملحة وذلك بسبب تلوثها أحيانا والمصابين بالضغط والسكر يجب ابتعادهم عن الأملاح الكثيرة حيث لا تكون الوجبة كلها أملاح أو أسماك فقط بل تكون جزء من الوجبة ، ولكن العادة هنا فى مصر فى عيد شم النسيم الوجبة كلها أول طول النهار تكون مملحات وأسماك مثل : عيد الفطر طول النهار يأكلون كعك وبعد ذلك يعانون من الاسهال ، وفى عيد الأضحى طول النهار يأكلون لحم الضأن ثم يعانون من التعب فى المعدة .. وإستطردت المراسى قائلة : أنه من الأفضل عدم الافراط فى تناول الأسماك المملحة سواء للأصحاء أو المرضى مثل مرضى القلب والسكر والكلى يفضل أكل سمكة واحدة فى الوجبة ، وللمرضى تناول كمية قليلة وعدم الاسراف فى التناول . وأشارت الدكتورة سونيا المراسى الى اهمية إستخدام الليمون فى يوم شم النسيم لأنه غنى بمواد مانعة وفيتامينات مثل: فيتامين C الذى تقلل من خطورة الأكلات المملحة ، ونصحت ايضا بتناول البصل لأنه صحى ومفيد لأنه يزيد المناعة ويحتوى على مواد صحية . وبالنسبة لمرضى الضغط والكلى ، فقالت المراسى : يجب ان يتعاملوا مع أكلات شم النسيم عن طريق التذوق فقط وليس الأكل ، ويأكلون اكلات أخرى بجانب المملحات مثل: الجبن وتكون أكلات بدون ملح ، بحيث تعمل معادلة للاملاح التى تناولتها طوال النهار، وأيضا تناول عصير الليمون الطبيعى مفيد جدا ، وعامة شرب السوائل والليمون بعد الوجبة أو عصائر يقلل الاصابة من أى أمراض . وبالنسبة للانسان السليم أو المريض نصحت الدكتورة سونيا المراسى بشراء الأسماك من أماكن موثوق فيها ، وعدم الاسراف فى الكمية وشرب السوائل الكثيرة وأكل المملحات فى وجبة واحدة فقط ، وغير صحيح أن تكون الوجبة كلها مملحات أو وجبة الفطار كلها فسيخ ورنجة ومملحات فهذا ضار جدا ، ولكن أكل جزء مملح ضمن الوجبة ، وعمل معادلة وموازنة للأكلات فى هذا اليوم حتى لا نرهق المعدة أو الكلى ويصاب الانسان بامراض كثيرة.