أشاد رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المستشار هشام جنينة، بالدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، معتبراً بأنه شخص يعلم صلاحياته ولا يتعدى عليها، حيث يتضح هذا الأمر بعدم تدخله في أعمال الجهاز منذ أول يوم وصل فيه إلى سدة الحكم بالبلاد. وأكد جنينة في حوار مع فضائية «العربية» أن المركزي للمحاسبات لم يعد كما كان من قبل تابعاً لرئيس الجمهورية وذلك بعد إصدار الدستور الجديد، مشدداً على أن الغرض من إبعاد التبعية الشرفية للرئيس تم من أجل مزيد من الاستقلالية، وحتى تظل التقارير الرقابية بعيدة عن تحكم أي مسئول في الدولة.
وأوضح أنه وفقاً للدستور الجديد فأن اختيار رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات أصبح لا يتم من جانب رئيس الجمهورية مباشرة، وإنما يجب أن يقوم باقتراح اسم يعرضه على مجلس الشورى لإبداء موافقتها من عدمها، منوهاً أن هذا الأمر يضمن مزيداً من الاستقلالية للجهاز باعتباره من الجهات الرقابية الهامة في الدولة.
وأشار جنينة أن عمل الجهاز المركزي للمحاسبات روتيني يعتمد على خطة عمل رقابية معتادة، لافتاً إلى أن الجهاز يتعرض لعملية تشويه متعمدة من جانب البعض للقضاء على مشروع القانون الجديد الذي يعد لإعادة هيكلة عمه، وهو الأمر الذي يتشابه مع عملية التربص التي تتعرض لها مختلف أجهزة ومؤسسات الدولة الحيوية لتعويق العمل الإصلاحي.
ونفى المستشار هشام جنينة أن يكون القانون الجديد للمركزي للمحاسبات من أهدافه توسيع صلاحيات رئيس الجهاز، مؤكداً أن القانون الجديد يسعى إلى تحقيق المصلحة العامة، حيث تم مناقشته بشفافية كاملة وهناك مهلة لتقديم الاعتراضات على مسودة القانون الجديد الذي سيتم رفعه فور الانتهاء منه إلى وزارة العدل ثم مجلس الشورى من أجل إقراره.
وأضاف رئيس المركزي للمحاسبات، أن هناك مشروع قانون لتوسيع سلطات الجهاز في متابعة عمل منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، التي تتلقى الكثير من المعونات من الخارج، مشيرًا إلى أن الغرض من ذلك عدم إساءة المال القادم من الخارج في الإضرار بالأمن القومي أو المساس باستقرار الوطن.
وبين المستشار جنينة إن المركزي للمحاسبات لا يراقب إلا الجمعيات المعلنة من قبل الدولة والتي تحصل على إعانات من الحكومة، أما الجمعيات الأخرى المرخصة فتقوم بمراقبتها الشئون الاجتماعية التي تخضع لها مادياً وإدارياً، وبالتالي فإن جماعة الإخوان لا تخضع لمراقبة الجهاز لأنها لا تحصل على معونات وطنية.
وناشد جنينة جميع أطياف المجتمع المصري بعدم الزج بالجهاز المركزي للمحاسبات في أي خلافات سياسية، قائلاً أن الجهاز المركزي جهاز قومي يحافظ على المال العام ويجب أن يكون مستقلا ولا يتبع أي حزب أو تيار سياسي، حيث هدفه هو الحفاظ على المال العام للشعب المصري.
ووجه جنينة كلمات المديح والشكر للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع،لاستجابته لمراقبة الجهاز على كل الأنشطة المتعلقة بالقوات المسلحة فيما عدا ما يتعرض للأمن القومي، مختتماً بأن هناك تعاونًا لافتًا بين الرئاسة ومجلس الوزراء من جهة والجهاز المركزي للمحاسبات من جهة أخرى.