اختلفت الدراسات حول مضار وفوائد الكافيين، فالعديد منا لا يستغني عن فنجان القهوة أو الشاي في أي وقت من أوقات النهار، فهو المحفز لاستقبال يوم جديد مليء بالأنشطة، وهو أفضل محسن للمزاج في الأوقات العصيبة. وتوصلت دراسة حديثة أجراها باحثون من استكهولم، إلى أن تناول كوبين من القهوة يومياً يمكن أن يقلل فرص حدوث جلطة في الدماغ أو ما يسمى بالسكتة الدماغية بنسبة 14%، في حين أن ثلاثة أو أربعة أكواب تقلل المخاطر بنسبة 17%.
أما الإكثار من تناول القهوة فقد يؤدي إلى نتائج عكسية، فوجدت الدراسة أن استهلاك ستة أكواب من القهوة أو أكثر يحتمل أن يخفض نسبة الخطر إلى نحو 7% فقط ، ومن المحتمل أن المواد المضادة للأكسدة الموجودة في القهوة هى المسئولة عن الحماية من الإصابة بالسكتة الدماغية، لكن المشروبات الأخرى المحتوية على الكافيين مثل، الشاي لا تجلب الفوائد بعكس القهوة المنزوعة الكافيين.
وتناقضت الدراسات السابقة في هذا المجال، حتى قام علماء في معهد كارولينسكا في ستوكهولم بجمع كل النتائج من ثماني دراسات شملت ما يقرب نصف مليون شخص منذ الستينات، وأشارت النتيجة التي نشرت في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة، طبقاً لما ورد بموقع "العربية نت"، إلى أن القهوة يمكن أن تحمي الدماغ من ما يسمى بالكوليسترول "السيء"، لكنهم يخشون خطر الارتفاع في ضغط الدم الذي لا يزال قائماً. للقهوة فوائد
يعود الجدل العلمي مجدداً حول القهوة، فبعد أن وجدت دراسة أخيرة أن فنجان "الإسبريسو" قد يؤذي القلب، يزعم علماء، وفي أحدث دراسة، أن فنجاناً من القهوة المركزة، قد يكون المنقذ للحياة لما للكافيين من خصائص قد تساعد في وقاية القلب.
واكتشف الباحثون في قسم البحوث في مؤسسة "كايسر بيرماننت" الأمريكية، أن مخاطر الإصابة بعدم انتظام دقات القلب تقل بين الذين يشربون القهوة بانتظام، وكلما زاد استهلاكهم من المشروب، قل خطر تعرضهم لتلك الحالة.
وبمتابعة أكثر من 130 ألف رجل وامرأة تراوحت أعمارهم بين سن 18 عاماً إلى 90، خلص الباحثون إلى أن المشاركين من تناولوا أربعة أكواب قهوة فما فوق يومياً، تراجعت احتمالات إدخالهم المستشفى جراء عدم انتظام دقات القلب بمعدل 18%.
وتناقص الاحتمال إلى 7% بين من يحتسون ما بين كوب واحد إلى ثلاثة أكواب قهوة في اليوم، مقارنة بمن لا يتناولونها، إلا أن البحث الذي قدم أمام المؤتمر السنوي لجمعية أمراض القلب الأمريكية، لم يجد ارتباطاً تلقائياً بين القهوة وتقلص خطر الإصابة بعدم انتظام دقات القلب، الذي ربما يعود كذلك إلى إلى ممارسة التمارين الرياضية أو الحميات الغذائية المتبعة.
وتزامنت الدراسة مع أخرى اسبانية، أظهرت أن تناول ثلاثة فناجين قهوة يومياً يضعف فرص الوفاة جراء أمراض القلب بنسبة الرُبع، وبين النساء تحديداً.
وكانت دراسة إيطالية، أكدت أن استهلاك مشروب واحد غني بالكافيين ربما يكون كافياً لإحداث تلف محتمل في القلب، مشيرة إلى أن تناول فنجان واحد من قهوة "الإسبريسو"، على سبيل المثال، كاف للحد من معدل تدفق الدم إلى القلب بنسبة 22%، في غضون ساعة من احتساء المشروب.
ووجدت أخرى أمريكية أن تناول عدة فناجين من القهوة في اليوم قد يبعد مرض الزهايمر، كذلك وجد البحث الذي أجراه "مركز فلوريدا لأبحاث مرض الزهايمر" في تامبا، أدلة قوية تثبت أن فوائد القهوة لا تقف عند الوقاية من المرض فقط بل وعلاجه أيضاً.
القهوة لا تزيد التركيز
يظن الكثيرون أن تناول فنجان القهوة قبل التوجه إلى العمل في الصباح الباكر قد يكون المنقذ الوحيد لزيادة التركيز، وفي دراسة موسعة حول القهوة وآثارها على الجسم، أثبت للباحثين أن القهوة لاتجعل شاربها أكثر انتباهاً كما قد نظن وأنه لا فارق في الانتباه بين من يشربها ومن لايشربها.
وأن المسألة ليست أكثر من تأثير نفسي, وعندما يتناول الإنسان القهوة في الصباح بالنسبة لمعتادي شرب القهوة فهو لا يفعل ذلك كي يرفع نسبة انتباه ولكن كي يقاوم نسبة الانسحاب النفسي التي أصابته من اليوم السابق لقلة نسبة الكافيين في الدم.
وأشار بيتر روجرز الذي ترأس الفريق الباحث في جامعة بريستول الإنجليزية لصحيفة "الجارديان اللندنية"، إلى أن "الشخص الذي يستهلك الكافيين بشكل منتظم خلال أيام عمله عليه الا يغير عاداته في عطلة الأسبوع مثلاً كي لا تنخفض معنوياته والإنسان عليه أن يشرب القهوة يومياً أو يتركها تماماً".
وأوضحت الدراسة أن شاربي القهوة غير المنتظمين يمرون بحالات من الكآبة والميل للعزلة عن الآخرين في صباح اليوم اللاحق من عدم تناولهم لها.
أعراض جانبية
قد تتضمن أعراض الكافيين الجانبية: سرعة وعدم انتظام ضربات القلب، الأرق، العصبية وحدة الطبع، الارتعاش، الصداع، آلام البطن، الغثيان والتقيؤ، الإسهال وزيادة إدرار البول. كما أن هناك أثراً جانبياً آخر للكافيين ألا وهو احتمال إدمانه والاعتياد عليه.
ويعمل الكافيين على زيادة ضغط الدم، حتى مع الأفراد الأصحاء، لكنه يزيد بصورة أكبر مع كبار السن على وجه الخصوص، لذا يجد الأفراد الذين يعانون فعلياً من ارتفاع ضغط الدم، أن تناول كميات كبيرة من الكافيين يزيد من نسبة ارتفاع ضغط الدم لديهم إلى مستويات غير مقبولة، كما توصل بحث إلى أن النساء اللاتي يتناولن كميات مفرطة من الكافيين لا ترتفع لديهن نسبة الحمل مقارنة بمن يتناولن نسباً معتدلة من نفس المادة.
ومن إحدى القضايا الأخرى هي وجود حمض "التانيك" والمثيرات المعوية في الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين. لذا، فعند الإفراط في شرب تلك المشروبات فإنها تعوق الامتصاص المناسب للمواد المغذية والمعادن التي يحتاجها الجسم من أجل أداء وظائفه بالصورة الملائمة.