واقعة مؤسفة دارت أحداثها في قرية الساحل بمنطقة البلينا بسوهاج بطلها طفل لم يتجاوز السابعة من عمره كل ذنبه ان والده رجل أعمال ويمتلك الكثير من المال ،تمت عملية الخطف وطلب الخاطفين فدية 2 مليون جنية مقابل إطلاق سراحه . تفاصيل عمليه الخطف وتسلم الفدية ولحظات التعذيب التي شاهدها يوسف علي أيدي الجناة سوف نطرحها عليهم في سطور هذا التحقيق المثير.
عقارب الساعة تشير إلي السادسة مساء طلب يوسف من والدته أن يلعب مع أصدقائه في الشارع .
في البداية رفضت الأم خوفا أن يصيبه مكروه خاصة عقارب الساعة تجاوزت السادسة مساءا لكن بعد إلحاح شديد من يوسف وافقت الأم بشرط ألا يلعب بعيدا عن المنزل .
ظل يوسف يلعب مع أصدقائه لأكثر من ساعتين وقتها كان صوتهم العالي العلامة المميزة التي تدل علي أنهم بخير حتي جاءت عقارب الساعة العاشرة مساء وقتها طلبت الأم من يوسف أن يحضر إلي الشقة لأن الوقت قد تأخر لكنه اخبرها انه سوف يلعب مع أصدقائه حتي ميعاد وصول والده من عمله في تمام الساعة الحادية عشر مساء .
تستكمل الأم: في الحادية عشر مساء طرق والد يوسف باب الشقة وقتها سألته عن يوسف لكن أخبرها أته لم يجده وسط زملائه الذي كان يلعب معهم وقتها جن جنوني وأسرعت أمام المنزل وسألت زملائه لكنهم اخبروني أن يوسف كان واقف بجوارهم منذ قليل ووقتها أصبح اختفاء يوسف لغز يحتاج إلي تفسير . مكالمة غامضة أضافت الأم قائلة : بحثنا عن يوسف في كل مكان عند الأقارب وزملائه وفي الشوارع المجاورة لنا لكن كل محاولتنا باءت بالفشل ....وقتها افترض والد يوسف الأسوأ ولم يستسلم للأمر الواقع وذهب للسؤال عنه في المستشفيات وأقسام الشرطة فلم يتوصل لأي شئ بخصوص يوسف حتي جاءت عقارب الساعة الثالثة فجرا وعاد والد يوسف إلي المنزل وهو محطم الأعصاب والحزن يملئ وجهة .
ومع موعد اقتراب أذان الفجر دق الهاتف المحمول الخاص بوالد يوسف ليجد علي الطرف الآخر شخص غريب يخبره أن يوسف بخير ولم يصيبه مكروه وأخبره أنه تم اختطافه ثم قام باغلاق الهاتف وقتها حاول والد يوسف الاتصال بالرقم مرة أخري لكنه كان مغلق .
تضيف الأم قائلة : والد يوسف رجل أعمال ويمتلك الكثير من المحلات وليس له أي أعداء مع أحد خاصة إننا في المنطقة بأكملها نتمتع بحسن السير والسلوك . وبعد الاتصال الغامض وقتها قرر والد يوسف الاتصال بالشرطة وتحرير محضر بالاختفاء أمام المقدم محمد رشيدي الشافعي رئيس مباحث مركز البلينا تم تحرير محضر بواقعة الخطف يحمل رقم 990 إداري المركز.
قام رئيس المباحث بإخطار اللواء محسن الجندي مدير امن سوهاج بالواقعة الذي أمر العميد محمود العبودي رئيس مباحث المديرية بتشكيل فريق بحث تحت قيادة العميد محمد إبراهيم مأمور المركز لكشف غموض الحادث وسرعة القبض علي المتهمين .
في اليوم الثاني من الاختطاف تلقي الأب اتصال تليفوني من الجناة ويطلبون منه فدية 2 مليون جنية لاعاده يوسف .
في البداية حاول الأب التفاوض معهم لتخفيض هذا المبلغ وأنه ليس معه الآن السيولة الأزمة لدفع المبلغ لكن كان رد فعل الجناة اقوي وقاموا بإغلاق الهاتف في وجه الأب .
حاولت المباحث تتبع الهواتف الخاصة بالمتهمين لكن للأسف هذه الخطوط كانت غير مسجلة بشركات المحمول .
تستكمل الأم والدموع تلمع في عينيها قائلة : وقتها اقترح والدي تجهيز المبلغ خوفا من حدوث مكروه ليوسف وبالفعل نفذنا هذا الاقتراح وقمنا بتجهيز نصف مليون جنية وكنا في انتظار اتصال الجناة .
وقتها قد توصلت تحريات المباحث إلي احد شهود العيان الذي ذكر أنه شاهد ثلاثة من الجناة وهم يخطفون يوسف من أمام منزله مستغلين سيارة ملاكي تحمل لوحات معدنية برقم 68599 ملاكي الغربية تم تتبع خط سير السيارة وفي احد الأكمنة تم القبض علي المتهمين الذين اعترفوا بعملية الخطف وتبين أن المتهم الأول يدعي احمد علي 34 عاما وضبط بحوزته سلاح ناري والثاني صديق عادل 22 عاما وبحوزته سلاح ناري والثالث يدعي هشام سكر 23 عاما .
وبالكشف عن السيارة اعترفوا أنهم قاموا بتأجيرها من مكتب سيارات وان اللوحات المعدنية خاصة بسيارة أخري ملبغ بسرقتها وبتفتيش السيارة عثر بداخلها مجموعة من الطلقات النارية الحية وعدد 3 عقود إيجار سيارات .
وبمواجهة المتهمين بواقعة الاختطاف اعترفوا بأنهم ارتكبوا هذا بتحريض من شخص شهرته أبو نادر 30 عاما سائق وآخر يدعي سعيد وشهرته أبو رائد المقيمان بجرجا وذلك مقابل ملبغ عشرين ألف جنية مقابل مساومة والد الطفل لدفع فدية تقدر بحوالي 2 مليون جنية .
وبالكشف عن المتهمين جنائيا تبين أنهم ارتكبوا 6 جرائم خطف مماثلة لواقعة يوسف وتبين أن المتهم الأول سبق اتهامه في القصية رقم 6727 جنح قسم ثالث الإسماعيلية لسنة 2012 سرقة سيارة وأيضا القضية رقم 21 إداري قسم سوهاج سرقة والقصية الثالثة برقم 6894سرقة متجر وغيرها من القضايا الاخري . وفي النهاية ارشد المتهمين عن مكان اختفاء يوسف بأنه في شقة احدهم وباقتحام قوات الأمن للشقة وجدوا المجني عليه في غرفة مظلمة مقيد اليدين والقدمين وأثار التعذيب في جميع أنحاء جسده . اعترف المتهمون أمام النيابة بأنها ليس الواقعة الأولي وأمرت بحبس المتهمين 4 أيام علي ذمة التحقيقات بعد أن وجهت لهم تهمة الخطف والتعذيب وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص .