قال المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي القضاة السابق أن قرار التنحي فى قضية مبارك، قرار عظيم ليضمن للجميع حقوقهم، والمحكمة لها الحق لأسبابها الخاصة، وان ترسل القضية لمحكمة الاستئناف. أوضح فى حوار خاص لشبكة الاعلام العربية "محيط"، أن المحكمة تشعر بالحرج خاصة بعد طمس الأدلة، والأوراق خلت من أدلة إدانة لمبارك ، مؤكدا أن المحاكمة من البداية تمثيلية لتهدئة الشعب، وأن السجن المكان الأمن الوحيد لرموز النظام السابق، والى نص الحوار.
ما تعليقك علي تنحي قاضي محاكمة الرئيس السابق مبارك ، وإرسال الدعويين الجنائيتين إلى محكمة استئناف القاهرة ؟ أي دائرة من دوائر المحكمة، إذا استشعرت الحرج في نظر أي قضية، لها الحق أن تتنحى فورا عنها ، والقرار عظيم من قاضي عظيم خاصة، وأنه بهذا الإجراء قد ضمن للجميع حقوقهم.
وما هي أسباب تنحي المحكمة عن القضية؟ لا يمكن الإفصاح عن أسباب امتناع دائرة المحكمة، ولها الحق في عدم إبداء أي أراء أو أسباب تتعلق بتنحي هيئة المحكمة لأشياء تعلمها هي، وبعد قرار هيئة المحكمة بالتنحي عن قضية بعينها لاستشعارها الحرج، لها الحق في أن ترسل القضية إلى محكمة الاستئناف تمهيدا لتحديد دائرة للنظر فيها، والنيابة العامة التي ستتولى المرافعة في المحاكمة اليوم، ستقع فى نفس الحرج، حيث طمست الأدلة، وخلت الأوراق من أدلة إدانة حقيقية تدين مبارك أو رموزه، وهذا يؤكد ما لديه من هواجس بأن الأمر برمته كان على سبيل التمثيل لحماية النظام السابق.
هل قانونيا يجوز للمحكمة التنحي؟ المحكمة بنص القانون لا يجوز لها أن تتنحى إلا فى حالة انعقادها، وبالتالي لم تصدر تنحيها إلا حين انعقدت، لأن التنحي يجب أن يصدر بانعقاد المحكمة في الجلسة، وحضور النيابة العامة ومواجهة الخصوم فى الدعوي، والمستشار مصطفى حسن عبد الله رئيس الدائرة العاشرة، بمحكمة جنايات القاهرة قد أعلن خلال أولى جلسات إعادة المحاكمة إنه قرر إحالة الجنايتين المعروضتين على المحكمة، إلى محكمة استئناف القاهرة لكي تتولى بدورها تحديد إحدى دوائر محكمة جنايات القاهرة لنظرهما ومحاكمة المتهمين، لاستشعار رئيس المحكمة بالحرج عن نظرهما.
هل إعادة المحاكمة المعروفة إعلامياً بمحاكمة القرن مطلب ثوري؟ هناك خلط شديد ومتعمد بين الشرعية الثورية والشرعية الدستورية في مرحلة انتقالية لم تكتمل فيها مؤسسات الدولة، وأصبحنا نطبق قوانين وضعها النظام السابق، والتفتنا عن محاكمات النظام ورموزه منذ بدايته في 1981 وحتى سقوطه فى عام 2011، محاكمة سياسية واقتصادية واجتماعية، وتردى حالتي التعليم والصحة، وتراجع دور مصر بخاصة في إفريقيا.
وما تعليقك علي إعادة المحاكمة لمبارك وأبنائه ووزير داخليتة الأسبق؟ محاكمة الرئيس السابق مبارك وأسرته ورموز نظامه أعقاب الثورة، هي من البداية خدعة كبرى، وتمثيلية قصد بها إدخالهم السجون لحمايتهم من الفتك بهم على يد الثورة والثوار، وهى ليست مصادفة أن يحكم في كل القضايا بالبراءة وجميع القضايا تفتقر للأدلة، وأيضا جميع القضايا في محاكمة مبارك بمحكمة الجنايات يطعن عليها وتلغى أحكامها في النقض حتى القضايا أو الأحكام التي تقضى بالإدانة نقضت في النقض وأعيدت المحاكمة فيها.
ومن يقوم بتمثيلية المحاكمة ؟ البعض يقوم بتبريد الثورة، وحالة الغضب ضد النظام السابق ومحاكماته، حيث تمت عملية " تبريد" للثورة ولحالة الغضب المصاحبة للثورة، كما تم تبريد قضية قتل الشهداء، وتجزئة قضية قتل المتظاهرين إلى عدة قضايا، مما يؤكد ما يثور في الأذهان بأن المحاكمة هي تمثيلية، وأدلة الإدانة تم طمسها بفعل فاعل، وتم إيداع مبارك ونجليه في السجن حماية لهم، على أن يتم حماية هؤلاء بكل الطرق بالسجن، لافتا إلى مشهد الرئيس السابق مبارك طيلة الوقت نائما على سريره واضعا قدميه في وجه المحكمة، مع تلاحظ صبغ شعره، وتحية حراسه له، مما يدلل على أنها تمثيلية كبرى.