شهد معرض صناع مصر تجمع كبير للمنتجين من الصناع والمتخصصين، صاحبه العديد من اللقاءات والندوات لمناقشة تحديات الصناعة المصرية ونفاذ منتجاتها للأسواق الخارجية وحلول للصناعة وإنقاذها من الغزو الأجنبي المسيطر على الأسواق. وأكد الصناع خلال لقاءات أجراها "محيط" أثناء المعرض أن الصناعة المصرية تئن من البيروقراطية والروتين، فمن الأنظمة السابقة التي كانت تسيطر على القطاع بمعايير المصالح والشللية الي الركود والتعقيدات التي أصابت الصناعة فى مقتل في ظل عدم الاستقرار والاضطرابات بعد ثورة يناير.
في البداية يؤكد المهندس جمال حجازي العضو المنتدب لشركة الأنظمة الحديثة أن القطاع الصناعي المصري يمتلك العديد من المقومات والمزايا فضلا عن الخبرات والعقول التي تبحث عن مكتشف لها وبيئة مناسبة للنمو.
يوضح حجازي أن عهد المؤسسات الصناعية بدأ منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي لكن دون الاعتماد على الكوادر البشرية التي تجيد التعامل مع النظم والتكنولوجيا الحديثة إلا أنها تركت بصمة كبيرة لا ننكرها، مشيرا الى أن هذا الصرح الصناعي لم يتم تطويره بتعميق التعليم والتدريب الفني وإعداد كوادر ترتقي بالقطاع وزيادة الطاقة الإنتاجية والتصدير.
وطالب بضرورة دعم القطاع الصناعي ودعم مكونات الإنتاج التى تكلف الصانع الكثير وبالتالي ينتج سلعة سعرها أعلى من المستورد فى الوقت الذي يزداد فيه سعر الصرف مع تكاليف الشحن والنقل، فى النهاية يؤدي للخسارة فضلا عن عزوف المستهلك عن المنتج المصري.
ودعا الى ضرورة إعداد تكتلات صناعية والتكامل بين الصناعات وإنشاء صناعات تكميلية بمختلف المدن الصناعية وخاصة القريبة من منافذ التصدير سواء البرية أو البحرية، وكذلك تحديث أنظمة الجمارك والقوانين المعمول بها للتسهيل على المصدرين والمستوردين.
أشار العضو المنتدب للأنظمة الصناعية أن الرؤية الان أفضل مما كانت عليه فى وقت سابق مع المصداقية فى العمل وتذليل العقبات أمام القطاع الصناعي، وإزالة جميع المخاطر أمام الاستثمار وحسن الإدارة مع التدريب المستمر للكوادر البشرية، مؤكدا أن معرض صناع مصر فرصة لالتقاء المتخصصين وتكوين كيانات للتكامل واختراق الأسواق المحيطة والاستفادة من الصناعات المصرية المختلفة مثل أنظمة البناء وخطوط الإنتاج والتقنيات المتعلقة بها وكذلك الطاقة.
أما المهندس محمد جابر حسنين رئيس الشركة الدولية لأنظمة الأمن والسلامة فيقول "لا نستطيع تصدير منتجاتنا"، صناعاتنا تنهار أمام المنتج الأجنبي في ظل تتابع الحكومات التي لم تتخذ خطوات فعلية جادة لنفاذ صادراتنا للخارج واعتمادنا على الاستيراد.
أشار الى ضرورة تنفيذ الحكومة اتفاقيات تعاون مع الدول التي تستورد منها سلعا ومنتجات بتصدير لها منتجات صناعية مصرية، وكم من المنتجات الأجنبية تملأ هذه الأسواق بل وأسواقنا المحلية.
فالمصالح تتغلب في مثل تلك الظروف وعلينا تكوين تكتلات صناعية بمنتجات مختلفة تحت مظلة شرعية ودعم الحكومة لنفاذ منتجاتنا الصناعية للخارج مع ضرورة اتباع نظم الجودة والمعايير الدولية حتى نستطيع المنافسة.
من جانبه انتقد المهندس على خلف محمود مدير عام الكتروجروب، اتحاد الصناعات المصرية في توفير الدعم الكافي لنفاذ صادراتنا الصناعية للخارج وتوطيد علاقتنا بالأسواق الخارجية، مشيرا الى أن الاتحاد ككيان صناعي يمكنه اتباع أساليب أفضل في غزو الأسواق العالمية.
أضاف: للاتحاد دور أكبر مثلما يعمل على تطبيق الأنظمة البيئة الحديثة ومعايير الجودة، عليه دور أيضا فى نفاذ المنتجات للأسواق المحلية والعالمية وتمكين الصناعة المصرية بشتى الطرق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل الظروف التى يمر بها القطاع.
أشار الى أن الزج بالصناعيين للاقتراض من البنوك بدافع التطوير يزيد من صعوبة الموقف فى ظل تعثر العديد من المصانع وعدم قدرتها التشغيل وتقليص خطوط الإنتاج، داعيا الى ضرورة الاهتمام بجودة التصنيع والتصدير للخروج من المأزق.
ويقول المهندس احمد حمدي بشركة شومان أن المنافسة جو صحي للصناعيين إلا أن توافر الدعم الموجه لمستلزمات الإنتاج جانب ضروري للمنافسة، والمحافظة على قطاع الصناعة يستلزم تكاتف الجهود سواء من الحكومة أو الشركات حتى نستطيع غزو الأسواق.
وأكد على ضرورة إحداث التكامل بين الصناع وتوفير قاعدة بيانات عن القطاعات المختلفة فى مصر، وتهيئة المناخ التشريعي لضم شرائح جديدة من الصناعات غير الرسمية الى القطاع الرسمي، والعمل توفير البيئة الملائمة دون أعباء إضافية للقطاع غير الرسمي حتى يتسنى له الخروج للنور وتحقيق عائد للدخل القومي.
يذكر أن المهندس "حاتم صالح" وزير الصناعة والتجارة الخارجية افتتح الدورة الثانية لمعرض صناع مصر مساء الأربعاء الماضي وشارك فيه 110 شركات من قطاع الصناعات الهندسية ونظمته غرفة الصناعات الهندسية بإتحاد الصناعات بالتعاون مع المجلس التصديري للصناعات الهندسية والهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، وذلك خلال الفترة من 13 إلى 16 فبراير الجاري.
وأكد الوزير أن تعميق التصنيع المحلي وزيادة القيمة المضافة للمنتجات الصناعية يعد من أولويات إستراتيجية الوزارة لتطوير وتحديث الصناعة المصرية والارتقاء بقدرتها التنافسية سواء في السوق المحلي أو الخارجي.
وشدد صالح على أهمية تحقيق التكامل الصناعي بين كافة القطاعات الصناعية من خلال تطبيق نظام العناقيد الصناعية، مشيرا إلى أن المعرض يضم العديد من المعروضات الهندسية من الآلات والمعدات التي يتم تصنيعها محليا على درجة عالية من الجودة.
من جانبه، أكد المهندس "حمدي عبد العزيز" رئيس غرفة الصناعات الهندسية أهمية هذا المعرض في تحقيق التكامل بين الشركات الهندسية حيث يضم المعرض منتجات متنوعة من المستلزمات ومكونات الإنتاج لكبرى الشركات الهندسية والعديد من الهيئات مثل الهيئة العربية للتصنيع وهيئة النقل العام، مشيرا إلى أن المعرض يمثل فرصة كبيرة لتعرف الشركات الهندسية على الإمكانات والخبرات المتوافرة بكافة شركات هذا القطاع بما فيها الشركات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة.
وعقد على هامش المعرض عدد من الندوات التي شارك فيها مركز تحديث الصناعة والمعهد القومي للجودة ومكتب الالتزام البيئي لاستعراض التحديات التي تواجه قطاع الصناعات الهندسية وسبل تطويرها.