أكدت المديرة العامة لليونسكو " إيرينا بوكوفا " اليوم ، أن المنظمة ستبذل قصارى جهدها لحماية التراث الثقافى العظيم لمالى وإعادة بنائه، مضيفةً أن هذا التراث هو "جزء أساسى من هوية البلد وماضيه ومستقبله، ومن شأن ترميمه وإعادة بنائه أن يعطى شعب مالى ما يلزم من قوة وثقة ليبنى الوحدة الوطنية من جديد وينطلق نحو المستقبل". و أضافت: "بما أن الأوضاع فى تمبكتو تتجه نحو الاستقرار، يجب علينا أن نقوم بكل ما فى وسعنا لمساعدة شعب مالى على كتابة صفحة جديدة فى تاريخه، وذلك بروح التلاحم الوطنى. و أن اليونسكو لن توفر أى جهد فى المساعدة على إعادة بناء مقامات تمبكتو ومدفن أسكيا فى غاو، كما تعمل المنظمة على تعبئة كل ما لديها من خبرات وموارد للمساعدة فى حماية المخطوطات القديمة ، التى تقف شاهداً على الماضى المجيد لهذه المنطقة بوصفها موقعاً رئيسياً للثقافة الإسلامية. و دعت بوكوفا جميع الشركاء إلى الانضمام إلينا فى هذا العمل". وتعتزم اليونسكو إيفاد بعثة إلى مالى حالما تسمح الظروف الأمنية بذلك من أجل إجراء تقييم شامل للأضرار وتحديد الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، وستتيح هذه البعثة استكمال خطة العمل التى تعدها اليونسكو مع حكومة مالى وتوجيه جهود إعادة البناء والترميم على نحو أفضل. وأوضحت المديرة العامة أن "الخطر الأكبر فى هذه الأوضاع المضطربة هو الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية ولاسيما المخطوطات القديمة الموجودة فى مالى"، مشددةً على أهمية اتفاقية اليونسكو لعام 1970 فى هذا الصدد، ووجهت المديرة العامة فى هذا الإطار نداءً جديداً إلى المسئولين فى البلدان المجاورة لمالى والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول) والمنظمة العالمية للجمارك وكل الجهات المعنية بسوق الفن، داعيةً إياهم إلى التحلى بالحذر لحماية جميع القطع الثقافية فى مالى من أعمال التصدير أو الاتجار غير المشروعة. قائلة : "هذه الكنوز ثمينة وهشة للغاية وعلينا بالتالى أن نتحرك بسرعة ويوجد فى عدد من المجموعات الخاصة والعامة فى تمبكتو ما يقارب 300000 مخطوط ، ويعود الكثير من هذه المخطوطات إلى القرنين الثالث عشر والسادس عشر وقد وضعها علماء من المدينة وخارجها وكان يجرى تبادلها فى الأسواق القديمة لأفريقيا الشمالية والأندلس والبلدان الواقعة فى أقصى شرق المنطقة العربية. و أضافت أن الطابع الفريد لهذه المخطوطات القديمة يرجع إلى أنها تشهد على عظمة حضارة دامت 000 1 سنة كانت تتعمق فى عدة مواضيع منها الدراسات الدينية والرياضيات والطب وعلم الفلك والموسيقى والأدب والشعر والهندسة المعمارية. وساعدت اليونسكو فى عام 1974 على إنشاء مركز أحمد بابا البحثى الذى يتضمن حوالى 000 40 مخطوط تمت رقمنة نحو 000 10 منها. وختمت بوكوفا بقولها : "نعتزم التعاون مع أصحاب المجموعات العامة والخاصة لضمان صون هذا التراث الوثائقى على نحو فعال، ولرقمنة المخطوطات كلما كان ذلك ممكناً".
و الجدير بالذكر أن مساجد تمبكتو الكبيرة الثلاثة (جينغاريبر وسانكورى وسيدى يحيى) والمقامات الستة عشر أُدرجت فى قائمة اليونسكو للتراث العالمى فى عام 1988، وأُدرج مدفن أسكيا بمدينة غاو فى القائمة خلال عام 2004. ونتيجةً لتدمير 11 مقاماً من المقامات المذكورة وباب مسجد سيدى يحيى فى يوليو 2012، أُدرج الموقعان فى قائمة اليونسكو للتراث العالمى المعرض للخطر. وعمدت المنظمة، خلال النزاع، إلى تزويد القوات المسلحة التابعة لمالى وفرنسا وتشاد بخرائط وطبوغرافية وإحداثيات الموقعين لحمايتهما من القصف.