قال « ديفيد اغناطيوس » كاتب في الشئون الخارجية في صحيفة « واشنطن بوست » الأمريكية، أن الأولتراس يضعون أنفسهم الآن تحت غطاء "البلاك بلوك" ويتحدون خليفة « مبارك » الرئيس « محمد مرسى » وحكومته المكونة من الإخوان المسلمين. في مقالته المنشورة بالصحيفة ذاتها يقترح الكاتب على القراء الراغبين في فهم مشجعي كرة القدم الذين أصبحوا قوة سياسية في مصر الجديدة قراءة كتاب A Clockwork Orange ل « أنتوني بيرجس » والذي يتحدث عن مستقبل الفوضى التي شكلتها إحدى العصابات المتجولة، مشيرًا إلى أن الرواية دليل الغيبية لعصابات الشباب العنيفة في شوارع مصر والدول الأخرى.
ويتساءل عما يقوله هؤلاء المشاغبين عن المستقبل ليس فقط في مصر وإنما في الدول الأخرى ، مؤكدًا أن هؤلاء المراهقين فقدوا احترامهم لعالم آبائهم وقوات الضبط الاجتماعي التي كانت منسوجة من خلال المجتمعات التقليدية مثل مصر.
يشير « اغناطيوس » إلى أن النسيج الاجتماعي القديم قد تمزق، وأن عصابات الشباب التي تمتلك الشارع تحتقر الشرطة ومعظم شخصيات السلطة، موضحًا أنه إذا فرضت الحكومة المصرية حظر التجول جلس الشباب في الشوارع، وهذا يوضح أنهم لا يحترمون جيل آبائهم لتضحيتهم بكرامتهم بالاستسلام لنظام الرئيس السابق « حسني مبارك » القمعي عديم الإنسانية.
ويشرح الصحفي « جيمس دورسي » ارتفاع شعبية الأولتراس، موضحًا أنه بعد سنوات من محاربة الشرطة في الإستاد أصبحوا لا يعرفون الخوف وليس لديهم ما يخسرونه بالإضافة على تمرسهم في القتال ، و يرى «اغناطيوس » أن تحدي مصر بعد الثورة هو جعل هؤلاء الشبان الغاضبون للمشاركة في بناء النظام الديمقراطي الجديد، ولكن المشكلة هي كيفية التحول من الشارع إلى النظام، فهذا لم يحدث في مصر أو ليبيا وبدأ فقط في تونس.
ويضيف : في كتاب « كيف تشرح الرياضة العالم » يشير « فرانكلين فوير » إلى أن المفارقة هي أن مثيري الشغب وقبليتهم العنيفة تستمر حتى مع تحول الكرة لتكون معولمة ومترابطة، كما أن فرق الكرة تقدم تجربة الترابط الشديد في مجتمعات انهارت فيها الاتصالات.