اختلف الفقهاء حول صحة الحديث المروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم حول صلاة التسابيح ، ولكن اجتمع نفر كثير منهم حول استحباب أداء تلك الصلاة لما تضمنه من أذكار مرغوبة حث عليها المولى لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات. وقال النووى : وقد نص جماعة من أئمة أصحابنا - الشافعية - على استحباب صلاة التسابيح ، منهم البغوى والرويانى الذى نقل عن عبد اللَّه بن المبارك أنها مرغب فيها ، يستحب أن يعتادها فى كل حين ولا يتغافل عنها والحافظ المنذرى أورد فيها روايات كثيرة ذكر أن بعضها صحيح وأن فيها اختلافا كثيرا وجاء فى كتاب المغنى.
أما كيفيتها:
فهى أربع ركعات ، تصلى ركعتين ركعتين ، أو تصلى أربعا بنية واحدة. يقرأ المصلى فى كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة ، وبعد السورة وقبل الركوع يسبح خمس عشر مرة، وفى الركوع يسبح عشرا وفى الاعتدال منه يسبح عشرا ، وفى السجود الأول كذلك ، وبين السجدتين كذلك ، وفى السجود الثانى كذلك ، وعقب السجود الثانى كذلك ، فالجملة فى الركعة الواحدة خمس وسبعون تسبيحه ، وفى الركعات الأربعة ثلاثمائة تسبيحة، وليست هناك صيغة معينة للتسبيح ، ومن أمثلها " سبحان اللَّه والحمد للّه ولا إلا إله اللَّه واللَّه أكبر ".
حكم تأديتها:
وقد أفتى الشيخ عطية صقر -رحمه الله- بقوله: إنه لا مانع من صلاتها ، فإنها فضيلة ، والأحاديث الضعيفة تقبل فى فضائل الأعمال كما قاله كثير من العلماء. وهى من جنس الصلوات ، وفيها ذكر للّه ، ولم تشتمل على ما يتعارض مع الأصول الثابتة.
وأؤكد أن صلاتها ليست بدعة ضلالة ، فهى كصلاة أى تطوع زيدت فيه هذه التسبيحات ، وتسبيح اللّه مأمور به بكرة وأصيلا، والصلاة خير موضوع ، وما دام بعض الفقهاء قال بها فلا وجه للإنكار عليها.
فضلها:
وفضل هذه الصلاة كما فى الحديث الذى رواه أبو داود وابن ماجة وابن خزيمة ، وقول النبى للعباس فيه " يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحْبُوكَ ألا أفعل لك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر اللَّه لك ذنبك أوله وآخره وقديمه وحديثه وخطأه وعمده وصغيره وكبيره وسره وعلانيته عشر خصال أن تصلى أربع ركعات... ".
وينبغى أن نعلم أن الذنوب التى تكفرها صلاة التسابيح هى الصغائر، أما الكبائر فلابد لتكفيرها من التوبة النصوح ، ويقال مثل ذلك فى الصلوات النافلة التى يجازى عليها بالمغفرة.