أكد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو " مستقبل العالم الإسلامي ينبني على قاعدة تحديث المنظومة التعليمية وتطوير العلوم والتكنولوجيا وازدهار صناعة المعرفة، في ظل أجواء من الانفتاح على الفكر العالمي والاندماج في صيرورة التقدم الإنساني على شتى المستويات. وقال في رسالة وجّهها إلى العالم الإسلامي بمناسبة حلول الذكرى الحادية والثلاثين لتأسيس الإيسيسكو، إن الولوج إلى مجتمع المعرفة، هو التحدي الذي يتوجَّب أن تتضافر جهود الدول الأعضاء كافة لمواجهته بالعلم والحكمة والتعاون، وإن إنتاج المعرفة وصناعتها هما المدخل لولوج مجتمع المعرفة العالمي المنفتح على الآفاق الإنسانية. وشدَّد المدير العام للإيسيسكو على ضرورة الاستثمار في بناء الإنسان، لأنه، كما قال، هو الذي يصنع التنمية المستدامة التي تحقق الرخاء والازدهار للمجتمعات الإنسانية، وترسخ دعائم الأمن الشامل والسلم الأهلي، وتدعم الاستقرار الذي يوفر المناخ الملائم للإبداع والابتكار والتطوير، في ظل الحكم الرشيد الذي هو الركيزة الأساس للحياة الإنسانية المستقرة. ودعا المدير العام للإيسيسكو في رسالته إلى العالم الإسلامي بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين للتأسيس (3 مايو 1982-3 مايو 2013)، إلى تقوية التضامن والتعاون بين الدول الأعضاء، وإلى نبذ الخلافات، وتسوية النزاعات، وتجاوز الصراعات الطائفية، وإلى التغلب على المشاكل الناتجة عن عدم احترام المواثيق الدولية، وخصوصاً ميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الإيسيسكو. وناشد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، الدول الأعضاء بذلَ أقصى الجهود لإقامة علاقات متينة بينها، تغطي مختلف المجالات، سواء على الصعيد الثنائي أو على الصعيد الإسلامي الإقليمي. وقال إن ضعف كيان الأمة الإسلامية ناتجٌ في الأساس عن ضعف التضامن الإسلامي، وعن قصور التعاون بين المجموعة الإسلامية عن الاستجابة لمتطلبات تجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي بما يلبي احتياجات الشعوب، ويحقق مطامحها المشروعة في الحياة الحرة الكريمة. ودعا المدير العام للإيسيسكو الدول الأعضاء إلى تطبيق الاستراتيجيات القطاعية التي وضعتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة واعتمدتها مؤتمرات القمة الإسلامية في دوراتها المتعاقبة، موضحًا أن في الاستراتيجيات الست عشرة التي رسمت بها الإيسيسكو خريطة طريق أمام التنمية الشاملة المستدامة، من منطلق تحديث المنظومة التعليمية وتطوير العلوم والتكنولوجيا والتعليم الجامعي والطاقات المتجددة وتقانات المعلومات والاتصال وتجديد السياسات الثقافية. وأكد مواصلة الإيسيسكو أداء المهام الحضارية المنوطة بها وخدمة قضايا التنمية التربوية والعلمية والثقافية في العالم الإسلامي، والإسهام في دعم جهود المجتمع الدولي في تعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، وصناعة المستقبل الآمن المزدهر للإنسانية.