بعد أن أغلق لفترة زادت عن الثماني سنوات، وافتقدته الحركة التشكيلية المصرية طوال تلك الفترة باعتباره منارة للفن التشكيلي في مصر، وأكبر مراكز الفنون بها. تفقد وزير الثقافة د. صابر عرب أمس "مجمع الفنون" – قصر عائشة فهمي –؛ لمتابعة ما توصلت له الشركة المكلفة بترميمه من مستجدات؛ حيث كان من المقرر افتتاحه أواخر مايو المقبل، وذلك بحضور د. محمد أبو سعدة رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة، ورئيس صندوق التنمية الثقافية، الفنان محمد دياب رئيس مراكز الفنون، الأستاذة ميرفت واصف مدير عام الإعلام بمكتب وزير الثقافة، وعدد كبير من الإعلاميين والصحفيين. في البداية دخل وزير الثقافة إحدى القاعات، وقام استشارى مشروع الترميم المهندس محمد حمدي العسوي أحد المسئولين في القصر بشرح تفاصيل الترميم بالصور، وذكر أن الغرفة "اليابانية" التي استغرق إعادة ترميمها أكثر من عام، ولم يتم إضافة أو إزالة أى جزء منها لأنها تحتوى على فنون خاصة. وقال أنه عندما تسلم القصر وجد كثير من الأشياء المفقودة ضمن المنسوجات والرسومات الموجودة بالحوائط متهتكة تماما، وتم ترميمها من قبل خبراء ترميم متخصصين بكلية "الآثار" قسم الترميم. مؤكدا الحفاظ على هيئة القصر الأثرية أثناء الترميم، وعدم المساس بطابعه القديم. وقال العسوي أنه حين تسلم القصر في 10 أبريل عام 2010 كان بحالة سيئة جداً، وكادت أرضيته أن تنهار تماما مع انهيار القصر. موضحا أنه لن يتمكن من تسليم المشروع في الموعد المتفق عليه، نظراً لحاجته لبعض الاعتمادات من وزارة الآثار سبق أن أرسلها لهم في مذكرة وينتظر الرد عليها. وأوضح العسوي أنه يعد القصر ليكون متحفا فنيا عالميا، وسوف يتم تزويده بكافة وسائل التأمين من كاميرات داخلية وخارجية وأجهزة إطفاء الحرائق وغيرها، وسوف تخصص قاعات للعرض المتحفي، وأخرى للاجتماعات والمؤتمرات وغيرها للورش الفنية، وذلك وفق شروط المتاحف العالمية. بالإضافة إلى استغلال كافة المساحات المميزة بالقصر، مثل السطح الذي سيتم تحويله إلى كافتيريا، كما سيتم استغلال الحديقة المطلة على النيل لتكون مراسم وكافتيريا للفنانين. وقال د. عرب أنه يتم حاليا تدريب عدد من قيادات الوزارة لإعدادهم للعمل في مثل هذه المواقع التى تتطلب تخصصات معينة. ووافق على اقتراح أحد العاملين ببقاء مجموعة من الفنيين بعد الانتهاء من ترميم القصر لمتابعة أعمال الصيانة به. مشيرا إلى أنه لن يتسلم القصر دون توقيع عقود عمل مع شركات صيانة ونظافة. وصرح بأن إدارة القصر فيما بعد ستكون من الشباب. وأكد عرب أنه سيلتقى خلال هذا الأسبوع بوزير المالية د. المرسي السيد حجازي للحصول على الدعم اللازم الذي تحتاجه الوزارة؛ حيث أن الوزارة كانت تعتمد بشكل كبير على نسبة ال10% التي كانت تحصل عليها من وزارة "الآثار"، وتم إلغاؤها، مما أحدث عجزاً كبيراً في وزارة "الثقافة" ونضب موارد صندوق التنمية الثقافية الذي يعد الرئة التي تتنفس منها الوزارة؛ ولذلك سيتمسك بإعادة نسبة ال10% مرة أخرى. وأعلن عرب خلال أن الفترة المقبلة ستتفتح الوزارة عدداً كبيراً من المشروعات الثقافية التي تم الانتهاء من تجديدها، وسيكون أولها يوم الخميس المقبل 7 مارس بافتتاح قصر "التذوق" بدمنهور. كما سيفتتح متحف "بورسعيد" خلال أسبوعين، وبعدها سيفتتح مكتبات ومراكز ثقافية بالأقصر وقنا، كما سيفتتح خلال شهر قصر ثقافة "أسيوط". وقال د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية ل"محيط" أن الفنان والناقد أحمد فؤاد سليم جعل من هذا القصر منارة للفن عندما كان يرأسه، ولا يوجد فنان كبير إلا وعرض فيه عندما كان شابا. بالإضافة إلى استقطاب سليم معارض لفنانين عالميين عرضت أعمالهم لأول مرة في مصر كبول كلي، سلفادور دالي، بيكاسو، النحات الإنجليزي هنري مور، دى يكريكو ، ديفيد هوكنى، ومجموعة الحفارين الأمريكيين، وشارل كلوز من أهم فناني الواقعية الفوتوغرافية. كما أقام فيه "صالون الشباب" بدءا من دورته الخامسة ولمدة عشر سنوات. يذكر أن قصر "عائشة فهمي" تم تشييده عام 1907 كقصر لعلي باشا فهمي. وقد اشترته وزارة الثقافة عام 1958 حيث استخدم كأول ديوان للوزارة في عهد د. ثروت عكاشة أول وزير للثقافة في مصر. ثم تم تحويله في عام 1971 إلى مخزن لوزارة الإعلام، وكان هناك اقتراح من الرئيس أنور السادات لتحويله ليكون مقراً لنائب رئيس الجمهورية – آنذاك – محمد حسنى مبارك. في عام 1975 حصل الفنان الراحل عبد الحميد حمدي رئيس الهيئة العامة للفنون والآداب على موافقة السيد يوسف السباعي "وزير الثقافة الأسبق" على ضم القصر لهيئة الفنون والآداب عام 1975. وقد أطلق عبد الحميد حمدى على القصر اسم "مجمع الفنون "، وهو أول مجمع للفنون في مصر بهذا المعني، بينما أطلق اسم "إخناتون" على قاعاته الداخلية، وهو الآن يضم سبع قاعات عرض تحت هذا الاسم. ومنذ أكتوبر عام 1976 يواصل المجمع دوره الهام حيث قدم مئات المعارض والندوات والحفلات الموسيقية والعروض السينمائية، ومن أهم الفعاليات التي أقامها العديد من المعارض لفنانين عالميين. وانتقل المعرض القومي للفنون التشكيلية منذ عام 1976 وحتى عام 1988 إلى مجمع الفنون بالزمالك، وتقاسمت معه قاعات النيل "سابقاً" بعض الدورات إلى أن انتقل نهائياً إلى "قصر الفنون"، كما يتقاسم "مجمع الفنون" مع "قصر الفنون" ومركز "الجزيرة للفنون" فعاليات دولية عديدة بينها بينالى القاهرة الدولي، بينالى الخزف الدولي، ترينالي الحفر الدولي، وصالون الشباب، كما انفرد سنوياً بتنظيم صالون القطع الصغيرة.